خُصّصت بولاية تلمسان، برسم حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2025 - 2026، مساحة إجمالية تفوق 125 ألف و500 هكتار لزراعة الحبوب بمختلف أصنافها، وفي مقدّمتها القمح الصلب، الذي خُصّص له أكثر من 40 ألف هكتار، وأزيد من 20 ألف هكتار للقمح الليّن، و60 ألف هكتار للشعير، وما يقارب 4 آلاف هكتار للخرطال. سخّرت مديرية المصالح الفلاحية بالتعاون مع تعاونية الحبوب والبقول الجافة، الوسائل المادية والبشرية اللازمة لمرافقة الفلاحين خلال حملة الحرث والبذر للموسم الجديد، منها 9222 ماكنة للحرث، و284 أخرى خاصة بعملية البذر، منها 96 تابعة للتعاونية، و310 ماكنة أخرى مختصة في التسميد، من بينها 65 تابعة للتعاونية، إلى جانب 5316 جرار، منها 6 تابعة للتعاونية، ومعدات أخرى، مع فتح 6 شبابيك موحّدة ببلديات ندرومة، والرمشي، ومغنية، وصبرة، وأولاد ميمون وسبدو؛ بغرض تقريب الإدارة من الفلاح من جهة، ورفع الضغط عن الشباك الموحّد المتواجد بتعاونية الحبوب والبقول الجافة، من جهة أخرى. ووفّرت تعاونية الحبوب والبقول الجافة بتلمسان، خلال هذا الموسم الفلاحي الجديد، الكميات الكافية من البذور والأسمدة والمبيدات التي تتناسب مع المساحات الفلاحية المعنية بحملة الحرث والبذر، في وقت شرع المزارعون في تحضير التربة للأراضي المخصّصة لإنتاج الحبوب قبل الانطلاق في مرحلة نثر البذور التي تتم خلال نوفمبر المقبل؛ حيث تواصل مصالح مديرية الفلاحة حملاتها التحسيسية لفائدة الفلاحين، وتوعيتهم بأهمية توسيع المساحات المسقية للحبوب، من خلال استعمال تقنية السقي التكميلي نظرا للجفاف الذي تشهده الولاية؛ بغية إنجاح حملة الحرث والبذر. وانطلقت حملة الحرث والبذر في أجواء اتّسمت بالتفاؤل وسط مشاركة واسعة من الفلاحين والمهنيين تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي في طبعته الثانية والثلاثين، المنظم من قبل مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية لتلمسان. التظاهرة التي حملت هذه السنة شعار "معاً من أجل فلاحة ذكية، واعدة ومستدامة" باعتبارها أحد البدائل الاقتصادية والاستراتيجية في إطار تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز الأمن الغذائي، استُهلّت بزيارة الأجنحة المخصّصة لعرض مختلف المنتوجات المحلية التي تزخر بها الولاية؛ من خضروات وفواكه، وزيتون بمختلف أنواعه، وزيت الزيتون، وكذا الطماطم، إلى جانب العسل بأنواعه...وغير ذلك. وتميّزت هذه الطبعة بمشاركة واسعة من المؤطرين والفلاحين والباحثين الجامعيين، الذين يمثلون الدعامة الأساسية للقطاع الزراعي؛ حيث شكّل اللقاء فرصة لتبادل الخبرات، وإبراز الابتكارات الزراعية، ومناقشة سبل تطوير فلاحة عصرية، قادرة على مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية. وأكّدت رئيسة ديوان الوالي بالنيابة أنّ الموسم الحالي يحمل آفاقا واعدة؛ بفضل توفير البذور والأسمدة، وتهيئة الأراضي الزراعية في الوقت المناسب، مشيدة بدور الدولة في مرافقة الفلاحين عبر الدعم المادي، والتقني. كما نوّهت بالدور الهام للإرشاد الفلاحي خاصة في توعية الفلاحين بتقنيات الاقتصاد في الماء، وتقنيات الزراعة الدقيقة، والحفاظ على التربة، وكذا تطوير أساليب التخزين والتسويق، مؤكّدة على الالتزام التام بدعم كلّ المبادرات الهادفة إلى تطوير الفلاحة الذكية والمستدامة، مع مرافقة كلّ الفاعلين ميدانيا؛ من أجل بناء منظومة فلاحية حديثة، ومنتجة، وتنافسية، وأن لا تكون عملية الإرشاد الفلاحي استثنائية ومنحصرة فقط في هذا اليوم، بل يجب أن تكون على مدار السنة؛ لتحقيق الأهداف، والديمومة. ومن جهتها، ترى مديرة المصالح الفلاحية بتلمسان، نجاح طبعة هذه التظاهرة، نتيجة ثمرة تعاون مشترك بين السلطات العمومية، والغرفة الفلاحية، والجامعة، والفلاحين، والمؤطرين. وهو دليل على أنّ الفلاحة الذكية والمستدامة خيار استراتيجي، قابل للتحقيق بتكاتف الجهود، مؤكّدة التزامها بمرافقة كلّ المبادرات المبتكرة، وتشجيع الشراكة بين الفاعلين في الميدان والجامعات؛ من أجل فلاحة متطورة تلبي التحديات الراهنة، والمستقبلية.