كشف محمد سعيدي، الرئيس المدير العام لمؤسسة الابتكار والاستشراف الاقتصادي ورئيس الدار الإفريقية للتصدير، أن إنشاء هذه المؤسسة يعد أول خطوة فعلية لدخول الجزائر منطقة التبادل الحر الإفريقية، وبداية عملية لترقية الصادرات خارج المحروقات إلى 5 مليار دولار بنهاية العام الجاري، وفق الهدف الذي حدده رئيس الجمهورية. وأكد سعيدي، خلال يوم إعلامي حول " دار إفريقيا للتصدير، على حاجة الجزائر إلى هذه الدار، لاحتلال مكانة لائقة على مستوى السوق الإفريقية عبر رفع وتيرة التصدير والاستيراد وخلق الثروة لفائدة الأجيال القادمة. وأضاف أمام الممثلين الدبلوماسيين لعدة دول إفريقية، أن "العالم اليوم يعيش حرب اقتصادية لابد من اكتسابها لصالح القارة الإفريقية"، مبرزا أهمية هذه المنصة لمساعدة المتعاملين الجزائريين على اقتحام السوق الإفريقية والاندماج بصفة فعالة ضمن مشروع رئيس الجمهورية لرفع حجم الصادرات خارج المحروقات إلى حدود 5 ملايير دولار مع نهاية العام الجاري. ويذكر أن الدار الإفريقية التي حازت على السجل التجاري كمؤسسة اقتصادية، تضم 134 متعامل اقتصادي مهمتها الأساسية القيام بعمليات تصدير كبرى، ستدشنها بداية من شهر سبتمبر، بتصدير 850 طن من الدواليب الإسمنتية باتجاه دولة السينغال. وتم ضمن هذه الديناميكية إنشاء بطاقة الكرتونية ذكية لفائدة المصدرين المنخرطين في الدار الإفريقية والتي تعد بمثابة جواز سفر لمختلف المتعاملين لدخول الأسواق الإفريقية. ويستفيد منها المصدرون بمجرد ملء استمارة معلومات تحتوي على مؤشرات اقتصادية وقاعدة بيانات حقيقية وآنية ومحينة، تعتمدها الهيئات الوطنية المعنية بالتجارة الخارجية في رسم خارطة المصدرين بالجزائر بطريقة صحيحة. وتسعى مديرية التصدير واللوجيستيك ب "الدار الإفريقية" ضمن استراتيجيتها إبرام اتفاق مع الخطوط الجوية الجزائرية للشحن، من أجل تخفيض تسعيرة الرحلات للمصدرين المنخرطين في الدار وكذا بحث كيفية ضمان عودة الرحلات محملة بالسلع. وكشف سعيدي، بالمناسبة عن إطلاق الشبكة الافريقية للمصدرين بداية من شهر أوت القادم، حيث سيتم مراسلة عديد الدول الإفريقية من أجل حث متعامليها على الانخراط في الدار الإفريقية. وقال عبد الوهاب زياني، رئيس كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، إن المؤسسات الاقتصادية الجزائرية، العمومية والخاصة شرعت في إعادة هيكلة نفسها حتى تتمكن من ولوج الأسواق الإفريقية من خلال ملاءمة نوعية منتجاتها مع النمط الاستهلاكي الإفريقي، من حيث النوعية والتغليف وأنماط التسويق، حيث ستمكن "الدار الإفريقية" من التعريف بما تستهلكه الدول الإفريقية واحتياجاتها من السلع. وشدد زياني، ضمن هذا المنظور على أهمية تكوين شباب دول أفريقية ليتحولوا إلى سفراء للمنتوج الجزائري في افريقيا وإرشادهم من جهة أخرى لتصدير منتجاتهم. وأكد سيد علي لحلو، رئيس الجمعية الوطنية للمنتجات الأصيلة على أهمية "الدار الإفريقية " في تذليل الصعوبات المتصلة بالتصدير وتمكين المتعاملين من استغلال المعلومات، داعيا إلى تفعيل الطريق العابر للصحراء ودراسة أكثر عمقا للسوق الإفريقية لتحديد نوعية المنتجات المطلوبة ودراسة الأسعار وظروف النقل وتفاصيل التصديق على المنتوج.