أشرف، أول أمس، الصحافي والخبير الإعلامي، مارك فرانسوا برنييه، من جامعة أوتاوا بكندا على دورة تكوينية لصالح الصحافيين بولاية وهران، وهي الدورة المنظمة من طرف وزارة الاتصال والتي احتضنها مقر جريدة الجمهورية بحضور مديرها العام السيد بوزيان بن عاشور. الدورة التكوينية التي أشرف عليها الخبير الإعلامي، مارك فرانسوا برنييه، والتي حضرها عدد كبير من صحافيي الجرائد المحلية والوطنية وصحافيي وكالة الأنباء الجزائرية وإذاعة وهران جاءت بعنوان: «الحرية المسؤولة للصحفي.. مسألة أداء وأخلاقيات المهنة» والتي قدم من خلالها المتدخل تجربته في ميدان الصحافة المكتوبة الممتدة على مدار 40 سنة من الممارسة الإعلامية في مجال الصحافة المكتوبة، حيث نوه المتدخل بأهمية التطرق لموضوع أخلاقية المهنة والمسؤولية من منطلق أهمية أن يتقيد الصحافي خلال عملها بأخلاقية المهنة والمسؤولية في نقل المعلومة للجمهور، وذلك دون المساس بهذه الأخلاقيات التي اعتبرها منشط الندوة معيارا هاما في مصداقية المعلومة وإيصالها. كما أكد المتدخل بأن نقل المعلومة والحصول عليها يمر عبر احترام جملة من الضوابط والمعايير والتي يتقدمها عدم المساس بحياة الآخرين وعدم التجريح، واحترام المؤسسات العمومية والخاصة وعدم الخلط والانقياد وراء نزوات المتلقي من الجمهور الذي يبحث في كثير من الأحيان على الإثارة ما يؤدي في غالب الأحيان بالصحفي إلى تقديم معلومات لإرضائه لا يتناسب ومهنة الصحافة. وأشار المتدخل إلى ضرورة اعتماد الحقيقة في تقديم المعلومة والتدقيق قبل كتابة المقالات مع البحث عن أكثر من مصدر للتحقق من المعلومة، مع العمل ضمن أخلقة عملية الحصول على المعلومة وذلك بتفادي كل أنواع القرصنة أو السرقة التي تطال الوثائق أو المستندات أو شيء يدخل ضمن المعلومة بطريقة غير شرعية. وأكد مارك فرانسوا الذي أصدر عدة مراجع في الموضوع أخرها كتاب «السلطة الخامسة، المواطن» بأن التطور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت مكنت من اندماج المواطن بالإعلام والمشاركة في صناعة المعلومة لذلك تحول هذا المواطن إلى سلطة خامسة لها وزنها وتأثيرها في صناعة المعلومة. كما تم خلال اليوم التكويني التطرق إلى الممارسة الصحفية بعدة دولة أوربية والتنظيمات الصحفية بهذه الدول من نقابات وتجمعات للإعلام والإعلاميين والتي تدافع عن حرية الصحافة مع إعطاء مقارنة بين قانون الإعلام بكندا وقانون الإعلام بالجزائر. من جهة أخرى، كشف المتحدث بأن مهنة الصحافة تواجه عدة مشاكل مالية وعلى رأسها الدعم المالي، حيث أكد بأنه ولأول مرة في تاريخ الصحافة الكندية قامت مجموعة من ملاك الجرائد بطلب دعم مالي من الدولة لاستمرار هذه الصحف وهو ما تعيشه اليوم الصحافة الجزائرية، حيث أكد عدد من الصحافيين بأن نفس المشكل تعيشه الصحف الجزائرية نتيجة تراجع الإشهار الذي يعد المصدر الأول لتمويل الصحف.