❊ إجراءات استباقية وجهود حثيثة لمختلف القطاعات مكّنت من تفادي الكارثة نجحت الجزائر في السيطرة على الحرائق التي عرفتها بعض الولايات خلال الأيام الأخيرة، في ظرف 24 ساعة بفضل سرعة التدخل لعناصر الجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية، مما جنب المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، فضلا عن العتاد الذي سمح بإخماد النيران التي ساهمت الرياح القوية في انتشار رقعتها. وأفضت الجهود المضنية للمصالح المعنية التي سخرت كل الإمكانيات من بينها الطائرة المقتناة المخصصة لإخماد الحرائق في تفادي سيناريو العام الماضي، حيث دامت لأيام عديدة وفي فترة متزامنة، محدثة خسائر بشرية ومادية معتبرة في واحدة من أكبر موجات الحرائق التي عرفتها البلاد. ورغم المأساة التي سببتها حرائق العام الماضي، التي خلّفت العديد من القتلى والجرحى مع ثبوت تورط أطراف خارجية فيها، إلا أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الجزائر لمواجهة هذه الظاهرة ساعدت بشكل كبير في تطويق الوضع هذا العام، رغم استشهاد 34 شخصا من بينهم عسكريون، حيث ساهم التدخل السريع في الحد من ارتفاع الحصيلة. وكانت الجزائر قد نصبت شهر ماي الماضي، اللجنة الوطنية لحماية الغابات لسنة 2023، لمواجهة الحرائق وفق معايير ومقاييس دولية مضبوطة في هذا المجال. كما ألزمت الولاة منذ مطلع السنة الجارية، بالتجند والعمل على التحضير المبكر للحملة الوطنية للوقاية ومحاربة حرائق الغابات، عبر الشروع في إعداد والمصادقة وتفعيل المخطط الولائي للوقاية ومحاربة حرائق الغابات، وإنشاء أحواض مائية تستغل لإخماد الحرائق، إلى جانب تنصيب اللجان المحلية الخاصة بالوقاية ومكافحة حرائق الغابات والوقاية منها، فضلا عن تنظيم حملات تحسيسية مبكرة. وتم في هذا الصدد إنجاز مهابط على مستوى 10 ولايات، بالإضافة إلى تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة بما فيها الوسائل الجوية، من خلال ضبط خطط تنسيق بين الوحدات المتوزعة عبر أقاليم الولايات المجاورة. وموازاة مع اقتناء الجزائر لطائرات قاذفة للمياه من نوع (Beriev ) بسعة 12000 لتر، تم الشروع في تطوير طائرات بدون طيار جزائرية الصنع من خلال المبادرة التي أطلقتها المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى، حيث تم في هذا الصدد القيام بعمليات توظيف للعمال الموسميين لتعزيز اليقظة والتدخل الأولي بالتنسيق مع مصالح الغابات، إلى جانب إجراء تمارين افتراضية ميدانية لحدوث حرائق للوقوف على مدى جاهزيتها وفعاليتها لمجابهة الحرائق المحتملة. كما تم في هذا الإطار فتح العديد من المسالك والخنادق الغابية على مستوى عدة ولايات للسماح بتسهيل عملية التدخل، في حين أعدت المديرية العامة للحماية المدنية، إجراءات استباقية لحماية المحاصيل الزراعية من أخطار الحرائق على مستوى المستثمرات الفلاحية عبر الوطن. وعكفت السلطات المعنية على وضع استراتيجية جديدة لتحديد أسباب الحرائق بهدف تحييدها وتقليص المخاطر، وتسخير وسائل مادية وبشرية كبيرة للتدخل في حال حدوثها. للإشارة سجلت الجزائر العام الماضي، احتراق 26 ألف هكتار من مساحات الغابات، في حين سجلت حلال السنوات ال10 الماضية، خسائر ب32 ألف هكتار من الغابات. وقد حرص رئيس الجمهورية، على الوقوف إلى جانب المتضررين من خلال منحهم تعويضات بعد معاينة الأضرار، فضلا عن تجنيد كل المستشفيات على مستوى الولايات التي شهدت الحرائق وإنشاء خلايا أزمة.