شكل التوافق النادر بين أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخمس دائمي العضوية حول ضرورة "منع انتشار السلاح النووي ومنع اندلاع حرب نووية"، تستخدم فيها هذه الأسلحة الفتاكة والمحظورة دوليا، خطوة إيجابية قد تساهم في تخفيف التوتر المتصاعد بين عدد من القوى والذي أصبح يثير مخاوف بأن يتحول إلى مواجهات عسكرية بنتائج وخيمة على العالم أجمع. ورغم التوترات والخلافات التي تخيم في الوقت الراهن على جو عام مثقل بالصراعات وبؤر التوتر هنا وهناك، أصدرت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصينوروسيا، بيانا مشتركا تعهدت من خلاله بمواصلة اتخاذ تدابير لمنع الحرب النووية ضمن التزام يتوافق مع دعوة طويلة الأمد كان أطلقها الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، للحوار والتعاون لتحقيق هذه الغاية. وتوصلت هذه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمشكلة لنادي الدول الحائزة على السلاح النووي إلى قناعة بأن أي حرب نووية قد تندلع ستكون خاسرة. وتعهدت بتكثيف مبادراتها لمنع الاستخدام غير المصرح به أو غير المتعمد للأسلحة النووية. وشدّد البيان على أن القوى الخمس "تؤكد أنه لا يمكن لأي حرب نووية ان تنتصر ولا يجب أن تندلع"، كما أكد أنه "مادامت هذه الأسلحة متواجدة فيجب ان توجه لأغراض دفاعية وللردع ومنع الحرب".وجاء هذا البيان التوافقي النادر بعد أسبوع من المفاوضات الأمريكية الروسية التي احتضنتها مدينة جنيف السويسرية بين وفدي القوتين الغريمتين حول معاهدات الحد من السلاح النووي والوضع عبر الحدود بين روسيا وأوكرانيا. وفي أولى ردود الفعل على هذا الالتزام، أعربت روسيا عن أملها في أن يؤدي البيان المشترك الذي أصدرته مع أربع قوى نووية عالمية أخرى لمنع انتشار الأسلحة النووية "إلى تخفيف التوتر في العالم". وقالت وزارة خارجيتها في بيان لها، أمس، أن موافقة قادة الدول النووية الخمس على بيان منع الحرب النووية ومنع سباق التسلح "ستساعد في تخفيف التوترات على الساحة العالمية". وأشارت إلى أن البيان المشترك "تم إعداده بمبادرة روسية". من جهتها دعت الصين، التي وصفت البيان المشترك بأنه "وثيقة تاريخية"، كل من روسياوالولاياتالمتحدة الى التقليص من ترسانتهما النووية على اعتبار ان هاتين القوتين وبحسب تقديرات المعاهد المتخصصة في الشأن النووي تمتلكان 90 بالمئة من الرؤوس النووي عبر المعمورة. ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه هل ستعمل هذه الدول المستحوذة على السلاح النووي في العالم فعلا على منع انتشار هذه الاسلحة الفتاكة بداية بتقليص ترسانتها والاكتفاء فقط باستخدامها، كما نص عليه البيان في ظروف محددة لا تشكل خطرا على العالم. وهل ستتوقف عن سباق التسلح الذي بلغ محطات جد متقدمة لدى عدد من الدول من ضمنها الصين وحتى إسرائيل التي تؤكد تقارير أنها تتوفر على هذه الأسلحة لكن لا يذكر اسمها في النادي النووي.