أشرف والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، نهاية الأسبوع المنصرم، على تدشين ثلاثة مراكز جوارية جديدة لتخزين الحبوب، بكل من بلديتي عين سمارة وعين عبيد، في إطار برنامج طموح، يهدف إلى رفع القدرات التخزينية للولاية، تحسبا لموسم الحصاد والدرس المرتقب، وتجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز سياسات دعم الفلاحين في مختلف مناطق الوطن. وقد تم وضع هذه المراكز الثلاثة حيز الخدمة، بسعة تخزينية تقدر ب50 ألف قنطار لكل منها، موزعة بين مخزن واحد بعين سمارة ومركزين ببلدية عين عبيد، مما يضاعف قدرات تخزين الحبوب بهذه المناطق المعروفة، كونها من أكبر المنتجين على مستوى الولاية، ويمكن الفلاحين من توجيه محاصيلهم في ظروف ملائمة، بفضل الهياكل التي وفرتها الدولة والتسهيلات التنظيمية واللوجستية التي ترافقها، حيث أكد والي الولاية، أن هذه المنشآت الجديدة، ستسمح بتقليص آجال استلام المحاصيل وتقريبها من أماكن الإنتاج، ما من شأنه المساهمة في تحسين مردود الفلاحين، ومنحهم مرونة أكبر في التصرف بمحاصيلهم الزراعية. وفي هذا الصدد، أشار صيودة إلى أن كل الإجراءات الوقائية والاستباقية، تم ضبطها تحسبا لموسم فلاحي واعد، حيث يُنتظر، حسب تأكيد الوالي، أن تتجاوز فيه كمية إنتاج الحبوب مليوني قنطار، في وقت تستعد الولاية لاستلام باقي مراكز التخزين الستة، المدرجة ضمن نفس البرنامج، قبل نهاية جوان 2025. تندرج هذه المشاريع، في إطار برنامج ضخم، تم إطلاقه رسميا في أوت من السنة الماضية، يشمل إنجاز تسعة مخازن جديدة، موزعة بشكل مدروس عبر بلديات الولاية المنتجة للحبوب، إذ يتضمن المشروع مركزين في كل من بلديتي ابن باديس وابن زياد، إلى جانب مركزين آخرين ببلدية زيغود يوسف، بالإضافة إلى المركزين الجاري تشغيلهما في عين عبيد، والمخزن المنجز بعين سمارة، بإجمالي قدرة تخزين تصل إلى 450 ألف قنطار، وبتكلفة مالية إجمالية تجاوزت 2.2 مليار دينار جزائري. في هذا الصدد، كان الوالي قد شدد على أهمية احترام الآجال المحددة لإنجاز ما تبقى من المخازن، بالنظر إلى الدور الحيوي، الذي تلعبه هذه المنشآت في حماية المحاصيل وتقليص الخسائر، والمساهمة في تجسيد التوجهات الوطنية الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية، وعلى رأسها الحبوب والبقول الجافة. وتُعد ولاية قسنطينة، من الولايات الفلاحية الرائدة في شعبة الحبوب، بفضل طبيعتها الجغرافية وخصوبة أراضيها، وقد استفادت من هذا المشروع الاستراتيجي، الذي سيرفع القدرة الإجمالية للتخزين بها، إلى أكثر من 2.1 مليون قنطار بعد استكمال كافة المراكز، مما يعزز من مكانتها كمورد أساسي في تحقيق الأمن الغذائي الوطني. لتحسين الإطار البيئي والمعيشي للمواطنين إطلاق المسابقة الثالثة "أنظف بلدية" بقسنطينة أطلقت سلطات ولاية قسنطينة، مؤخرا، الطبعة الثالثة من مسابقة "أنظف بلدية" لسنة 2025، بموجب القرار رقم 995، المؤرخ في 15 ماي، في إطار مبادرة أطلقها والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، تحت شعار "نظافة بلديتك عنوان حضارتك". المسابقة التي تنظمها مديرية البيئة بالولاية، تهدف، حسب منظميها، إلى تحفيز البلديات على ترقية المحيط، وتحسين جودة الحياة، من خلال غرس ثقافة النظافة، والحفاظ على البيئة في أوساط المواطنين، حيث تستند إلى 14 معيارا دقيقا تم إقرارها من طرف اللجنة الولائية المختصة. وتشمل جوانب متعددة، ترتبط أساسا بجمالية المدن ونظافة الفضاءات العمومية، من بينها نظافة الأرصفة والبالوعات، وطلاء حواف الطرق ونقاط الدوران، فضلا عن طلاء الواجهات الإدارية والمرافق العمومية، كما تُقيم وضعية أعمدة الإنارة وإشارات المرور، ومدى انتشار الهياكل المعدنية المهملة داخل الأحياء. ومن بين المعايير المعتمدة أيضا، حسب القائمين عليها، وضعية المساحات الخضراء وتنوع نباتاتها، وجود شبكة سقي فعالة، وتهيئة الجدران بجداريات توعوية، إلى جانب توافر لافتات خاصة بنظافة المحيط، وسلال قمامة موزعة بشكل مناسب، ومواقع لردم النفايات الهامدة، كما تشمل المؤشرات المعتمدة أيضا، جمالية الفضاءات ونوعية التشجير، ومدى الالتزام بالصيانة المستمرة للحدائق والفضاءات المفتوحة. من جهة أخرى، وتزامنا مع انطلاق المسابقة، تعرف مختلف بلديات الولاية، منذ أيام، تنفيذ حملة نظافة شاملة، بمشاركة الهيئات والمؤسسات العمومية الولائية والبلدية، استهدفت المساحات الخضراء والأرصفة، والمواقع المجاورة لسكة الترامواي، إلى جانب تنظيف مفترقات الطرق وتزيينها بالأزهار والشجيرات، في خطوة تهدف إلى استعادة المظهر الجمالي وتحسين المشهد الحضري. وفي هذا السياق، أوضحت مصالح ولاية قسنطينة عبر صفحتها الرسمية، أن التدخلات الميدانية، شملت تهيئة الأرصفة بحيي 5 جويلية وحسان بوجنانة، إلى جانب التزيين بالنباتات، وجز العشب بالشريط الفاصل بالتوسعة الغربية ورفع المخلفات، كما شملت الأشغال مدخل مطار "محمد بوضياف"، والقاعة الشرفية، وفضاء الراحة، إلى جانب محاور استراتيجية أخرى كمحيط فندق "ماريوت"، ومنحدرات الطريق الوطني رقم "79"، وشارع بن بعطوش. كما شهدت العملية، تدخلات متتالية على مستوى الحدائق العمومية، مثل حديقة سيدي مبروك العلوي، وحديقتي "18 فيفري" و"20 أوت" بحي زواغي سليمان، حيث تم تلحيم السياج وتنظيف المساحات، بالإضافة إلى أشغال التشجير والتقليم بالمركب الرياضي لشعبة الرصاص، ومحيط الأقواس الرومانية بحي بيدي لويزة. وطالت الأشغال أيضا، المنحدرات المحاذية لمتحف المجاهد، ودوار مديرية الجمارك على الطريق الوطني رقم "79"، في حين تتواصل عمليات تقليم النخيل بالشريط الفاصل للممر البروتوكولي، وتنظيف المناطق المحاذية لسكة الترامواي وحي المنصورة، إلى جانب مدخل المدينة الجديدة علي منجلي، ومحطة نقل المسافرين الشرقية "صحراوي الطاهر". للإشارة، كانت جائزة المسابقة البلدية ل"أنظف بلدية"، قد انطلقت لأول مرة، سنة 2023، حازت فيها بلدية عين سمارة المركز الأول، متبوعة ببلدية زيغود يوسف، ثم مسعود بوجريو. أما طبعة 2024، فقد شهدت صعود بلدية قسنطينة للمرتبة الأولى، تليها عين سمارة ثانية، وزيغود يوسف ثالثة. وقد خصصت السلطات جوائز مالية معتبرة للبلديات المتوجة، حيث حصلت الأولى على مليار ونصف مليار سنتيم، والثانية على مليار سنتيم، والثالثة على نصف مليار.