يعيش سكان حي البعراوية في منطقة البرج القديم ببلدية الخروببقسنطينة، وضعية مأساوية. حيث تعاني أزيد من 17 عائلة من ظروف حياة صعبة تهدّد حياتهم بشكل يومي؛ إذ تقيم منذ أزيد من خمس سنوات في بيوت قصديرية هشة، تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة. كما تعاني من مشكلات عدة، أبرزها تدهور الوضع المعيشي، وغياب المرافق الضرورية التي تضمن لهم حياة آمنة. أثار أعضاء مكتب الخروب للتنسيقية الوطنية لحماية المجتمع، عقب الزيارة الميدانية التي قادتهم نهاية الأسبوع الماضي، إلى هذا الحي، العديد من المشاكل التي يعيشها السكان في ظل غياب المصالح المعنية للتكفل بانشغالاتهم؛ حيث تم الوقوف على حجم المعاناة التي يعيشونها في هذا الحي، مؤكّدين أن الأوضاع في المنطقة أصبحت لا تطاق، فالبيوت القصديرية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. كما كشفت الشهادات التي جمعها أعضاء التنسيقية، أن البيوت القصديرية التي يقطنها السكان، لا توفر لهم الحماية من تقلبات الطقس القاسية، في حين يواجه سكان الحي، أيضا، تهديدا متزايدا من الزواحف، خاصة الأفاعي التي بدأت تنتشر، بشكل كبير، داخل المنطقة. وعبّر المشتكون، حسب أعضاء مكتب التنسيقية الذين يعيشون في حالة من الخوف والقلق الدائم بسبب هذه الزواحف، عن استيائهم الشديد من هذا الوضع الذي يهدّد حياتهم وحياة أطفالهم. وأشار العديد منهم إلى أنّ الأفاعي تتسلّل إلى داخل المنازل؛ ما يزيد معاناتهم، ويثير حالة من الرعب والهلع، خصوصا في صفوف النساء والأطفال. وقال أحد السكان: "لا نعرف كيف نعيش في هذه الظروف. كل يوم نحاول إبعاد الأفاعي من حولنا، ولا نعرف ماذا يمكن أن يحدث غدا". وأكد آخر: "نعيش في فزع دائم، ولا توجد أي جهة توفر لنا الحماية أو حلولًا فاعلة". وفي ضوء هذه الأوضاع، طالب سكان الحي بتدخّل السلطات المحلية، وخصوصا والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، لتوفير سكن لائق، وحلول عاجلة للتخفيف من معاناتهم، حيث أوضح أعضاء مكتب التنسيقية أنهم يتابعون هذه القضية عن كثب. ويؤكّدون أنّ حل هذه المشكلة يجب أن يكون على رأس أولويات السلطات المحلية بالنظر إلى الظروف المأساوية التي يعيشها هؤلاء المواطنون، مطالبين بحق السكان في العيش بكرامة بعيدا عن الخوف والزواحف التي تهاجمهم. وأضاف المشتكون أن مطالبهم هذه تأتي في وقت لايزال العديد من سكان الحي يعانون من تبعات غياب مشاريع إسكان اجتماعي حقيقية في منطقتهم، مؤكّدين أنّه رغم الجهود التي تبذلها الحكومة في بعض المناطق للقضاء على السكنات الهشة، إلاّ أنّ حي البعراوية لايزال يعاني من الإهمال، وهو ما أثار استياءهم بسبب لا مبالاة المجالس البلدية المتعاقبة على البلدية، والتي كانت تعدهم بحلول لمشاكلهم في كلّ مرة. ومن جانبهم، ثمّن أعضاء التنسيقية الوطنية لحماية المجتمع، جهود السلطات المحلية في بعض البلديات الأخرى. وأشادوا بما حقّقه والي الولاية في ملفات سابقة، تخصّ تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، إلاّ أنّهم شدّدوا على أنّ ملف سكان حي البعراوية يجب أن يحظى بالاهتمام اللازم، خاصة أنّ هؤلاء المواطنين يعيشون في ظروف تزداد سوءا يوما بعد يوم. وقد ناشدوا السلطات المحلية لتنفيذ مشاريع إسكان عاجلة، تضمن للسكان حياة آمنة، ومريحة. وأكّدوا أن المتابعة المستمرة لهذا الملف ستكون على رأس أولوياتهم؛ حيث سيستمرون في السعي ومناشدة السلطات المحلية لإيجاد حلول عاجلة وفعالة لهذه القضية.