أشاد مشاركون في ندوة تاريخية نظمت أمس، بالجزائر العاصمة بنضال الجزائري محمد بودية، مبرزين دوره في الثورة التحريرية ومساهمته الفعّالة في إسماع صوت القضية الفلسطينية على المستوى الدولي. وخلال ندوة نظمتها يومية «المجاهد» بالتنسيق مع جمعية «مشعل الشهيد»، أوضح المتدخلون مسيرة هذا البطل الذي جمع بين النضال السياسي إبان الثورة التحريرية والمساهمة في بناء المشروع الثقافي غداة الاستقلال، إلى جانب دوره «الهام» في القضية الفلسطينية خاصة ما تعلق بالتخطيط لتنفيذ عمليات فدائية ضد المحتل الصهيوني. وفي هذا السياق، تطرق الأستاذ صادق بخوش إلى دور البطل إبان الثورة التحريرية، خاصة بمشاركته في العمليات الفدائية التي نظمت بأرض العدو الفرنسي على غرار عملية تفجير أنابيب النفط في مرسيليا سنة 1958. كما استعرض دور المناضل في المجال الثقافي وتحديدا مساهمته في تطوير المسرح، حيث تقلد عشية استرجاع السيادة الوطنية إدارة أول مسرح بالجزائر المستقلة وذلك في جانفي عام 1963 معرجا على أهم أعماله الأدبية. من جانبه، ذكر المجاهد محمد بورقعة بالدور «الهام» الذي لعبه الشهيد بودية في إسماع صوت القضية الفلسطينية في أوروبا ودوره الاستراتيجي في تنظيم عدة عمليات فدائية ضد الكيان الصهيوني، مؤكدا على أن حنكته السياسية والثقافية دفعت بالمخابرات الصهيونية إلى تجنيد جيش بكامله لتتبعه عبر أكبر العواصم الأوروبية. وقال إن محمد بودية «استطاع أن يتجاوز بذلك نضاله الوطني في الجزائر نحو آفاق الثورة القومية والعالمية»، واصفا إياه ب«نموذج للمناضل العربي الثائر». أما سفير دولة فلسطينبالجزائر لؤي عيسى، فقد أكد على أن البطل بودية يعد «مرآة عاكسة» عن دور الشعب الجزائري في مساندة القضية الفلسطينية، مبرزا أهم التحديات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن. وفي ختام الندوة، أعلن رئيس جمعية الأخوة والصداقة الجزائريةالفلسطينية أسعد قادري عزم الدولة الفلسطينية على تسمية أحد شوارعها الرئيسة باسم البطل محمد بودية. للإشارة، فقد اغتيل المناضل محمد بودية من قبل عناصر المخابرات الصهيونية في باريس يوم 28 جوان 1973 بزرع عبوة ناسفة تحت مقعد سيارته.