حذّرت الدكتورة ريم كعبان، المختصة في الطب العام، من بعض السلوكات التي يمارسها الأطفال وحتى كبار السن؛ بقطف الفواكه من الأشجار على حافة الطرقات بالمناطق الحضرية، وحتى التقاط ما تساقط منها أرضا، واستهلاكها مباشرة، مشيرة الى أن ذلك قد يتسبب في كثير من المشاكل الصحية، لا سيما التسممات الغذائية الحادة. كما أشارت الى المخاطر التي يتم تسجيلها خاصة خلال هذا الموسم، الذي يصادف إثمار العديد من الفواكه الموسمية، وخاصة الأشجار البرية التي ينبث الكثير منها على أرصفة الطرقات، وفي المدن والأحياء. أوضحت الطبيبة تسجيل، هذه الأيام، الكثير من تلك التصرفات من أطفال وشباب أمام بعض الأشجار المثمرة، خاصة ّأشجار التوت البري، وهي من الأشجار الضخمة التي تزخر بها العاصمة وحتى كثير من المدن الساحلية الأخرى والداخلية، التي ينمو الكثير منها على حافة الطرقات، وتعطي ثمارها في أولى أيام فصل الربيع، فتبدأ حباتها تتساقط وتقع أرضا قبل أن تنضج الشجرة كاملة، ما تثير رغبة المارة في تناولها. وأشارت المختصة إلى أن استهلاك الخضر والفواكه الطازجة عموما دون غسلها، قد يشكل خطرا حقيقيا على الصحة، كما قد يصيب مستهلكها بالعديد من المشاكل متفاوتة الحدة، منها تسممات غذائية، ومشاكل هضمية، وحتى ترسب حصوات في الكلى أو في الكبد بسبب التربة المتراكمة على تلك الفواكه، معلقة: "فما بالك؛ إذ يتم حملها من على الأرض، أو يتم استهلاك أنواع منها، قد تكون تعرضت للعديد من الملوثات على تلك الطرقات!". ونبهت المختصة الى أن واحدة من أكثر مسببات التلوث البيئي، هي الغازات الكربونية المنبعثة من السيارات والشاحنات عبر الطرقات. وكل تلك الانبعاثات تجد الكثير منها رسوبا على تلك الأشجار وفواكهها المعرضة لها مباشرة، وهذا ما يجعلها تتشبع بتلك السموم، خصوصا بالنسبة للفواكه التي لا قشرة لها، كالتوت البري، أو الفراولة، أو تلك التي يمكن استهلاكها بقشرتها، كالتين أو التفاح أو الخوخ أو المشمش وغير ذلك. وأكدت الطبيبة أن "الكثيرين يتناولون تلك الفواكه دون غسلها تماما. ولا يقتصر ذلك على الأقل تعلّما فقط، وإنما يمكن التماس تلك السلوكات حتى من أكثر الأشخاص وعيا بخطورة ذلك، وهذا أمر خطير جدا! ولا بد من الحذر منه؛ إذ يمكن أن تحمل تلك الفواكه سموما أكثر من أنها مفيدة للصحة". وقالت الدكتورة إن أكثر المشاكل الصحية التي قد تتسبب فيها هذه السلوكات بأكل فواكه أو خضار دون غسلها أو ملوثة بملوثات، هي التسممات الغذائية، التي تكون مصاحَبة بأعراض مختلفة؛ كالقيء، والحمى، والإسهال، والغثيان، وآلام في المعدة قد تكون حادة، أو تتعقد بعض الحالات إلى حد الجفاف. وأشارت في الختام الى أنه من الضروري تفادي استهلاك تلك الفواكه المتواجدة على حافة الطرقات المشبّعة بالكربون وغاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الآلات والسيارات، والتأكد إذا اضطر الأمر لغسلها جيدا قبل تناولها، وإزالة قشرة الفواكه قبل استهلاكها.