تمر، اليوم، سنتان كاملتان على حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في قطاع غزة أمام أنظار العالم أجمع، بحكوماته الديمقراطية ومؤسساته وهيئاته الحقوقية والإنسانية وقوانينه ومبادئه المنادية بحماية حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، دون أن يحرك ساكنا لوضع حدّ لواحدة من أكبر المآسي في العصر الحديث. بعد 730 يوم من القصف والتقتيل والتجويع والحصار والتدمير في حق مليوني و400 ألف نسمة، تحوّل قطاع غزة إلى أرض منكوبة قضى الاحتلال على كل مقومات الحياة فيه، حيث بلغت نسبة الدمار فيه 90 بالمئة بعدما امطره الاحتلال حتى الآن ب200 ألف طن من المتفجرات، ما خلف خسائر ب70 مليار دولار. وتكشف الأرقام المروعة التي سجلها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن فضاعه المشهد وحجم الكارثة المتعددة الجوانب التي يتخبط فيها مليوني و400 ألف نسمة لا لسبب سوى أنهم فلسطينيون يعيشون في غزة ويرفضون التهجير القسري والتخلي عن أرضهم، التي يسيطر الاحتلال على 80 بالمئة من مساحتها بالاجتياح والنار والتهجير. وبلغة الأرقام، خلفت هذه الحرب الصهيونية المسعورة على غزة استشهاد 67 ألفا و139 شهيد و9500 مفقود منهم شهداء مازالوا تحت الأنقاض أو مصيرهم مازال مجهولا، ومن بين الشهداء 20 ألف طفل و12 ألفا و500 من النساء و1670 من الطواقم الطبية و140 من عناصر الدفاع المدني و254 من الصحافيين. كما كشف البيان عن وفاة 460 فلسطيني بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 154 طفل، مشيراً إلى أن 650 ألف طفل مهددون بالموت جوعاً، بينهم 40 ألف رضيع يحتاجون لحليب أطفال يمنع الاحتلال إدخاله. وبلغ عدد الجرحى 169 ألف و583 مصاب منهم 19 ألف مصاب بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، مع تسجيل 4800 حالة بتر الأطراف 18 بالمئة منها تعود لأطفال، إضافة إلى تسجيل 21 ألفا و193 أرملة و56 ألفا و348 طفل يتيم بلا والدين أو أحدهما، كما بلغ عدد المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة 6700 معتقل مدني و362 معتقل من الطواقم الطبية و48 من الصحافيين و26 من عناصر الدفاع المدني. أما في الجانب الإنساني، فقد حذّر البيان من تفشي الأمراض المعدية، حيث أصيب أكثر من 2.1 مليون نازح بأمراض مختلفة من بينهم 71 ألف حالة كبد وبائي، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بعد تدمير 38 مستشفى و96 مركز رعاية، واستهداف 197 سيارة إسعاف، كما أشار التقرير إلى أن الاحتلال دمر نحو 95 بالمئة من مدارس القطاع و165 مؤسسة تعليمية وجامعية كليا بما حرم أكثر من 785 ألف طالب من حقهم في التعليم. وفي سياق متصل، دمر الاحتلال 835 مسجد تدمير كامل و180 جزئي، إضافة إلى 3 كنائس و40 مقبرة، بينما استهدف الاحتلال 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات. أما على صعيد المساكن والنزوح القسري، فقد دمر أكثر من 268 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و288 ألف أسرة أصبحت بلا مأوى، في حين يعيش أكثر من مليوني نازح في ظروف إنسانية بالغة القسوة داخل مخيمات غير صالحة للسكن. وأكد المكتب الإعلامي أن الاحتلال يمارس سياسة التجويع الممنهج عبر منع دخول أكثر من 120 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود واستهداف 47 تكية طعام و61 مركز توزيع مساعدات بما أدى إلى استشهاد 540 عامل في المجال الإغاثي. وأشار المكتب إلى أن الخسائر الأولية المباشرة في 15 قطاعاً حيوياً تجاوزت 70 مليار دولار، منها 28 مليارا في قطاع الإسكان و5 مليارات في الصحة و4 في التعليم و4.5 في التجارة. واختتم بيانه بالتأكيد على أن ما يجري في قطاع غزة هو إبادة جماعية مكتملة الأركان وجرائم حرب ممنهجة، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية ووقف العدوان فورا ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني. الاحتلال يعترف بمقتل 1152 جندي منذ السابع أكتوبر اعترف جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، بمعطيات جديدة حول عدد قتلاه منذ السابع أكتوبر 2023، وذلك في الذكرى السنوية الثانية للحرب. ووفقا للمعطيات المعلنة، والتي تؤكد جهات أخرى أنها أقل بكثير من الخسائر التي كبدتها المقاومة في صفوف قوات الاحتلال، فقد قتل 1152 جندي إسرائيلي منذ بداية العدوان، 262 منهم قتلوا خلال السنة الأخيرة. ومن بين القتلى 1035 جندي وضابط من الجيش ومنهم 43 عنصرا من فرق الحراسة، بالإضافة إلى 100 قتيل من الشرطة الإسرائيلية و9 قتلى من "الشاباك" وثمانية من مصلحة السجون. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن 47 بالمئة من القتلى من الجنود النظاميين بما يشكل عددهم 487 جندي وهم تحت سن 21 عاما. كما أظهرت المعطيات أن غالبية القتلى من الجنود وصل عددهم إلى 1086 جندي، بينما بلغ عدد المجندات القتيلات 66 مجندة. بابا الفاتيكان يدعو للتوصل من أجل وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب دعا بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر، أمس، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحرب والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين في القطاع منذ عامين. وفي منشور له عبر حسابه الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، أعرب بابا الفاتيكان عن حزنه "إزاء المعاناة الهائلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة"، مشيرا إلى أنه "في الساعات الأخيرة وفي ظل الوضع المأساوي في الشرق الأوسط، اتخذت خطوات هامة نحو الأمام في مفاوضات السلام". وأعرب في ذات السياق عن أمله في أن "تحقق النتائج المرجوة في أقرب وقت ممكن"، داعيا إلى "الالتزام بهذا المسار والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.. من أجل أن تنهي هذه الجهود الجارية الحرب وتقودنا نحو سلام عادل ودائم". في ظل انهيار تام للخدمات الأساسية "الصليب الأحمر" يحذر من الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة حذرت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" من الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، مؤكدة أن الفلسطينيين هناك "مروا بعامين كاملين من الموت والنزوح القسري" في ظل انهيار تام للخدمات الأساسية وعدم قدرة ما تبقى منها على تلبية احتياجات 2.4 مليون نسمة محاصرين في القطاع. جاء ذلك في كلمة مصورة لمديرة البعثة الفرعية للجنة في غزة، سارة أفريلود، نُشرت عبر الصفحة الرسمية للصليب الأحمر على منصة "فيسبوك"، أول أمس، بمناسبة الذكرى الثانية لبداية الإبادة الصهيونية في حق سكان غزة. وقالت أفريلود "على مدار عامين، يعاني المدنيون من الموت والنزوح القسري والحرمان من الكرامة الإنسانية. لقد شهدنا تفريغا كاملا للروح الإنسانية في غزة"، مضيفة أن آلاف الفلسطينيين فصلوا عن عائلاتهم، بينما لا يزال الكثيرون في عداد المفقودين. وأشارت المسؤولة الانسانية إلى أن آثار العامين الماضيين اصبحت واضحة على وجوه الناس المنهكة "التي تحاول الصمود بشق الأنفس"، واصفة ما يجري بأنه "عامان من الكفاح من أجل البقاء... والأثر لا يوصف". كما لفتت إلى أن الخدمات الأساسية المتبقية في القطاع "لا تكفي لتلبية احتياجات السكان"، مؤكدة أن معظم المدنيين يفتقرون إلى المياه النظيفة ومرافق النظافة والرعاية الصحية الآمنة والمنتظمة. وقالت أفريلود إنها التقت "أمهات يملؤهن الذعر، لا يدرين كيف سيطعمن أطفالهن أو يحمينهم من الخطر"، في إشارة إلى الواقع الإنساني المأساوي الناتج عن المجاعة غير المسبوقة منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في الثاني مارس الماضي أمام المساعدات الإنسانية، باستثناء كميات محدودة تتعرض للنهب من قبل عصابات تحميها قوات الاحتلال، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة. وفي استعراضها للوضع الصحي، أكدت أفريلود أنها "رأت مرضى يكافحون من أجل التعافي وسط انعدام الراحة بسبب النزوح المستمر"، بما جعلها تحذر من انهيار النظام الصحي بالكامل جراء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للمستشفيات والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. وقالت "شاهدت عائلات بأكملها تخرج من مبانٍ مدمرة مغطاة بالغبار وفي حالة صدمة، لكنها لا تزال على قيد الحياة". ورغم مزاعم الاحتلال بأن قصفه يستهدف مواقع عسكرية، أكدت أفريلود أن الضحايا في معظم الحالات مدنيون من بينهم أطفال ونساء وكبار سن. وأكدت مديرة البعثة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل جهودها الإنسانية بالتعاون مع مؤسّسات فلسطينية محلية لتقديم المساعدات الممكنة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات دون عوائق واتخاذ كل الإجراءات لحماية المدنيين. وختمت بالقول "إنقاذ الأرواح ممكن، لكن المدنيين لا يملكون ترف الانتظار. إنهم بحاجة إلى تحرّك سياسي عاجل". وتزامنا مع تحذير مسؤولة الصليب الأحمر أكد القائم بأعمال مدير شؤون وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، سام روز، أن الاستجابة الإنسانية التي تستبعد الوكالة الأممية عن التوزيع ستكون استجابة أضعف وأقل فعالية. وفي منشور عبر حساب الوكالة الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، مساء أول أمس، أوضح روز أن الوكالة "تملك طعام وبطانيات وإمدادات أخرى عالقة خارج قطاع غزة في انتظار الدخول". وأوضح أن "الأونروا لديها القدرة والكوادر والخدمات اللوجستية اللازمة لإيصال هذه المواد الضرورية"، مبرزا أنها "بحاجة فقط إلى السماح لها وللمنظمات غير الحكومية الرئيسة بالعمل". كما أشار المسؤول الأممي إلى أن "أي استجابة إنسانية في القطاع تستبعد وكالة الأونروا من التسليم والتوزيع ستكون استجابة أضعف وأقل فعالية بكثير". قالت إنها تشكل توثيقا جديدا لمستوى الإجرام الصهيوني "حماس" تدين المعاملة اللاإنسانية ضد نشطاء "أسطول الصمود" أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الانتهاكات الخطيرة والمعاملة اللاإنسانية التي تعرض لها نشطاء "أسطول الصمود العالمي"، بعد اعتراض سفنهم في عرض المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط واختطافهم على يد البحرية الحربية الصهيونية واقتيادهم الى معتقلاتها لترهيبهم وتخويفهم. وأكدت الحركة في بيان، أمس، بأن "ما أورده نشطاء أسطول الصمود العالمي من شهادات مروعة حول المعاملة اللاإنسانية التي تعرضوا لها على أيدي الاحتلال الصهيوني الفاشي، من إهانات وتنكيل وحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية، أثناء وبعد اختطافهم في المياه الدولية، يشكل توثيقا جديدا لمستوى وحشية الاحتلال وفضحا صارخا لانتهاكاته المتكررة لحقوق الإنسان وخرقه السافر للقوانين الدولية". ودعت على إثر ذلك جميع الدول المعنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى توثيق هذه الشهادات المروعة والتحرك العاجل لملاحقة الاحتلال وقادته أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية المختصة دفاعا عن القيم الإنسانية وانتصارا لعدالة القضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الصامد الذي ما زال يتعرض لحصار وتجويعٍ وإبادةٍ جماعية متواصلة حتى هذه اللحظة. وفي سياق ذي صلة، أعلنت إسبانيا، أمس، نيتها شكاية الكيان المحتل للجنائية الدولية بشأن الانتهاكات التي تعرض لها أسطول الصمود على يد قوات الاحتلال الصهيونية، وقال وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، إن بلاده ستقوم بخطوة استباقية عبر تقديم شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية في أحداث أسطول الصمود العالمي، وأضاف أن أي اعتداء على أشخاص في المياه الدولية يعد حرمانا من الحرية وفق القانون المحلي والدولي. ووصل، أول أمس، إلى العاصمة الإسبانية مدريد 29 ناشطا من المشاركين في أسطول الصمود الذين تعرضوا لهجوم واحتجاز إسرائيلي في المياه الدولية أثناء توجه الأسطول إلى غزة لكسر الحصار. عشرات آلاف الهولنديين يهتفون "فلسطين حرة" أمستردام تنتفض نصرة لغزة اكتست شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، أمس، باللون الأحمر مع تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية والتجويع الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة ضمن واحدة من أكبر الفعاليات التضامنية في أوروبا منذ بدء العدوان. وتحوّلت شوارع أمستردام إلى بحر من الأعلام الفلسطينية واللافتات الحمراء، بينما صدحت في أرجاء العاصمة هتافات المحتجين، أبرزها "فلسطين حرة" و«أوقفوا الإبادة الجماعية" تنديدا بالمجازر المستمرة التي ويواصل الاحتلال الصهيوني اقترافها في غزة ودعوة للمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنهاء معاناة المدنيين في القطاع المحاصر. ونظمت هذه المظاهرة الثالثة من نوعها تحت شعار "الخط الأحمر"، في رسالة موجهة إلى الحكومة الهولندية بشأن علاقاتها مع إسرائيل، وذلك قبل الانتخابات العامة المرتقبة في البلاد، ودعا المشاركون إلى وقف الحرب في غزة وقطع العلاقات مع إسرائيل، في تأكيد على تصاعد الغضب الشعبي الهولندي من استمرار الحرب وسياسة التجويع التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع. وقد لاقت صور ومقاطع الفيديو التي وثقت الاحتجاجات تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت بسرعة كبيرة واعتبرها ناشطون مشهدا يعكس عمق التعاطف العالمي مع غزة. وبينما أشاد مغردون ب«عدالة القضية الفلسطينية" و«مظلومية الشعب الفلسطيني" مؤكدين أن هذه الحقائق تنتشر كالنار في الهشيم رغم محاولات التشويه والتضليل الإسرائيلية، قال ناشطون إن أمستردام، المدينة الجميلة والهادئة، انتفضت وخرجت عن بكرة أبيها، مشيدين بمشاركة العرب والأجانب معا في هذه التظاهرة ومؤكدين أن العلم الفلسطيني سيبقى أيقونة عز وفخار يرفعه الأحرار في كل مكان، ورأى آخرون أن ما حدث يمثل فصلا جديدا في ترسيخ الرواية الفلسطينية وأن الرمزية العالية للمشهد تعد من أهم أدوات خدمة القضية الفلسطينية. ووصف نشطاء المشهد بأنه تاريخي وغير مسبوق، بعد أن تحوّلت العاصمة الهولندية إلى طوفان بشري يمتد على مد البصر، فيما اعتبروه جزءا من الثورة العالمية من أجل فلسطين، وكتب أحدهم "من كان يتخيل يوما أن يخرج مئات الآلاف في العاصمة الهولندية أمستردام دعما لفلسطين وتنديدا بالإبادة الجماعية، والجميع يرتدي الأحمر بلون الدماء التي سفكتها إسرائيل في غزة؟"، وأضاف آخر "هذا هو مستقبل القضية الفلسطينية أمامكم، العالم يكتشف الحقائق ويستيقظ من غفلته بثمن لا يطاق، دفعه أهل غزة من أرواحهم"، واختتم مدونون بالقول إن العالم يتغير بصورة مذهلة وفلسطين لم تعد قضية العرب وحدهم، بل أصبحت قضية العالم بأسره.