* email * facebook * twitter * linkedin سارعت عدة مؤسسات جامعية عبر الوطن للمساهمة في حملة التضامن الواسعة التي تشارك فيها شرائح وهيئات مختلفة من المجتمع لمواجهة تفشي وباء "كوفيد 19" الذي اجتاح العالم أجمع، من خلال تحويل المخابر الجامعية إلى مصانع لإنتاج المعقمات وتوزيعها على عدد من المستشفيات. في هذا الإطار، قامت مجموعة من طلبة الماستر 2 في تخصصات الكيمياء التحليلية والصيدلانية وعلوم الطبيعة والحياة بكلية العلوم بجامعة الجزائر 1 "بن يوسف بن خدة" تحت إشراف اساتذة الكلية، وعميدها عبد الحكيم بوديس، بإنتاج محلول مائي كحولي لليدين حسب بالمواصفات العلمية الموصى بها من قبل منظمة الصّحة العالمية، مساهمة منهم في التّصدي للانتشار الرّهيب لفيروس كورونا المستجد. وأنتج الطّلبة خلال يوم واحد كمية معتبرة من هذا المحلول قدرت ب360 قارورة بسعة 400 ملل وعشرات من القارورات بسعة 5 لتر. وتم هذا المجهود بتمويل من عمادة الكلية بالجامعة بالإمكانيات اللازمة، بهدف توزيع المنتوج كهبة على مستوى المستشفيات، حيث استفاد المستشفى الجامعي لبني مسوس بالعاصمة بحصة منه وسلك الأمن الوطني. ويعتزم هؤلاء الطلبة ممن تحدثت معهم "المساء"، الاستمرار في هذا النشاط النبيل الرامي إلى مواجهة الجائحة التي لازالت تحصد الأرواح بالجزائر وعبر العالم، ومد يد المساعدة لحملات محاربة تفشيها، من خلال تدعيم عدد من المستشفيات على مستوى الجزائر العاصمة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تم إطلاقها بتعليمات من رئيس جامعة الجزائر 1 عبد الحكيم بن تليس، الذي شدد على ضرورة اقحام الطّلبة في العمل التّوعوي والتّحسيسي. وتوفير كلّ التسهيلات والإمكانيات المادية، خاصة في ظل نقص المحاليل الكحولية المعقمة، جراء تأزم الظّروف الحسّاسة التي تمرّ بها البلاد مع تزايد انتشار الوباء. واذا كانت جامعة الجزائر 1 قد منحت الفرصة للطلبة واكتفى الأساتذة بالإشراف على العملية، فإن الأمر يختلف لدى جامعات أخرى عبر الوطن، حيث بادر الأساتذة انفسهم إلى تجسيد هذا العمل ذي البعدين العلمي والتضامني.. هذا الأمر ينطبق على جامعة "لخضر حمة" بالوادي، حيث تمكنت مجموعة من الاساتذة الباحثين في الكيمياء بكلية العلوم الدقيقة من انتاج محلول معقم مطابق للمواصفات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، كمساهمة منهم في مساعي التصدي لانتشار الفيروس. وسيوزع هذا المحلول مجانا، حسب الامكانيات المتاحة، على أعوان الصحة العمومية والمستشفيات ومراكز الحجر الصحي وأعوان المؤسسات المدنية والأمنية العاملة في هذا الظرف الحساس. وساهمت مجموعة من المصنعين المحليين في تموين لمخابر الجامعية بالقارورات البلاستكية الصغيرة ومكونات هذا المحلول الذي تم توزيع الكميات الأولى منه على موظفي الجامعة ومستشفى الجيلاني بن عمر بالوادي وأعوان الشرطة والحماية المدنية، علما أن انتاج كميات أكبر يحتاج الى التموين من طرف الصناعيين المنتجين للكحول. نفس المبادرة قامت بها جامعة مولود معمري بتيزي وزو، حيث شكلت فريقا طبيا على رأسه عميد الجامعة اسماعيل داودي ويضم عميد كلية الطب وعميد كلية العلوم والأطباء المقيمين في الصيدلة ومهندسين بالمخبر لإنتاج المحاليل الهيدرو كحولية. من جانبها، أطلقت جامعة ابن خلدون بتيارت مبادرة لإنتاج مواد معقمة موجهة للاستعمال الطبي المحلي، حيث شرعت مجموعة من الأساتذة والطلبة والمخبريين بكلية علوم الطبيعة والحياة بالتنسيق مع كلية علوم المادة، على مستوى مخابر الجامعة في إنتاج كميات معتبرة من المحاليل المعقمة لتوضع تحت تصرف مديرية الصحة لولاية تيارت، حيث أبدت الجامعة استعدادها لإنتاج أي كمية مطلوبة في حال توفر المواد الأولية اللازمة. كما قامت مجموعة من طلبة الكيمياء وطلبة الدكتوراه بمخبر تثمين وترقية الموارد الصحراوية بكلية الرياضيات وعلوم المادة بجامعة قاصدي مرباح بورقلة بمبادرة مماثلة تهدف إلى دعم مستخدمي الصحة العمومية بالولاية وخارجها. وتم في هذا الإطار تحضير كميات معتبرة من معقم اليدين وكذا معقم الأسطح الجاهز للرش مصنعة وفق مقاييس منظمة الصحة العالمية. وبينما يواصل مخبر الصيدلة بكلية الطب لجامعة باجي مختار بعنابة إنتاج المحاليل الهيدروكحولية والهلام المطهر، وفرت كلية الطب بجامعة عمار ثليجي بالأغواط كمية أولى من المحلول المعقم المنتج بمخابرها، لفائدة مستشفى الاغواط، معلنة مواصلة مسعاها ضمانا للوقاية داخل المؤسسات الاستشفائية. نفس المبادرة شهدتها جامعة باتنة التي عرفت هي الأخرى عملا تطوعيا للطلبة وأساتذتهم قاموا بصنع المحلول المعقم في انتظار رد مديرية الصحة بالولاية للترخيص لهم بتوزيعه على المؤسسات الصحية مجانا.