دعا عادل غبولي، رئيس منتدى الكفاءات الجزائرية كل الكفاءات الوطنية في الداخل والخارج للقيام بمبادرات عملية لتجسيد مشاريع للبحث والتدريب ومخططات عمل، وتطوير منصات إلكترونية مبتكرة في مختلف المجالات للمساهمة في الدفع بعجلة التنمية الوطنية وتحقيق الإقلاع الاقتصادي. وشدد الدكتور غبولي، في افتتاح أشغال المنتدى الرابع لمنتدى الكفاءات الجزائرية أمس، على أنه بالموازاة مع الاصلاحات التشريعية والمؤسساتية التي بادرت بها الدولة لخلق بيئة ملائمة، فإنه يتعين على الكفاءات الجزائرية المساهمة من جانبها في تقوية وتطوير البنية التحتية للبلاد خاصة في ظل الظروف الراهنة. وقال إن أهم المجالات التي يتعين الشروع في الاستثمار فيها، يبقى إدراج التكنولوجيا الحديثة في الاقتصاد والخدمات على رأس القائمة خاصة فيما يتعلق بإنجاح التحول الطاقوي والاقتصاد التدويري وتطوير الصحة والتعليم وإدخال الرقمنة في مختلف القطاعات، مع تجسيد اصلاحات هيكلية لتطوير أنماط الإنتاج وتنوعيه وتحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كقاعدة اساسية للصناعة مستقبلا. وتزداد القناعة لدى منظمي المنتدى بأن المرحلة القادمة ستضع معالم الفكر والنهج الأمثل الذي يعزز ويصون وحدة الشعب والوطن ورقيه، وهو الذي يطمح في أن تكون هذه المرحلة خطوة أخرى عملاقة في تاريخ الدولة الجزائرية وميلاد محطة جديدة تبلور الطموح الشعبي في مختلف المجالات من أجل مستقبل واعد وآفاق أكثر عدالة تمارس فيها الديمقراطية والحرية وفق مبادئ ثورة نوفمبر 1954. وأكد غبولي، من أجل مواجهة التحديات والآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا الصحية على ضرورة التفكير في توفير ضمانات النجاح من خلال التركيز على القطاعات الحيوية للبلاد بداية من التعليم والصحة والتحول الرقمي والصناعة والزراعة ومختلف قطاعات النشاط لتحقيق أهداف الألفية 2030، والتي أكد أنها مرتبطة بمدى تعبئة الكفاءات البشرية والوسائل المادية. من جانبه تطرق عضو المنتدى ورئيس مصلحة جراحة السرطان بمركز مستشفى مصطفى باشا الجامعي الدكتور محسن بوبنيدر وهاب، الى أهم التحديات التي تواجه الجزائر في المرحلة الراهنة وفي مقدمتها الرهان الصحي، حيث أكد ضرورة وضع تقييم جوهري للموارد البشرية في المجال الصحي لتفادي هجرة الكفاءات في هذا القطاع إلى الدول الغنية والعمل بشتى الوسائل من اجل تقليص هجرة الأدمغة التي أنفقت عليها الجزائر أموالا طائلة. وأما التحدي الثاني حسب الدكتور بوبنيدر فيثمل في تحقيق إقلاع اقتصاد حقيقي عبر اطلاق برنامج صناعي في مجال التجهيزات الطبية لتقليص فاتورة الاستيراد، مشيرا الى حملة التلقيح التي انطلقت في 28 جانفي الماضي، ضد فيروس "كوفيد 19"، حيث شدد على اختيار اللقاح والتكنولوجيا التي ترافقه لإنتاج هذه اللقاحات في معهد باستور حتى تكون الجزائر مستقلة في هذا المجال، داعيا الى مراجعة النظام المعلوماتي الحالي الذي اكد انه قد تجاوزه الزمن. ولأن المنتدى يشكل همزة وصل بين كفاءات الداخل والخارج، فقد شهدت أشغال دورته الرابعة التي تطرقت الى "دور الكفاءات والنخب في تقوية الجبهة الداخلية لرفع التحديات"، مداخلات تمت عبر تقنية التحاضر عن بعد لكفاءات وطنية مقيمة في الخارج في مختلف الاختصاصات خاصة الطبية منها، اتفقت في معظمها على ضرورة تفعيل آليات التكوين وإعادة هيكلة مختلف القطاعات الحيوية وخاصة المنظومة الصحية. وتناولت أشغال المنتدى أربعة محاور رئيسية ركز الأول منها على دور كفاءات الصحة في تقوية الجبهة الداخلية، بينما تناول المحور الثاني، دور النخب في استقرار الجبهة الداخلية، وتناول المحور الثالث دور النخب الإعلامية في مواجهة الحملة الدعائية على الجزائر، واختتم المحور الرابع بالتطرق إلى دور الكفاءات الاقتصادية في مواجهة مختلف التحديات.