الطبعة الثانية من "فرسان القرآن الكريم"‏

ثمانية مرشحين للتنافس على اللقب

تشد أنظار الجزائريين الجمعة المقبلة، الثامن والعشرين من الشهر الجاري، الموافق للسابع من شهر رمضان المعظم، إلى البرايم الأول من "فرسان القرآن" في طبعته الثانية، حيث سنشاهد لأول مرة ثمانية مرشحين للتصفيات النهائية يتبارون على لقب فرسان القرآن.
وقد حمل - البرنامج التلفزيوني الشهير الذي يعرض خلال رمضان الذي استطاع العام الماضي أن يحصد نسبة مشاهدة عربية كبيرة جدا فاقت كل التصورات - حمل في الطبعة الثانية منه، العديد من المفاجآت السارة والجديدة التي سيشاهدها الجمهور في التلفزيون الجزائري، سواء من خلال التسجيلات اليومية للفرسان الثمانية قبل أذان المغرب، أو من خلال التصفيات النهائية التي تتم عبر البرايمات الأربعة التي تدور أطوارها في باحة قصر الثقافة مفدي زكريا، كما جرت العادة العام الماضي.
وقد صرح معد ومقدم وصاحب فكرة البرنامج، الأستاذ سليمان بخليلي لدى استضافته في إذاعة القرآن الكريم في حصة خاصة حول جديد الطبعة الثانية، أنه يحمل الجديد في كثير من الأصعدة، إن على مستوى المشاركة، أو التنظيم الإداري، أو المفاجآت المتمثلة في نوعية الضيوف التي تشارك الفرسان الثمانية البرايمات الأربعة.
20 ألف مشارك
وفي السياق ذاته، أكد سليمان بخليلي أن عدد المشاركين ارتفع مقارنة بالعام الماضي، حيث "سجلنا مشاركة ما يقارب عشرين ألف مشارك"، وقد سجلت الطبعة الأولى 15 ألف مشارك فقط. وعرج بخليلي على أطوار المسابقة، حيث قال " أوكلت المهمة الأولى إلى مديريات الشؤون الدينية الثمانية والأربعين عبر الوطن لتأهيل عشرين مرشحا من كل ولاية، وبهذا بلغ عدد المترشحين 960 مرشح، وقد اختارت لجان التحكيم في المرحلة التصفوية الأولى التي دامت من شهر مارس إلى غاية منتصف شهر ماي، مرشحين اثنين عن كل ولاية ليخوضوا تجربة التسجيل والخضوع للجنة التحكيم، هذه الأخيرة اختارت بدورها مرشحين اثنين من كل مركز وكان عددها ثمانية مراكز، سبعة في الجزائر ومركزا في باريس لأبناء الجالية، فأصبح عدد المرشحين الذين خضعوا للدورة التدريبية النهائية التي جرت بدار الإمام من 5 جويلية إلى غاية 20 منه المصادف لليلة "الإسراء والمعراج". ويضيف بخليلي أن " اللجنة أقصت 10 مرشحين وأبقت ثمانية سيكتشفهم الجمهور خلال البرايمات الأربعة في رمضان". هؤلاء الثمانية يقول سليمان، أنهم يمثلون ولايات بومراداس، البويرة، البليدة، الأغواط، تلمسان سيدي بلعباس، الطارف، وأخيرا باريس، وهذا أيضا جديد الطبعة الثانية، حيث يمثل المترشحون ولايات مختلفة عن العام الماضي في الطبعة الأولى للبرنامج.
وفي رده عن سبب اختيار باريس كمركز تصفوي لأبناء الجالية، أكد سليمان بخليلي أن الفكرة كانت في البداية أن يوسع البرنامج إلى دول المغرب العربي ليصبح برنامج فرسان القرآن مغاربيا، أما توجه القائمين على البرنامج لاختيار باريس كمركز تصفوي لأبناء الجالية، فذلك مرده تمركز أغلبية الجالية الجزائرية في أوروبا، وكان الاختيار على هذا الأساس، وقد شارك 50 مشاركا من كل من فرنسا، ألمانيا، بريطانيا والنمسا، ووقع الاختيار على مرشح من باريس سيكون في البرايمات النهائية، وفي هذا الإطار قال سليمان "دائما وفي إطار المفاجآت ستكتشفون آية من آيات الله خلال البرايم الأول، فمايا أوراري طفلة جزائرية من مدينة منهاتن بنيويورك تبلغ من العمر سبعة أعوام لا تعرف إلا الإنكليزية، ولكنها تحفظ القرآن الكريم وستكون ضيفة شرف البرايم الأول رفقة القارئة سمية عبد العزيز الذيب من مصر.
وفي سياق الحديث عن جديد البرنامج، أضاف بخليلي، أنه نظرا لشساعة مساحة الجزائر وعدم تمكن الكثير من حفظة القرآن الكريم وأصحاب الأصوات الندية العام الفارط من المشاركة، ارتأت اللّجنة المشرفة على البرنامج أن توسع في عدد المراكز إلى ثمانية بعد أن كان خمسة، كما قلصت من السن المسموح به للمشاركة من 35 كأقصى سن إلى 25 سنة حتى تكون المسابقة خاصة بالشباب، ومع ذلك يقول سليمان ارتفع عدد المرشحين في التصفيات الأولية إلى 18500 مرشح وهو عدد كبير جدا.
لأول مرة مقرئ من الصحراء الغربية
وعن ضيوف الشرف من القراء والمشايخ المعروفين في العالم الإسلامي، أكد سليمان بخليلي على استضافة القارئة المصرية سمية عبد العزيز الذيب رفقة مايا أوراري من أمريكا ضيفتا شرف البرايم الأول، أما البرايم الثاني فيكون ضيف الشرف القارئ الشاب رياض الجزائري رفقة برعم من أفلو من الأغواط لا يتعدى عمره ثماني سنوات، ويكون القارئ البارع راغب مصطفى غلوش من مصر رفقة الشاب المبدع نزار يحيى من باتنة، وفي البرايم الأخير سيعود القارئ الشيح محمد رشاد الشريف مقرئ المسجد الأقصى الشريف رفقة صوت، سيمتع الجزائريين لأول مرة بعذوبة القراءة الإفريقية للقرآن الكريم، وهو مقرئ من الصحراء الغربية.
أما الجوائز المرصودة للفائزين وإن لم يرد الكشف عنها قبل أوانها، إلا أنها ستكون بدون أدنى شك أكبر بكثير من الجوائز المرصودة العام الفارط للفائزين بالمراتب الأولى، وذلك يرجع إلى كثرة المشاهدة التي سيحصدها البرنامج، وقد سجل البرنامج في طبعته الأولى أكثر من 10 آلاف رسالة "أس أم أس"، للتصويت على المتبارين على لقب فرسان القرآن.
وفي الإطار نفسه قال محند إيدير مشنان، المدير الفرعي للتعليم القرآني في وزارة الشؤون الدينية، المشرف على المسابقات الوطنية والدولية لحفظ وتجويد القرآن الكريم التي تنظمها الوزارة، قال إن برنامج فرسان القرآن ما هو إلا حلقة مميزة من حلقات المسابقات الوطنية والدولية التي دأبت الجزائر على تنظيمها منذ أمد بعيد. مشيرا إلى أن برنامجا ناجحا كهذا، ما هو إلا تتويج لعمل جبار تقوم به الكتاتيب والزاويا والمدارس القرآنية في الميدان، بدليل العدد الكبير من المشاركين في التصفيات والذي قارب العشرين ألف مشارك. وأضاف مشنان بأن الجزائر خطت خطوات كبيرة في هذا المجال، حيث أصبحت تمد المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم بنخبة من المحكمين والحفاظ.