يعاني سكان منطقة ريف فيض المهري، التابعة لإقليم بلدية المزرعة بتبسة، من انعدام أبسط ضروريات الحياة، حيث يعيش أهلها حرمانا ومعاناة كبيرة، رغم أن المنطقة تعد من مناطق الظل بامتياز، بالنظر للنقائص التي تسجلها، بما فيها ضعف التغطية بشبكة الكهرباء والتهيئة وقنوات الصرف والمياه الصالحة للشرب، ناهيك عن عزلتها، بسبب صعوبة المسالك المؤدية إليها. تعد مشكلة الضعف الشديد في التغطية الكهربائية، التي يعانيها سكان منطقة ريف فيض المهري، من المشاكل العويصة، حيث بلغت نسبة التغطية بهذه الطاقة 20 بالمائة فقط، الأمر الذي جعل معاناة سكانها تزداد يوما بعد آخر، وما زادها حدة النقص الشديد في التزود بالمياه الصالحة للشرب، خاصة أن شبكة المياه أصابها التلف الشديد، بسبب قدمها، مما حرم أهلها من هذه المادة الحيوية، وأطال عمر عطشهم، سواء في فصل الصيف أو الشتاء. طرقات مهترئة صعبت التنقل من وإلى المنطقة كما تشهد طرقات المنطقة هي الأخرى، حالة يرثى لها، بالنظر إلى وضعيتها المزرية، الأمر الذي زاد من معاناتهم، خاصة في فصل الشتاء، حيث تكون الأوحال والحفر والبرك المائية سيدة المشهد، وفي هذه الحال، يكون السير من خلالها أو المرور بها أمرا صعبا للغاية، خاصة إذا تعلق الأمر بالطريق الرابط بين بلدية الشريعة ومشتة ريف فيض المهري، باعتباره طريق مهم وحيوي، إلى جانب الطريق الرابط بين ريف فيض المهري والمزرعة، مع ربط منطقة الظل هذه بالشريعة والمزرعة والعديد من مناطق الظل، كمنطقة الرملية، والزورة، وقيبر، وأم خالد، والبطين وعين شرود. أما عن الغاز، فلا يزال حلما يراود السكان باستمرار، فيما يستعملون الوسائل البدائية في التدفئة والطهي... وغيرها، كقارورات غاز البوتان التي تجد العائلات الميسورة صعوبة في الحصول عليها واقتناءها بأثمان مرتفعة، فيما تلجأ العائلات المعوزة إلى استعمال الحطب للطبخ والتدفئة، رغم خطورة استعماله، بسبب ظروفها المعيشية. جمعيات تاريخية تطالب بتهيئة سياج روضة الشهداء ومن جهة أخرى، تعرف روضة الشهداء الكائنة بمنطقة ريف فيض المهري، حالة كارثية من إهمال وانتشار كبير للعشب وطمس القبور، وانعدام سياج لحماية شواهد الأموات، كما أن القبور تنتظر لفتة لإعادة الاعتبار لها، وحمايتها من التدنيس من قبل الحيوانات والمنحرفين... وغيرها، لذلك فقد طالبت بعض الجمعيات التاريخية، بإعادة تهيئة سياج روضة الشهداء التي تقع بمنطقة فيض المهري، مع ضرورة تخصيص مشروع لتهيئة المسلك الريفي المؤدي للمقبرة على مسافة 10 كلم، والرابط بين المنطقة وبلدية الشريعة. وحسب ما كشف عنه بعض المجاهدين القاطنين بالمنطقة، فإن روضة الشهداء هذه، تحتضن رفات 360 شهيد، وهي مصنفة من بين أكبر الروضات على المستوى الوطني، غير أن السياج الخاص بها، شهد منذ مدة، اهتراء تاما وسقوطا بسبب العوامل الطبيعية، الأمر الذي جعل إعادة الاعتبار لها وتهيئة الطريق المؤدي إليها أمرا مستعجلا. وأمام هذه النقائص والصعوبات، ينتظر سكان منطقة فيض المهري وبفارغ الصبر، حلولا عاجلة وتنفيذها ميدانيا، خاصة أن رئيس الجمهورية حث في العديد من المرات، على وجوب التكفل بمناطق الظل وتحسين الحياة المعيشية للقاطنين، من تعبيد الطرق وإيصال الكهرباء وتوفير المياه والغاز المميع، مقارنة بما تعرفه هذه المنطقة من أراض خصبة ومنتجة لمختلف الحبوب والخضر والفواكه، لتضاف إليها المطالب المتكررة لسكان المنطقة المهاجرين من أراضيهم الفلاحية، الذين يناشدون السلطات المحلية بتوفير ضروريات الحياة من أجل العودة إليها والمكوث فيها.