أكّد رئيس جمعية "الجزائر الخضراء" فؤاد معلى أنّ الحملة الوطنية التي شهدتها الجزائر، السبت الفارط، "لم تكن مجرّد عمل رمزي أو حدث بيئي عابر، بل تجسيد لثقافة جديدة تتبناها الجزائر"، داعيا الجزائريين للالتفاف حول مشروع وطني مماثل في مارس المقبل مقترحا رفع العدد من مليون إلى أكثر ولما لا بلوغ 5 ملايين شجيرة. قال معلى في فيديوهات تداولتها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي واكبت الحدث، إنّ هذه الحملة ستكون المرحلة الأولى من مشروع وطني متواصل، مشيرا إلى التحضير لبرنامج ثان في مارس المقبل، لمواصلة الغرس وتوسيع الرقعة الخضراء في المناطق المتضرّرة من الحرائق والتصحّر وإعادة بعث اللون الجميل الأخضر في طبيعتنا، مشدّدا على أنّ البلاد في هذا اليوم التاريخي تشهد حدثا يعكس إرادة وطنية صادقة في بناء جزائر خضراء صديقة للبيئة، تزرع الأمل كما تزرع الشجر، والحملة هي نموذج للتكافل بين المواطن والدولة، بين المؤسّسات والجمعيات، وبين الإنسان والأرض. وأضاف المتحدّث أنّ ما شهدته الجزائر ينمّ عن احتواء ثقافة الغرس والحفاظ المتواصل، فزرع الشجرة هو البداية، لكن حمايتها وسقيها ومتابعتها هي التحدي الحقيقي. معربا عن ارتياحه العميق للمشاركة الشعبية الواسعة التي شملت ملايين الجزائريين، وكذا لتشجيع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، في تعميم هذه المبادرة التي تهدف إلى إعادة بعث الحياة في الجزائر من خلال غرس الأشجار. واصل معلى مؤكّدا أنّ "الإحصائيات الأولية تشير إلى إمكانية تجاوز الهدف المبدئي المحدّد بمليون شجيرة، وهو إنجاز يعبّر عن وعي بيئي متنام لدى الجزائريين"، وقال "نجاح هذه الحملة يعود إلى روح التضامن التي تميّز الشعب الجزائري، وإلى الجهود الجبّارة التي قام بها أعضاء جمعية الجزائر الخضراء، كما يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لعمليات التشجير واستعادة الغطاء الغابي الوطني"، مشدّدا على ضرورة الاعتناء بالشتلات بعد غرسها، عبر برامج مراقبة بيئية محلية، وإشراك المواطنين في حماية المساحات الخضراء من الحرائق والرعي العشوائي والتعدي العمراني. في مشهد وطني مهيب يعكس روح التضامن والانتماء البيئي، شهدت مختلف ربوع الوطن، مشاركة غير مسبوقة للمواطنين من كلّ الفئات والأعمار في الحملة الوطنية الكبرى لغرس مليون شجرة، ومن أقصى الشمال إلى عمق الصحراء، توحّد الجزائريون في يوم واحد، حول شتلة الأمل، في مبادرة بيئية حملت رمزية قوية في اليوم الوطني للشجرة المصادف ل25 أكتوبر، لتؤكّد أنّ الجزائر تمضي بثبات نحو استعادة غطائها النباتي وحماية بيئتها. * نور الهدى بوطيبة اعتبرها الجميع واجبا وطنيا مليونية خضراء عمادها الوعي وأساسها الاحترام تفاعل الجزائريون من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، مع حملة غرس مليون شجرة، التي أطلقها وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بالتعاون مع جمعية "الجزائر الخضراء" لفؤاد معلى، المعروف بشعاره "خضراء إن شاء الله"، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي كلّها مشيرة إلى الاستجابة القويّة والفعّالة لهذه الحملة التي لها جذور قوية بديننا الحنيف ووصية نبينا الكريم محمد عليه أزكى الصلوات والتسليم "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها". وهو الحديث الذي اعتمد عليه الجميع في التحفيز للخروج للغراسة، لأهمية العمل الصالح حتى في آخر لحظات الوجود، ويعني التشديد في الحثّ على الزراعة والعمل المنتج بشكل عام. تنوّعت صور الحملة التي تفنّن فيها المصمّمون عبر أرجاء الوطن، فهناك من اختار صورة كاملة لخريطة الجزائر مخضرة وآخر وضع الفسائل في يد الصبية للغراسة، كما حملت صور أخرى مشاهد لحشود بشرية اجتمعت لغراسة أشجار مختلفة الأصناف. في حين اختار آخرون العمل على الشعار الذي اختاره رئيس جمعية "الجزائر الخضراء" فؤاد معلى، منذ سنوات خلت "خضراء إن شاء الله"، والذي عرفه به الجزائريون وسانده فيه الكثيرون وها هي حملة المليون شجرة تترجم الحب والاهتمام بالخضرة في الوطن، كما أشار إليه المواطنون في التعليقات. صفحات الأفراد أيضا احتفت بالمناسبة، وشاركت تفاصيل الحملة، لبعث الحماس في النفوس وتشجيع الغير على المساهمة ولو بغراسة شجرة واحدة، في إشارة إلى أنّ من وُفّق في ذلك ذو حظ، حيث عجّت الصفحات ببرنامج الحملة عبر الولايات لوزارة الفلاحة، حيث وزّعت الصفحات برنامج ولاياتها، فغرس الأشجار فوق تراب الوطن، شبيه بغرس القيم في قلوب الأطفال والشباب، الذين يشاهدون بأعينهم عملية التضامن والنشاط والجدّ والعمل بيد واحدة، لحماية الأرض والبيئة والاستفادة من الهواء النقيّ والجمال والخضرة بعد سنوات قليلة. كما شارك مواطنون ذكريات من الصغر، حيث كانت تنظّم حملات تشجير جميلة، حيث أشارت السيدة سليمة على صفحتها، إلى أنّها استرجعت ذكريات طفولتها في بني عزيز، في زمن الزعيم الراحل هواري بومدين، قائلة "كنا نتعلّم في مدارسنا معنى حبّ الشجرة وغرسها، فقد كانت تنظّم حملات تشجير جميلة، نخرج فيها في نزهات تربوية إلى الأماكن المهدّدة بانجراف التربة نقضي يوما كاملا في أحضان الطبيعة وكلّ تلميذ يغرس ما استطاع من شتلات". من جهتها، الجمعيات الناشطة في الميدان، على اختلاف تخصّصاتها بين الأسرية، الرياضية، المختصة في الطب وأخرى في مساعدة المرضى، كلّها علّقت على صفحاتها عبر موقع "فايسبوك"، على استعدادها التام للمشاركة في الحملة نظرا لخصوصياتها العميقة، كما حملت التعليقات صور أشجار تبتسم في إشارة إلى عمق السعادة بالحدث. من جهتها جمعية الإعلام والاتصال في أوساط الشباب، على سبيل المثال لا الحصر، لرئيسها الدكتور لطفي عجابي، اختارت شعار "مليون شجرة في يوم واحد..نقدرولها"، حيث أشرف الدكتور وفريقه على غرس أشجار من نوع فيكيس، بالحدائق وفضاءات ثلاث مؤسّسات شبانية في بلديات مختلفة من ولاية قالمة، مؤكّدا في تصريح ل"المساء" أنّ "المشاركة في هذه الجملة شرف وواجب تجاه الوطن، وهو ما جعل أعضاء الجمعية يهبون لغرس أشجار فيكيس الجميلة، وقد اخترنا مشاركة الأطفال لغرس هذه الفضيلة فيهم، فالوطن يستحق الجمال والبيئة السليمة والأكسجين النقي الذي تقدّمه الأشجار، لابدّ أن نغرس في الصغار حبّ الوطن، والانتماء الحقيقي للأرض المباركة". * أحلام محي الدين