سجل النشاط الجمعوي على مستوى بلديات بولاية البليدة، تراجعا بفعل قلة مساهمات المحسنين، الأمر الذي ترتب عنه غياب بعض مطاعم الرحمة، وأمام هذا الوضع، بادرت جمعية "تكتل الأحياء" بالعفرون، إلى تسجيل حضورها في المجال التضامني، لتغطية النقص المسجل في موائد الرحمة، من خلال فتح مطعم للرحمة يقدم يوميا أزيد من 100 وجبة، في محاولة لتمكين عابري السبيل والمحتاجين من الظفر بوجبة ساخنة في جو عائلي، وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا وإقبالا كبيرين. وقفت "المساء"، لدى تواجدها بمطعم الرحمة الوحيد على مستوى بلدية العفرون، على التحضيرات الجارية من الشباب المتطوع، من أجل التحضير لمائدة الإفطار لفائدة المحتاجين وعابري السبيل، حيث يتم، حسب وليد جبار، عضو بجمعية "تكتل الأحياء"، توزيع الأدوار حتى يتمكن مطعم الرحمة من استقبال الصائمين في الشهر الفضيل. وحسبه، فإن المبادرة لم يكن لها لتنجح لولا مشاركة عدد من المتطوعين من أبناء بلدية العفرون، مضيفا بقوله: "تمكنا بفضل المتطوع عبد اللطيف فراي، الذي قدم محله ليكون الفضاء الذي يتم فيه تحضير الوجبات واستقبال الصائمين، والذي أبدى موافقته، خاصة أن البلدية لم تسجل فتح أي مطعم، وأكثر من هذا، أعرب عن استعداده للمشاركة كمتطوع في المطعم". من جهة أخرى، أكد المتحدث بأن "النشاط الخيري سجل على مستوى بلدية العفرون تراجعا، بفعل الجائحة التي استنزفت جيوب المحسين، لاسيما خلال مبادرات شراء مولدات الأكسجين التي كان لها دور كبير لسكان البلدية في تأمين المبلغ"، غير أن كل هذا حسبه "لم يمنع من إعادة إحياء العمل التطوعي، من خلال مبادرة تنظيم مطعم للرحمة يكون بمثابة ملجأ لعابري السبيل من الذين يتعذر عليهم الإفطار في منازلهم، حيث يتم السعي يوميا يقول "إلى تأمين ما أمكن من المستلزمات، ليتمكن الطباخ من تحضير الوجبات". لافتا في السياق، إلى أن العملية ومنذ انطلاق الشهر الفضيل، تسير في أحسن الظروف، بناء على مناوبات تضمن السير الحسن للمطعم، مشيرا إلى أن الحصيلة فاقت منذ انطلاقها، تفطير أكثر من 325 صائم، أغلبهم من عابري السبيل، مصحوبين بعائلاتهم. من جهته عبد اللطيف فراي، صاحب المطعم، أعرب عن سعادته للخدمات اليومية التي يقدمها المطعم، وتمكن من تفطير عدد معتبر من الصائمين من عابري السبيل، وذكر أنه على الرغم من قلة المساعدات، إلا أنه يسعى بالتنسيق مع باقي المتطوعين، إلى توفير ما أمكن من المواد الغذائية التي يتم بواسطتها تحضير الوجبات، مشيرا إلى أن دوره على مستوى مطعم الرحمة، هو جلب المواد الغذائية وتحضير المطعم لاستقبال ضيوفه، لافتا في السياق، إلى أن المداومة تلزمه على الإفطار بعيدا على المنزل في بعض الأحيان، حيث يقاسم عابري السبيل وجبة الإفطار، في جو أخوي عائلي مليء بالرحمة والتكافل الاجتماعي. من جهته عمي جيلالي بالعطروز الطباخ، اختار أن يتطوع في مطعم الرحمة، للإشراف على تحضير مختلف الأطباق الرمضانية لفائدة عابري السبيل والمحتاجين، وحسبه، فإن العمل التطوعي في رمضان تحول إلى تقليد سنوي مارسه لما يزيد عن سبع سنوات، من أجل دعم المحتاجين. وحول التحضيرات، أشار المتحدث إلى أنه يقصد المطعم يوميا بعد الزوال، من أجل الاطلاع على ما تم توفيره من معدات، ليتسنى له ضبط القائمة المتعلقة بالوجبات، ومن ثمة يشرع في تحضير مختلف الأطباق، لتكون معدة قبل موعد الإفطار، حيث يعد يوميا أكثر من 100 وجبة متنوعة، والرقم مرشح للارتفاع، مشيرا في السياق، إلى أن الإقبال كبير من عابري السبيل على المطعم، حيث يستقبل رجالا وأرباب أسر بعائلاتهم من الذين حتمت عليهم الظروف، التأخر عن موعد الدخول إلى منازلهم، إلى جانب طلبة جامعيين، وحسبه "فإن عمله لا يقتصر على تحضير الوجبات فقط، إنما يتكفل بتنظيف الأواني وغسلها كلها دون الشعور بالتعب أو الملل، ورغم عمله، يتطلب عليه الأمر التغيب على مائدة الإفطار مع العائلة، غير أن ذلك لم يؤثر فيه، خاصة أنه يقدم خدمة إنسانية، وهي المشاركة في تفطير صائم، لما لها من أجر كبير في شهر مبارك.