حققت ولاية بومرداس، نسبة مقبولة في القضاء على الأمية منذ بداية تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية في 2008، حيث تشير الأرقام إلى تخليص 21466 شخص من جهل الكتابة والقراءة إلى غاية جويلية 2021، مما يجعل نسبة الأمية بالولاية، تتراجع إلى 7.91٪، رغم المثبطات التي مازالت تعيق هذا الهدف، وعلى رأسها نقص الهياكل المخصصة لفصول تعليم الكبار. قال مدير الديوان الوطني لمحو الأمية ملحقة بومرداس، يوسف حمودي، بأن نسبة الأمية في الولاية، بلغت حسب آخر إحصائية سنة 2021، حدود 7.91٪ "المقبولة"، ملفتا إلى أنها جاءت كثمرة للمجهودات المبذولة في سبيل القضاء على هذه الآفة الاجتماعية، لاسيما منذ تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية في 2008، إلا أنه أكد في المقابل، مجهودات أخرى مازالت تبذل في سبيل تحرير هذه النسبة في المجتمع البومرداسي، في حين ربط ذلك بمدى توفر الهياكل لإنجاح هذا المسعى، مثلما يوضحه ل"المساء"، على هامش يوم دراسي حول الأمية، من تنظيم الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، إحياء لليوم العربي لمحو الأمية، المصادف للثامن جانفي من كل سنة. واعتبر محدثنا إشكالية انعدام الهياكل التابعة للديوان الوطني لمحو الأمية، أحد عوائق الوصول إلى الأهداف المسطرة للقضاء نهائيا على الأمية، حيث لفت في السياق، إلى أن فصول محو الأمية تفتح على مستوى المدارس والمساجد ودور الثقافة ودور الشباب، وعلى مستوى بعض مقرات الجمعيات، مما يجعل التدريس في هذه الفصول مرهونا بمدى شغور القاعات على مستوى هذه الهياكل، لاستغلالها. إشكالية أخرى يشير إليها السيد حمودي، تطرح في مجال التدريس على مستوى المؤسسات التربوية، تتعلق بفتح أقسام محو الأمية في المدارس خلال عطل نهاية الأسبوع، حيث أن الواقع يؤكد الاصطدام بالأعوان المكلفين بحراسة هذه المؤسسات، ممن يرفض بعضهم فتح أبواب المدرسة أيام الجمعة والسبت. كما تطرح إشكالية أخرى تعيق تقدم الفصول، تتمثل في ساعات التدريس المخصصة لهذه الفصول منذ بداية تفشي جائحة "كورونا"، حيث يشير محدثنا إلى أن استعمال نظام التفويج والتناوب، جعل الكثير من المؤسسات التربوية تدرس مساء الثلاثاء، وبعضها أيام السبت، مما يصعب استغلال الساعات المخصصة لأقسام محو الأمية، علما أنه من المفروض، حسب المتحدث، تدريس 24 ساعة في الأسبوع، بينما الواقع يشير إلى تسجيل ما بين 8 و10 ساعات أسبوعيا في أحسن الأحوال، مبديا أسفه الشديد، لانعدام قاعات شاغرة وقارة تخصص لفصول محو الأمية، وتساهم في القضاء على هذه الآفة الاجتماعية نهائيا. تجدر الإشارة إلى أن الموسم الدراسي الجاري 2021-2022، عرف حوالي 4500 مسجل في أقسام محو الأمية عبر 280 فصل موزع على 32 بلدية بإقليم الولاية، منها 30 فصلا بكل من بلديتي خميس الخشنة وبودواو، تليهما بلدية قورصو ب26 فصلا، يضم كل فصل ما بين 10 أو 15، إلى 20 مسجلا.
