يعد قاسم بليمام، رئيس فريق مولودية وهران أحد رؤساء الأندية القدامى المتمرسين في مجال التسيير، الممتد إلى أكثر من ثلاثة عقود كسب فيها خبرة، لطالما أنقذته في أحلك الظروف كما حصل الموسم المنقضي (2008 / 2009). وقد كانت المولودية، ولازالت برئيسها بليمام أحد الأطراف الفاعلة في سوق التحويلات والإنتقالات والإستقدامات، ولئن خف بريقها في هذا المجال في السنوات السابقة، إلا أنها تحتفظ بفترة زاهية صنعتها في حقبة التسعينيات، التي سيطر فيها الحمراوة وطنيا وعربيا، بفضل أرمادة من اللاعبين المتميزين، الذين كانوا في أوج عطاءهم وحلم أي نادي جزائري كبلعطوي، شريف الوزاني، الحارس عاصيمي، قايد، بوكساسة ورحو، حدو وغيرهم، والأكيد أن تشكيل فريق بهذه الأسماء كان يتطلب إنفاقا ماليا معتبرا. ويعترف بليمام بذلك، ويوضح بأنه من أجل مصلحة فريقه، لايتوانى في القيام بأي تضحية مالية مقابل جلب هذا اللاعب أوذاك، ملحا على أن ذلك لابد وأن يكون نابعا من صلب ثقافة النادي الحمراوي، وتقاليده وهوى المحبين والأنصار الذين أضحوا لايؤمنون سوى بالأسماء الكبيرة والثقيلة، وتعودوا على مشاهدتها عن قرب وهي ترتدي القميص الأبيض والأحمر. وهذه الثقافة كما يقول بليمام هي معياره الهام في عملية جلبه للاعبين، كما أنه يستند على نقطة هامة في عملية الإنتدابات وهي قابلية وسرعة اللاعب المستقدم على التأقلم مع جو ومحيط الفريق، لأنه من المفيد أن لايستغرق ذلك وقتا طويلا ربحا للمال وتقوية للطموح. ويؤكد بليمام على أنه حدد لنفسه سقفا لايتجاوزه حتى لايسقط في فخ الرؤساء، الذين ينفقون الملايير ربما على لاعبين متواضعي المستوى الفني، وسلاحه في المفاوضات مع أي لاعب هو الإقناع والمعرفة الجيدة بمؤهلاته. ويعترف محدثنا بأنه كان أول من ألهب سوق الإستقدامات في سنوات التسعينيات، ليس لسرقة لاعبي الفرق الأخرى كما يوضح، بل لتقوية تشكيلته عبر إغداق المال على لاعبيها، أما الآن فالحال تغير حسب بليمام، حيث أصبح بعض رؤساء الأندية لايتوانون في تكسير الفرق الأخرى المنافسة لهم عبر فتح "الشكارة" على مصراعيها، حتى يغرف منها اللاعبون المستقدمون الذين يرون بأنهم هم الأحسن على الساحة الكروية، ومنهم من لايستحق ذلك المقابل المالي المدفوع له ومن أجله، وهذا ما أفسد سوق التحويلات والإنتدابات، مشيرا إلى أن سوق هذه الصائفة تتصارع فيه ثلاثة أندية فقط. وبهذا الشأن يرى بليمام أن مولودية وهران تأخرت لأسباب موضوعية: كتدني مستوى الفريق في السنوات السالفة، والذي نتج عنه سقوطها إلى القسم الثاني الممتاز، إلى جانب نقص مداخيلها من الملعب والسبونسورينغ بنسبة 50بالمائة. ويشدد بليمام على ضرورة تنقية سوق تحويلات اللاعبين وضبط أمورها جيدا لأن الفوضى التي تطبعها أثرت على عديد من الأندية وخاصة التي تنتهج التكوين، فاشتراط اللاعب الإمضاء لسنة واحدة فقط، يضر بهذا النادي ماليا وحتى تقنيا لأن كلا الطرفين - اللاعب والنادي- سيفتقدان للاستقرار الذي يعد عاملا مهما نجاحهما. ويقترح رئيس الحمراوة على الإتحادية الجزائرية لكرة القدم كحل لهذا الوضع إجبار اللاعبين التوقيع على عقود بسنتين فما فوق، وبإمكان هؤلاء مناقشتها بعد ذلك كما هو سار في الأندية الأوروبية، مشيرا إلى أن أي فريق يفقد ركائزه التي هي منبع قوته فمآله السقوط. وختم متأسفا أن الأندية الجزائرية تحولت إلى مؤسسات لقضاء مآرب تجارية، لافرقا كروية تمثل أحياء ومدنا ترفع شأن الكرة بها، وتبث الحيوية والنشاط لدى المولوعين بها والمتابعين لحيثياتها، وهذا التحول هو سبب انخفاض مستوى الكرة الجزائرية.