أكد الطالب الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، فيصل توازي، ابن مدينة قورصو بولاية بومرداس، أن حلمه لا يزال قائما في العودة إلى أرض الوطن للإسهام في ميدان البحث العلمي، بعد استكمال دراسته بإحدى جامعات "تولوز" الفرنسية، مشيرا إلى ضرورة العمل بجد من أجل إدراك النجاح. المساء: أنت خريج جامعة بومرداس، تخصص الإعلام الآلي، هل يمكنك الحديث عن تجربتك؟ فيصل توازي: تحصلت على شهادة البكالوريا بتقدير جيد سنة 2006، ودخلت بعدها الجامعة من خلال تخصص إعلام آلي بجامعة بومرداس، ثم نلت شهادة الليسانس في الإعلام الآلي سنة 2009، وبعدها شهادة الماستر 2 تخصص "أبحاث" سنة 2011. ❊ هل فكرة التوجه إلى الخارج لاستكمال دراستك كانت واردة في ذهنك منذ الأول؟ ❊❊ كل شخص لديه طموح ليكمل البحث في مجال تخصصه، لكن أمام الفرص الشحيحة للدخول في مسابقة الدكتوراه بجامعة بومرداس، والتي عادة ما تمنح لأشخاص معينين، قررت السفر إلى فرنسا لأكمل دراساتي العليا، حيث أرسلت عدة طلبات لإكمال مشواري في عالم الإعلام الآلي لعدة جامعات بفرنسا، وبعد اجتيازي عدة اختبارات، لقي طلبي القبول من قبل إحدى الجامعات بفرنسا، وهي جامعة "تولوز"، لأحمل الرحال بحثا عن تحقيق حلم. ❊ هل هناك فارق في المستوى بما يقدم في جامعاتنا مقارنة بما يوجد من مؤهلات في المهجر؟ ❊❊ فكرة التوجه لبلاد المهجر لاستكمال دراستي العليا، ليس لعدم ثقتي بالمستوى العلمي الموجود في الجزائر، فعندما دخلت إلى مستوى الماستر 2 بالجامعة الفرنسية، لم أجد أنهم بعيدون عنا كثيرا في المستوى، لكن في جانب البحث والتطوير أجل، وكذلك في الجانب التطبيقي، لذا فقد تأقلمت مع الوضع هناك، علما أن بالجامعة الفرنسية البرنامج مكثف لدرجة كبيرة، وبالفعل تحصلت على شهادة الماستر 2 في فرنسا من جامعة "تولوز"، لذا قررت الدخول إلى عالم البحث والتطوير في مجال الإعلام الآلي، وقدمت مشروعي الخاص بالدكتوراه بذات الجامعة، والوزارة الوصية هناك كل سنة تخصص منحا لمواصلة الدكتوراه لبعض المتفوقين، وتحصلت على المرتبة ال 14 ضمن التصنيف العام لنتائج الطلبة، لكن في تلك السنة الوزارة الوصية فتحت 12 منحة فقط لترعى مشاريع الطلبة، ومن حسن حظي فقد تنازل اثنان من المجموعة لاستفادتهما من عروض علمية أخرى، وتمكنت خلالها من الحصول على فرصة إكمال دراسة الدكتوراه على مدار 3 سنوات. ❊ أكيد أن إبحارك في مجال تخصص الذكاء الاصطناعي ليس سهلا أليس كذلك؟ ❊❊ من بين الطلبة الفائزين بفرصة استكمال الدراسات العليا الخاصة بالدكتوراه، يقوم أساتذة باحثون بالجامعة بعرض أزيد من 200 بحث للتخرج، غير أن اللجنة العلمية تقوم بتقليص عدد المواضيع إلى 50 موضوعا بالتقريب، وقد قمت باختيار تخصص البحث تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي"، وهذا الموضوع يعتمد أساسا على البحث عن تقنية تنمية الذكاء لدى الآلة، عن طريق إدراج معلومات قاعدية رئيسية، والآلة يمكنها أن تكمل التخمين وتقديم مؤشرات عن الإجابة الحقيقية. ❊ هل يتطلب الكثير من الوسائل والإمكانيات؟ ❊❊ تخصص البحث في مجال الإعلام الآلي لا يتطلب الكثير من الوسائل والإمكانيات، عكس بعض التخصصات الأخرى مثل البيولوجيا والكيمياء، اللذين يتطلبان وسائل ومعدات مكلفة، والطالب بفرنسا عليه أيضا البحث عن المؤسسة التي يجري فيها التربص الميداني، عن طريق إرسال سيرة ذاتية له، وكأنه سيجري مقابلة توظيف، يعرض من خلالها بحثه وما الذي سيضيفه للمؤسسة المستقبلة له، مع ذلك فهو يثني على أهمية البحث وتطويره، غير أن العمل بجد هو أساس النجاح. وقد أبدى استعداده للعودة إلى الوطن حتى يتمكن من المساهمة في تطوير البحث العلمي.
