دعا المتخصّص في الخدع البصرية والتأثيرات الخاصة، سامي لاموتي، طلبة معهد السينما إلى محاولة تحقيق أهدافهم بوضع خطة طويلة المدى والاستعانة بالعديد من التطبيقات والبرامج الرقمية المجانية والاتصاف بالانضباط والجدية. أضاف لاموتي خلال ماستر كلاس نشّطه أوّل أمس بالمسرح الصغير على هامش مهرجان الجزائر الدولي للسينما، أنّ العمل في هوليود ممكن لكن بشروط مثل وضع خطة محكمة والتكوين والجديّة. مذكّرا الحضور بمسيرته الفنية التي انطلقت من الجزائر، تحديدا من المعهد الوطني للفنون والصناعات الغرافيكية بالعاصمة، مرورا بإنشاء مؤسسته وختاما وليس أخيرا، استقراره بكندا التي تمثّل معقل العمل بتقنية ثلاثية الأبعاد. تحدّث لاموتي عن مشاركته في العديد من الأفلام الأمريكية التي حقّقت نجاحا تجاريا كبيرا، والتي تم الاعتماد فيها بشكل كلي أو شبه كلي على تقنية ثلاثية الأبعاد والخدع البصرية والتأثيرات الخاصة. واعتبر المتحدث الذي كشف عن قرب فتحه لاستوديو بالجزائر لتعلم استخدام التقنيات الحديثة في صنع الأفلام، أنّ الأفلام التي تعتمد على التكنولوجيات الحديثة في صنعها تتطلب استعدادا كبيرا وحرفية أكبر، سواء قبل التصوير، أثناء، وبعده، في حين لا تتطلّب بعض العناصر الضرورية في الأفلام التي تصنع بالشكل التقليدي مثل الحصول على رخصة للتصوير. توقّف المتحدّث عند نقطة تتمثّل في أهمية استعمال المخرج لتقنية "ستوري بورد" وهي وضع رسومات حول مشاهد الفيلم قبل صناعته، حتى تتّضح الصورة وتصلّح الأخطاء وهكذا سيتمكّن صانع الفيلم من تجنّب الشوائب وخفض تكلفة العمل بنسبة عشرين بالمئة. مضيفا أنه يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي لتحقيق ذلك. كما تطرّق لاموتي إلى العديد من النقاط المتعلّقة بإنجاز هذا النوع من الفيلم، مثل الإضاءة التي تنجز بدورها بتقنية ثلاثية الأبعاد، مشيرا إلى ضرورة تحضير المشاهد المقدّمة بالتقنيات الحديثة قبل صنع الفيلم ومن ثم تحقيق التركيب النهائي للفيلم بتقنية تشبه فوتوشوب. تحدّث المختص في الخدع البصرية عن مهمة نحت الشخصيات باستعمال تقنية ثلاثية الأبعاد وهو ليس بالأمر السهل، علما أنّ المحرّك المحترف يستهلك يوما كاملا لإنجاز ثانيتين في اليوم وهو ما يعتبرا أمرا صعبا. وأشار الى أهمية الاستماع للنقد من المختصين وعدم التحسّس من الملاحظات، وكذا العمل على تحقيق الأحلام وعدم التحجّج مثلا بغياب حاسوب متطوّر مقدّما مثالا بفيلم "افاتار" الذي صنع منذ خمسة عشر سنة أي بحاسوب غير متطور. بالمقابل، أكّد المتحدّث عدم تحقيق الأفلام المنجزة بالذكاء الاصطناعي للنجاح، مع استعمال المخرجين العالميين لهذه التقنية بشكل بسيط. للإشارة، سامي لموتي، فنان بصري جزائري مقيم في مونتريال، متخصّص في التأثيرات البصرية ثلاثية الأبعاد، اشتغل في أفلام هوليودية شهيرة. بدأ شغفه بالفن من الألعاب والمانغا والسينما، ودرس التصميم في الجزائر قبل أن يسافر لتطوير مهاراته. كما يدير حساب ديزاد بيكسال، المتخصص في تصوير العمارة بأسلوب منظم وبسيط، مستوحى من ذكريات طفولته وأعمال مخرجي السينما.