وصف حمزة دحماني، رئيس نادي الببغاء الجزائري، حبه لتربية طيور الزينة، خاصة الببغاوات، ب«العشق"، وقال في حديثه مع"المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا في فعاليات المعرض الوطني الثاني لتربية طيور الزينة بالعاصمة، إنه اختار بعد ولوج عالم تربية طيور الزينة، التخصص في تربية الببغاء وتعميمها في الأحياء الشعبية، من خلال الشروع في تجسيد برنامجه الرامي إلى إنجاح عملية تكاثر الببغاء في الجزائر. وعن الغاية من تأسيس النادي في ظل وجود جمعية وطنية مختصة بترقية تربية طيور الزينة، وواقع تربية طائر الببغاء في الجزائر والأصناف المتوفرة، كان لنا هذا اللقاء معه. ❊ بداية، حدثنا عن سر هوسك بطائر الببغاء؟ — فكرة تربية طيور الزينة، خاصة طائر الببغاء، كبرت وترعرعت معي في البيت العائلي، حيث أذكر أنني ومنذ بدأت أدرك الأشياء المحيطة بي في المنزل، كان طائر الببغاء واحدا منها. ولأنه كائن حي، كنت أنظر إليه على أنه أحد أفراد العائلة. هذا الارتباط العاطفي كان وراء اهتمامي الكبير به، وسرعان ما ترجمته من خلال التوجه إلى ممارسة هذه الهواية، ومنه التأسيس لناد مختص فقط في تربية طائر الببغاء. ❊ ما الدافع إلى تأسيس ناد في ظل وجود جمعية تعنى بكل طيور الزينة؟ — فكرة تأسيس ناد مختص في طائر الببغاء فقط، في الحقيقة كان نتيجة ولعي الشديد بهذا الطائر المميز، الأمر الذي جعلني أؤسس النادي الذي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر، الهدف منه جمع كل محبي هذا الطائر في فضاء واحد لتبادل التجارب والخبرات وتنظيم المعارض، والعمل على نشر ثقافة تربية طائر الببغاء في الأحياء الشعبية، بالنظر إلى خصوصية هذا الكائن الجميل الذي من أهم ميزاته، الذكاء وفصاحة اللسان وقدرته على صنع جو مميز في المنزل، يجعله يتحول إلى فرد من أفراد العائلة. ❊ ما سر اهتمامك بنشر ثقافة تربية الببغاء في الأحياء الشعبية؟ — ربما لرغبتي في تغيير العقلية التقليدية التي كانت سائدة في الماضي، ولطالما ارتبط تواجد طائر الببغاء بالعائلات الثرية التي اشتهرت بتربية هذا النوع من الكائنات، نظرا لغلائها، الأمر الذي يفسر سبب اهتمام الأثرياء بها دون سواهم، وهو ما جعلني أفكر، بعد نجاحي في التأسيس لمشروعي الرامي إلى تربية طائر الببغاء، في جعله متوفرا وبأسعار في متناول الجميع، ليتسنى لكل عاشق تربية هذا الطائر وممارسة الهواية وتزيين شرفات منزله بهذا الكائن الساحر. ❊ من أين يقتني الهاوي دحماني طائر الببغاء؟ — بحكم أن طائر الببغاء من الطيور التي لا تتوفر في الجزائر ولا يجري إنتاجها، وتنتشر بشكل كبير في دول إفريقيا، أقوم بشرائها من بعض دول إفريقيا نظرا لأسعارها المنخفضة، مقارنة مع تلك التي تعيش في أمريكا اللاتينية وأستراليا، والتي تعتبر من أغلى الأنواع، نظرا لما تتمتع به من مميزات مرتبطة عادة بخاصية الكلام، وحتى شكلها الجميل متنوع الألوان. ❊ كيف تصف تربية طيور الببغاء؟ — تربية طيور الببغاء كغيرها من الطيور الأخرى، متعبة وتحتاج إلى الجهد والصبر، غير أن ميزة هذا الطائر أنه يجعلك تشعر كأنه فرد من العائلة، الأمر الذي يزيد حرصك عليه، خاصة إن كان من الببغاوات المتكلمة، إذ تشعر كأنه طفل في عمر الخمس سنوات، يمتاز بذكاء كبير ولديه القدرة على مناداة أفراد الأسرة بأسمائهم دون أن ينسى أحدا. يبقى العائق الوحيد في تربية هذا الطائر الذكي الذي يحب النظافة؛ غذاؤه الذي يحتاج إلى عناية كبيرة حتى لا يصاب بالمرض الذي يعتبر العائق الكبير في تربيته، حيث ينبغي احترام مقدار الوجبات التي يتناولها، والتي ينبغي أن تكون متوازنة بنسبة 70 بالمائة من الخضر والفواكه، و30 بالمائة من الفواكه الجافة، وأي إخلال في وجباته يعرضه للمرض سريعا. ❊ بعد تأسيس النادي، هل هناك اهتمام بتربية هذا الطائر في مجتمعنا؟ — منذ تأسيس النادي الذي يزيد عمره عن السنة، بدأنا ب15 عضوا مربيا وهاويا لطائر الببغاء، واليوم لدينا 60 عضوا، والعدد مرشح للارتفاع، مما يعني أن تربية طائر الببغاء من الهوايات المنتشرة في مجتمعنا، ومن خلال النادي سنحاول التعريف أكثر بهذه الهواية، خاصة للراغبين في ممارستها أو لعشاق هذا الطائر الجميل، من خلال تمكينهم من الاقتراب منه واكتشاف جماله وما يتمتع به من ميزات. ❊ حدثنا عن بعض أنواع الببغاوات الموجودة على مستوى النادي؟ — نملك على مستوى النادي، بالنظر إلى عدد الأعضاء الكبير، تقريبا 70 صنفا، ومن الأصناف النادرة منها الأمازونيات "اليونوناب" الذي يعتبر الرقم واحد بالنظر إلى قابلتيه للكلام وحفظ القرآن، وفي الدرجة الثانية من الأمازونيات نجد "لورا تريكس"، وفي الدرجة الثالثة "ذو الجبهة الصفراء"، وفي الدرجة الرابعة "ذو الجبهة الزرقاء"، بينما أغنى الأنواع تتمثل في الأمازونيات بالرقبة الصفراء، نظرا لقدرتها على حفظ الجمل وليس الكلمات. ❊ ما هي تطلعاتك كهاو ورئيس النادي الأول في الجزائر لتربية الببغاوات؟ — أتطلع من خلال التأسيس لهذا النادي في المقام الأول، إلى جعل طائر الببغاء متوفرا بتكاثره، وقد خضنا التجربة على مستوى النادي، وننتظر قطف الثمار، لأنها تحتاج على الأقل لأربع سنوات حتى نتمكن من إحصاء الأنواع، لأن التكاثر عند طائر الببغاء له خصوصية تختلف عن تلك المتعلقة بباقي الطيور الأخرى، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، نتطلع من خلاله إلى جعل بعض الأصناف متوفرة، محاربة الطريقة غير الشرعية لاستيراد هذه الطيور. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ — تربية طائر الببغاء من الهوايات الممتعة والراقية، وأدعو بالمناسبة كل العائلات الجزائرية إلى ممارستها، بالنظر إلى ما يصنعه هذا الطائر في المنزل من جو مفعم بالحياة والحيوية. وحسب معلوماتي، ينصح الأطباء في الدول الأوروبية به لعلاج بعض الأمراض النفسية، كالغضب والقلق، وحتى بالنسبة للمصابين بالتوحد، إذ يساعدهم الببغاء على الخروج من دائرة العزلة.