ثمن البروفيسور مهران كامارافا مدير المركز الدولي والجهوي للدراسات بكلية الشؤون الدولية بجامعة "جورج تاون" الأمريكيةبقطر، دور الجزائر في السعي لحل النزاعات الأمنية الإقليمية والعربية والعالمية. مبرزا الدور المحوري للدبلوماسية الجزائرية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية للأزمات التي تعرفها المنطقة وموقفها الداعمة للمفاوضات والحوار، والرافضة للتدخّل العسكري وكذا التدخّل في الشؤون الداخلية للبلدان الأجنبية. وصف البروفيسور مهران السياسة الخارجية الجزائرية بالبناءة للسلام في إفريقيا والشرق الأوسط والهادفة رلى تحقيق الاستقرار ووقف الحروب وفقا لما تقتضيه الشرعية الدولية واللوائح الأممية. وذكر البروفيسور خلال ندوة نشطها بوزارة الشؤون الخارجية أمس حول موضوع " التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط" بجهود الجزائر التي تعمل على تغليب الحوار حفاظا على سيادة ووحدة البلدان التي تعيش نزاعات أمنية وحروب أهلية. حيث توقف عند الدور الذي لعبته في معالجة الأزمة المالية والليبية. مشيرا إلى أن الدور الذي لعبته الجزائر ولا زالت تلعبه في تسوية النزاعات جعلها مثالا تقتدي به العديد من الدول العربية التي تحاول اليوم جاهدة لتكون قوة سياسية في المنطقة العربية. وأضاف المتحدث أن الدبلوماسية الجزائرية يشهد لها منذ سنوات باستبعادها للتدخلات العسكرية والأجنبية التي تضرب استقرار البلدان، حيث كان لها الفضل في تسوية النزاع الأمريكي – الإيراني سنة 2001 . وتوقف البروفيسور مهران عند مشكل الطائفية الذي ساهم في حالة اللاستقرار والغليان وضرب الوحدة الوطنية التي تعيشها بعض البلدان في الشرق الأوسط، والذي عبد الطريق أمام التدخل العسكري منذ سنة 2003 بالعراق. مشيرا إلى أن القوى الغربية لم تتوان في استخدام الهويات الطائفية كأداة سياسية في زعزعة استقرار الشرق الأوسط بالاستعانة بالحلفاء الطائفيين مما أدى إلى ظهور ما يعرف بالسباق الاستراتيجي والتنافس بين القوى العظمى على تقسيم بلدان المنطقة بتنفيذ أجندات تحكمها المصالح، وهو الأمر الذي زاد من حدة النزاعات وحالة الاستقرار التي تعيشها بعض البلدان العربية. وتوقف المتحدث عند دور وسائل الإعلام في تجسيد العمل الدبلوماسي من خلال محاولة إيجاد حل للنزاعات الأمنية عن طريق الإعلام لما له من تأثير على الرأي العام، مشيرا إلى تجربة قطر في هذا المجال والتي تنفق ما قيمته 20 مليون دولار على وسائل الإعلام الثقيلة لبث مواضيع تعبر عن توجهاتها ومواقفها حيال هذه النزاعات مستلهمة من التجربة الأمريكية لإقناع الرأي العام بوجهات نظرها السياسية وإيصال الرسائل التي تحاول تمريرها. وفي هذا السياق تطرق المحاضر إلى الدور السلبي الذي تلعبه بعض وسائل الاعلام أحيانا من خلال بث مواضيع سياسية تساعد على ظهور النزاعات وزعزعة الاستقرار وكذا خلق أزمات دبلوماسية وقطع العلاقات بين الدول. كما تحدث الأستاذ بجامعة قطر عن غياب دور النخبة المثقفة العربية التي لا تساهم بالقدر الكافي في ايجاد حلول للنزاعات التي يعيشها العالم العربي اليوم من خلال عدم تقديم الاقتراحات التي من شأنها إيجاد حلول سلمية وإهمالها للدور المؤسساتي، مما ساعد على ظهور العديد من الأزمات في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة بسبب عدم الفصل بين السلطات وتمركز القرار والصلاحيات في يد واحدة، الأمر الذي ولد الانفجار الذي يعرف باسم "الربيع العربي".