أجمعت إطارات صحراوية، أمس، على أهمية انعقاد الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليزاريو والدولة الصحراوية على أرض الجزائر، لما لها من خصوصية لا يوفرها أي مكان آخر تقوم على أساس تبادل التجارب البينية والتكوين البيني وتسمح للإطار الصحراوي بكسب التجربة والخبرة التي قد لا يجدها في أي مكان آخر. خلال استضافته في منتدى جريدة "المجاهد" رفقة إطارين صحراويين آخرين، أكد مسؤول الجاليات الصحراوية في أوروبا، محمد لغظف عوة، على خصوصية الجزائر في مرافقة القضية الصحراوية والإطار الصحراوي. وقال إن هذه "الخصوصية لا يمكن أن تعوض ولا يمكن أن نجدها في مكان آخر"، مضيفا أنه في الجزائر التي مرت على نفس طريق الكفاح والتحرر "نتعاطى بأريحية ونتبادل التجارب في مناخات متشابهة". وعدد المسؤول الصحراوي مجموعة من العوامل على غرار القرب الجغرافي وتقاسم الفضاء الجغرافي والثقافي وغيرها، قال إنها "ولدت مجموعة من علامات التماس تعطي لجامعة صيفية للإطارات الصحراوية في الجزائر نتائج قد لا نجدها في مكان آخر". وهو ما جعله يؤكد في رده على سؤال ل"المساء" حول إمكانية احتضان دول أخرى لفاعليات الجامعة الصيفية لأطر البوليزاريو، أن للجزائر مبرراتها في احتضان فعاليات الجامعة الصيفية، لكنه عدد بالمقابل مجموعة من النماذج والتجارب المشابهة تحتضنها دول أخرى تشمل التكوين والتأطير في مجالات أخرى على سبيل المثال لا حضر المجالات تقنية التي تخص الادارة والاعلام الالي والسلك الدبلوماسي...الخ. وبصفته مسؤولا عن الجالية الصحراوية في الخارج، فقد أكد لغظف عوة، على جبهة النضال التي تخوضها هذه الجالية في كل مناطق تواجدها خاصة في أوروبا على غرار إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وغيرها من مناطق العالم والتي تشهد حركية مكثفة تتضمن تنظيم وقفات ومظاهرات خاصة بالتزامن مع المناسبات الوطنية الصحراوية. كما تعمل على تنظيم أنشطة وفعليات مختلفة تصب كلها في إطار برنامج صحراوي بجدول أعمال وحيد هدفه التحرير. وهو ما جعله يؤكد أن الجالية الصحراوية تمثل قيمة مضافة للمعركة الوطنية بالنظر إلى الدور الذي تلعبه من أجل التعريف بعدالة قضية شعبها ومن جهة فضح زيف الشعارات التي ترفعها الأنظمة الأوروبية في الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان. وبينما أكد على تلاحم أبناء شعب الصحراء الغربية سواء في الأراضي المحتلة أو مخيمات اللجوء أو في المهجر والشتات حول اللحمة الصحراوية وممثلهم الشرعي والوحيد جبهة البوليزاريو، شدد عوة على ان صمود شعب بلاده لنصف قرن "يعطي رسالة واضحة باننا لا نعول الا على الانسان الصحراوي". كما تطرق نفس المسؤول الصحراوي إلى سياسة استغلال ونهب الثروات والخيرات الصحراوية التي ينتهجها المغرب والتي قال إنها جعلته يورط دولا أخرى وشركات أجنبية ومتعددة الجنسيات في معركة النضال القانونية التي تخوضها جبهة البوليزاريو والتي جاءت أولى نتائجها واضحة بعد توقف العمل باتفاق الصيد البحري الموقع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب منتصف الشهر الماضي تحت طائلة العدالة الاوروبية التي أقرت في أحكامها بانفصال اقليم الصحراء الغربية عن المغرب. وفي انتظار الحكم النهائي الذي ستصدره محكمة العدل الاوروبية بخصوص هذه القضية، فقد أكد عوة على أن القانون الدولي ومختلف الأحكام تبقى واضحة بأن الشعب الصحراوي هو السيد على أرضه ومقدراته التي يحق فقط لجبهة البوليزاريو بصفتها ممثله الشرعي والوحيد التصرف فيها. من جهتها، تطرقت عضو الأمانة الوطنية في جبهة البوليزاريو المكلفة بأمانة التأطير والمنظمات الجماهرية والمجتمع المدني، نقية السلام، إلى التطورات الحاصلة على المستوى الاقليمي والدولي من تحول رأت أنه يصب في صالح خدمة القضية الصحراوية. كما عرجت على الانتهاكات الجسيمة التي يقترفها المحتل المغربي في حق الانسان الصحراوي في الأراضي المحتلة. وقالت إن هذه الانتهاكات تشهد مؤخرا تصعيدا إجراميا خطيرا في ظل استعانة نظام المخزن بالكيان الصهيوني الذي استنجد به ومحاولة تطبيق سياساته الاحتلال والاستيطانية والتهويدية المنتهجة في فلسطينالمحتلة في المدن الصحراوية. أما الكاتب والصحفي الصحراوي، مبارك سيدي احمد، فقد تطرق في كلمته إلى طبيعة النظام المغربي القائم على الابتزاز وشراء الذمم ضمن سياسة يتعامل بها حتى مع أقرب حلفائه. وأوضح كيف يوظف الأموال التي تأتي خاصة من عائدات متاجرته بالمخدرات وأساليب أخرى من أجل ممارسة التعتيم الاعلامي على الفضية الصحراوية، التي أكد أنها تعتمد على عدالتها بشكل أساسي لمواجهة مثل هذه المخططات والدعاية المغربية. ومن المقرر أن يحضر الرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، اليوم اختتام أشغال الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليزاريو والدولة الصحراوية التي احتضنتها على المدار أسبوعين جامعة بودواو بولاية بومرداس. وتختم اليوم أشغال هذه الفعالية في طبعتها ال11 التي حملت اسم "الشهيد عبد الله لحبيب" تحت شعار "نصف قرن من الصمود .. إصرار على الوجود" في رسالة واضحة من الصحراويين على تمسكهم بافتكاك حقهم المشروع في تقرير مصيرهم بكل السبل المتاحة امامهم بما فيها مواصلة الكفاح المسلح. وتخللت الفعالية تقديم العديد من المحاضرات والأنشطة التي تناولت مواضع سياسة واجتماعية وقانونية وحقوقية وإعلامية سلطت الضوء على القضية الصحراوية من مختلف جوانبها القانونية والسياسية والدبلوماسية ومسار كفاح شعب الصحراء الغربية على كل الأصعدة.