أشاد إطارات من جبهة البوليساريو بالدور اللامتناهي للجزائر من أجل نصرة القضية الصحراوية العادلة مثلها مثل القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أنها الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب الشعب الصحراوي بدعم منقطع النظير، بفضل دبلوماسيتها الناجحة وأساليبها الممتازة، بناء على ثوابت سياستها الخارجية التي ينصّ عليها بيان أول نوفمبر. قال لحظية القائد صالح المستشار بوزارة الدفاع الوطني الصحراوية وعمي خطري الكنتي الأمين، عضو المديرية المركزية لشؤون الشهداء والجرحى الصحراويين وغلوهة البشير رئيسة دائرة بئر كيندور، أنّ الجزائر ليست لها أطماع توسعية في المنطقة على غرار المخزن الذي بات يهدّد المنطقة بأكملها. وأوضح المتدخلون خلال زيارتهم ل"المساء"، بمناسبة مشاركتهم في الجامعة الصيفية لجبهة البوليساريو ببومرداس، أنّ المخاطر الحالية لا تستهدف الشعب الصحراوي أو اقليمه فحسب، بل إن نظام المخزن بتطبيعه مع المخزن يشكل تهديدا يستهدف الجزائر وموريتانيا وحتى واد السينغال. وأضاف المتدخلون، أنّ الخارجية الصحراوية بمعية الدبلوماسية الجزائرية بذلت جهودا كبيرة على الصعيدين الإفريقي والأوروبي من أجل إيصال معاناة الشعب الصحراوي، من منطلق أن الجبهة الدبلوماسية لا تختلف كثيرا عن الجبهة العسكرية، ما يستوجب تزويدها بالإمكانيات اللازمة. وفي تقييمهم لمواقف الدول من القضايا العادلة، أوضح المتدخلون أنها تبقى ثابتة بالنسبة لحلفاء كجنوب إفريقيا، نيجبريا ودول أمريكا اللاتينية، مفنّدين ما يروّجه المخزن من انتصارات وهمية تتعلق بسحب الاعتراف من الجمهورية العربية الصحراوية. وأشاروا في هذا الصدد إلى أنه لا يوجد في العلاقات الدولية ما يسمى بسحب الاعتراف لأن مسألة الاعتراف تتم مرة واحدة والجمهورية العربية الصحراوية اعترفت بها منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) وأنه في حال تغيير الموقف بسبب تعارض المصالح بين الدول، يتم قطع العلاقات الدبلوماسية وليس سحب الاعتراف المسجل في المنظمة القارية. واعتبروا أنه في قضية الصحراء الغربية المشكل يكمن في كون الأنظمة تتغير على مستوى بعض الدول التي كانت في السابق تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية، حيث يمكن للموقف أن يتغير بمجرد مجيئ نظام لديه قابلية لتغيير المواقف على ضوء الأساليب التي يتبعها المخزن في شراء الذمم، كما يمكن لأي نظام جديد يأتي بعده تبني الموقف الأصلي المساند للقضية العادلة. وبالنسبة للانتهاكات المستمرة من قبل المخزن، أوضح المتدخلون أنها متواصلة حيث يتم التضييق على الحريات وممارسة التعنيف وعدم ترخيص تنظيم مظاهرات للمطالبة بالاستفتاء والتظاهر لدعم المعتقلين السياسيين، مبرزين أنّ 600 مفقود لم يكشف مصيرهم، مقابل إصرار المغرب على منع زيارات المنظمات الدولية لحقوق الإنسان الأراضي المحتلة. عضو المديرية المركزية لشؤون الشهداء الصحراويين ل"المساء": لا حلّ لتسوية القضية الصحراوية إلا بتنظيم استفتاء نزيه أكد عضو المديرية المركزية لشؤون الشهداء والجرحى الصحراويين عمي خطري الكنتي الأمين، أنّ دعوة ملك المغرب إلى حلّ توافقي لإيجاد تسوية لقضية الصحراء الغربية لا تعدو أن تكون مجرد مناورات مألوفة، تضمنت فقط تغييرا في المصطلحات، مضيفا أنّ الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون مقبولا من الهيئة الأممية وكافة الأطراف هو ذلك الحل الذي يمر عبر استفتاء نزيه للشعب الصحراوي. أوضح الكنتي في تصريح ل«المساء" أنّ الرهان الحقيقي للشعب الصحراوي وبقية الحلفاء الذين لديهم مواقف ثابتة إزاء القضية العادلة هو مواصلة النضال لاسترجاع الارض المسلوبة ، مضيفا أنه إذا كان المغرب حقا يؤمن بمغربية الصحراء فلماذا يتهرب من الاستفتاء النزيه ويلجأ إلى تسويق خطته التوسعية التي صنعت في باريس وبدعم من بعض القوى الغربية. وأشار إلى أن حديث العاهل المغربي عن حلّ توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب يعكس الروح الانهزامية والتناقض، كون التحرّكات المغربية الخارجية تمر في اتجاه في حين يسير هذا الخطاب في اتجاه آخر، مضيفا أن المخزن لا يمل من شراء المواقف والذمم واتفاقيات تستهدف استنزاف الموارد الصحراوية، فضلا عن فتح قنصليات واهية في الأراضي المحتلة، وعليه يرى أن هذا الخطاب يحمل جانبا كبيرا من التمويه. كما أوضح الكنتي أن خطاب الملك المغربي جاء على وقع أزمة نظام في المغرب، مضيفا أنه على الرغم من الانتصارات التي حققتها القضية الصحراوية على المستوى القانوني، على غرار القرارات التي أصدرتها محكمة العدل الأوروبية إلا أن هناك بعض الدول التي لم تلتزم بها، ما يعكس واقعا جائرا لخصه المبعوث الأممي الأسبق إلى المنطقة بيتر فان فالسوم، الذي قال إنّ "الأممالمتحدة حائرة أخلاقيا بين حق صحراوي يدعمه القانون وضغط أمريكي فرنسي تدعمه المصالح". وعليه يرى أن حق الشعب الصحراوي في استقلاله أمر مسلم به لكن المصالح الأخيرة الجيوسياسية والاقتصادية تفرض اتجاها آخر بعيدا عن المبادئ والقيم والأعراف الدولية، ما يجعل الخيار الوحيد للشعب الصحراوي هو التمسك بأهدافه الوطنية وعلى الحلفاء الذين لديهم مواقف مشرفة وثابتة. من جهته، قال لحظية القائد صالح مستشار بوزارة الدفاع الوطني الصحراوية، إنّ القضية تمر بمرحلة صعبة بالنظر إلى التقلبات التي يشهدها العالم وفي ظل غياب للقانون الدولي، حيث ظهر ذلك جليا في القضيتين الفلسطينية والصحراوية، مضيفا أن المغرب غزا إقليم الصحراء الغربية في الوقت الذي صنّفت فيه القضية ضمن قضايا تصفية الاستعمار على مستوى الأممالمتحدة. كما استدل في هذا الصدد بالمراحل التي عرفتها القضية والتي تمّ من خلالها تملص المغرب من إجراء الاستفتاء، تلتها عديد التجاوزات حيث لم تفلح الأممالمتحدة في ردع المخزن. وجدّد المستشار بوزارة الدفاع الصحراوية تأكيد ما جاء على لسان الوزير الأول في الجامعة الصيفية التي احتضنتها ولاية بومرداس والذي أكد على أن الحل الوحيد المقبول هو الحل المتفق علية سنة 91 بين طرفي النزاع وبتزكية من الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية آنذاك (الاتحاد الإفريقي حاليا) . في حال رفض المغرب الانصياع إلى الشرعية الدولية.. مستشار وزارة الدفاع الصحراوية ل"المساء": جبهة البوليساريو متمسّكة بالكفاح المسلّح أكد المستشار بوزارة الدفاع الوطني الصحراوية لحظية القائد صالح وعضو المديرية المركزية لشؤون الشهداء والجرحى الصحراويين عمي خطري الأمين الكنتي في تصريح ل«المساء"، على إصرار جبهة البوليساريو على التمسّك بالكفاح المسلح في حال أصر المغرب على عدم الانصياع إلى الشرعية الدولية، مضيفا أن مجابهة ما يتربص بالشعب الصحراوي مرهون بحملة دبلوماسية ترتكز على تكليف مجموعة من الدبلوماسيين والحقوقيين عبر مختلف مناطق العالم لترويج المواقف الثابتة للشعب الصحراوي. قال الكنتي إنّ خيارات الشعب الصحراوي موجودة ورهانها الحقيقي على شعبها وقوة إرادته وتشبثه بأهدافه الوطنية، مشيرا إلى أن ذلك يشكل نقاط قوة للأساليب الاساسية في مواجهة العدو الذي لا يكف عن استعمال الابتزاز والأسلحة العسكرية خاصة الطائرات المسيرة بدعم من الكيان الصهيوني. ورغم الدعم الذي يلقاه المخزن من حلفائه، إلا أنّ الكنتي أكد على قوة الجبهة العسكرية الصحراوية مقارنة بالمراحل الماضية، مضيفا أنه بقدر ما يساير المغرب الأساليب التكنولوجية خاصة بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني، بقدر ما تخلق الجبهة أساليب جديدة للدفاع. في هذا السياق، أوضح القائد صالح أن جبهة البولساريو سايرت الحروب مع المغرب بكافة الوسائل المتاحة ونجحت في حروب الاستنزاف بجدارة بشهادة قوى غربية على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفا أن ذلك دفع المخزن إلى اللجوء إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني. من جهتها قالت غلوهة البشير رئيسة دائرة بئر كيندور أنّ الشعب الصحراوي لن يعود إلى الوراء حتى إذا تطلب الأمر التصعيد في الكفاح المسلح، مشيرة إلى أنه " لدينا من الإرادة والإقدام ما يمكن الوقوف في وجه الأطماع التوسعية المغربية". وأضافت غلوهة البشير في المقابل، أنّ جبهة البوليساريو على استعداد للمضي قدما لتجسيد حل يتطابق مع مشروع الأممالمتحدة رغم وجود اتفاق موسع ناتج عن خيارات ومشاريع لاستنزاف الثروات الطبيعية الصحراوية، مؤكدة على التمسّك بحلّ ثابت يرتكز على تصفية الاستعمار وأن أي حل ثان مرفوض، فضلا عن حرص الشعب الصحراوي على صد المؤامرات التي تحاك ضده.