"الخضر" جاهزون لرحلة النجمة الثالثة في "الكان"

مزيج بين الخبرة والشباب و12 لاعبا يكتشفون الأجواء

يبدأ المنتخب الوطني، اليوم، رحلة النجمة الثالثة في كأس إفريقيا 2025، بافتتاح هذه المنافسة وسط ترقب كبير، ومنافسة مفتوحة على كل الاحتمالات؛ من أجل التنافس على اللقب القاري، في وقت سيبحث فيه زملاء رياض محرز عن محور آثار خيبتي الخروج من الدور الأول في آخر نسختين من كأس إفريقيا في الكاميرون وكوت ديفوار على التوالي. ووصل "الخضر" إلى مقر إقامتهم في الرباط أول أمس بمعنويات عالية؛ من أجل إسعاد الجزائريين في النسخة 35 من "الكان".
خطا، أمس، المنتخب الوطني أول خطواته في طريق رحلة النجمة الثالثة بكأس إفريقيا 2025، بإجراء أول حصة تدريبية كاملة قبل مواجهته الافتتاحية الأربعاء المقبل، أمام السودان في المجموعة الخامسة، في وقت تفتح المسابقة القارية اليوم وسط ترقب كبير من أنصار "الخضر" لما سيقدمه أشبال فلاديمير بيتكوفيتش في هذه المنافسة، ولبعث مشوارهم الإفريقي من جديد بعد إخفاقين متتاليين في المشاركات القارية الأخيرة، وتأكيد طموحهم في العودة بقوة إلى الساحة الكروية الإفريقية.
ويدخل زملاء القائد رياض محرز هذه النسخة بعزيمة كبيرة على طي صفحة الإقصاءين المبكرين من الدور الأول خلال نسختي "كان 2021" بالكاميرون و"كان 2023" بكوت ديفوار. ورغم الخيبة التي تركها الإخفاقان السابقان إلا أنهما شكّلا حافزا إضافيا لتشكيلة عازمة على تدارك ما فات، وإثبات أن تلك النتائج لا تعكس حقيقة إمكاناتها، علما أن "الخضر" اختاروا الإقامة بفندق "الميريديان" في الرباط.
وتحسبا للمشاركة في هذا المحفل الكروي القاري الكبير، اختار بيتكوفيتش تشكيلة من 28 لاعبا، جمعت، بشكل مدروس، بين عناصر ذات خبرة وشبان واعدين، منهم 16 لاعبا شاركوا في النسخة الأخيرة من ال"كان" بكوت ديفوار. ويتطلب الأمر من هؤلاء العناصر توظيف خبرتهم لفائدة المنتخب، وتفادي الأخطاء السابقة؛ بهدف خوض المباريات بتركيز، وفعالية أكثر، في وقت تعرف القائمة تواجد 12 لاعبا لأول مرة في كأس إفريقيا.
ويتعلق الأمر بالحارس لوكا زيدان، واللاعبين رفيق بلغالي، ومهدي دورفال، وجوان حجام، وسمير شرقي، وحيماد عبدلي، وعادل بولبينة، ورضوان بركان، ومنصف بكرار، وإبراهيم مازة، وإيلان قبال، وأنيس حاج موسى. وهي العناصر الواعدة في المنتخب الوطني، والمرشحة لتكون المستقبل المشرق لكرة القدم الجزائرية في الفترة المقبلة؛ إذ سيسعى بيتكوفيتش للاستثمار في حماس هؤلاء اللاعبين الجدد، ورغبتهم القوية في التألق إفريقيّا لتحقيق أفضل إنجاز ممكن في هذه المنافسة، خاصة أن الجزائر متعودة على التألق خلال نسخ كأس إفريقيا التي تجري في شمال إفريقيا.
وأوقعت القرعة المنتخب الوطني ضمن المجموعة الخامسة، إلى جانب كل من بوركينافاسو المنافس الأبرز على صدارة المجموعة، إضافة إلى منتخبي السودان وغينيا الاستوائية. وتُعد المباراة أمام "الخيول" البوركينابية المبرمجة يوم الأحد 28 ديسمبر بداية من الساعة السادسة والنصف مساء، موقعة مفصلية من أجل اعتلاء الصدارة.
وفي ما يخص التحضيرات فقد اكتفى الطاقم الفني بخوض مباراتين وديتين شهر نوفمبر الفارط بمدينة جدة، حيث فاز "الخضر" في اللقاء الأول على منتخب زيمبابوي (3-1) قبل التأكيد أمام السعودية (2-0). وسمحت هاتان المواجهتان بإجراء بعض التعديلات التكتيكية، وتعزيز الثقة داخل المجموعة قبل خوض الاستحقاق القاري.
يشاركون للمرة 21 في المسابقة القارية
مسيرة حافلة ل"الخضر" وإنجازات تاريخية في شمال إفريقيا
يستعد المنتخب الوطني لدخول غمار كأس إفريقيا 2025، التي تُفتح اليوم في المغرب بإرث تاريخي في هذه المنافسة ،التي سبق أن تُوج بلقبها مرتين عام 1990 و2019 ، بميزة إحراز اللقب في شمال إفريقيا. المرة الأولى في الجزائر. والثانية في مصر، ما يفتح شهية زملاء عيسى ماندي قبل خوض التجربة الحالية في شمال إفريقيا مرة أخرى، في وقت سجل "الخضر" بعض الأرقام المميزة في المسابقة القارية عبر تاريخ مشاركاتهم في هذه البطولة.
ويلعب "الخضر" النسخة 35 من كأس إفريقيا في المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات السودان وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية. ويبدأ مشوار "محاربي الصحراء" في كأس أمم إفريقيا 2025، يوم الأربعاء 24 ديسمبر أمام منتخب السودان، ثم أمام بوركينافاسو في 28 من نفس الشهر، قبل أن يختموا دور المجموعات بملاقاة غينيا الاستوائية يوم 31 ديسمبر. ويشارك المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا للمرة 21 من أصل 33. وكانت أول مشاركة له في النسخة السادسة عام 1968 بإثيوبيا. وخرج حينها من الدور الأول في مجموعة، ضمت كوت ديفوار وأوغندا وإثيوبيا، بتلقيه خسارتين مقابل فوز وحيد، قبل أن يغيب عن كل النسخ الخمس اللاحقة (1970 - 1972 - 1974 - 1976 - 1978) لفشله في التأهل عبر التصفيات، لكن في النسخ 13 التالية من كأس أمم إفريقيا، تمكّنت الجزائر من التأهل إلى جميعها بنجاح بداية من نيجيريا 1980، حينما حققت الوصافة إلى تونس 2004، حيث وصل "الخضر" إلى الدور ربع النهائي.
وتمكن المنتخب الوطني من التتويج بلقب كأس إفريقيا مرّتين، وفي النسخ التي جرت في شمال إفريقيا، الأول في نسخة 1990 التي استضافتها الجزائر بعد الفوز حينها على نيجيريا في المباراة النهائية بملعب 5 جويلية، بهدف نظيف حمل توقيع شريف وجاني في الدقيقة 39، قبل أن يعود ليحرز اللقب الثاني في نسخة مصر 2019، عندما انتصر في المباراة النهائية على السنغال بملعب القاهرة الدولي، عبر هدف نظيف أيضًا، وقّعه بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية.
بطل ووصيف.. تألق كبير خلال فترة الثمانينيات
يمكن اعتبار من بداية الثمانينيات حتى عام 1990 بمثابة الفترة الذهبية للمنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا. ويرجع ذلك إلى الجيل التاريخي ل"الخضر" بقيادة رابح ماجر ولخضر بلومي وصالح عصاد، الجيل الذي تأهل إلى نسختَي كأس العالم 1982 و1986، وحقق نتائج تاريخية في المونديال. وساهم بعض اللاعبين من هذا الجيل إلى جانب مجموعة من اللاعبين الشباب، في صورة عبد الحكيم سرار والطاهر شريف الوزاني وموسى صايب وآخرين، في تتويج "الخضر" بلقب كأس أمم إفريقيا عام 1900 لأول مرة في تاريخه، تحت قيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي.
وخلال هذه الفترة من بداية الثمانينيات إلى بداية التسعينيات - حصدت الجزائر جائزة أفضل منتخب إفريقي 5 مرّات. كما وصلت إلى نصف نهائي كأس إفريقيا 5 مرّات أيضًا في نسخ 1980 و1982 و1984 و1988. وبعدها في 2010. كما تُوجت الجزائر بجائزة أفضل منتخب كرة قدم إفريقي 8 مرّات من الاتحاد الإفريقي خلال سنوات: 1980 و1981 و1982 و1990 و1991 و2009 و2014 و2019. وحصلت على مركز الوصيف في 1985 و1986 و2015.
وتمكن نجمان فقط من المنتخب الوطني من الفوز بجائزة أفضل لاعب في كأس إفريقيا، هما الأسطورة رابح ماجر بعد قيادته الجزائر للقب نسخة 1990، ولاعب الوسط إسماعيل بن ناصر عن دوره في فوز "الخضر" بلقب نسخة 2019 في مصر. ونجمان آخران فازا بجائزة هدّاف كأس إفريقيا، هما الأسطورة لخضر بلومي في نسخة المغرب 1988، عندما قاد المنتخب الوطني إلى المركز الثالث. والراحل جمال مناد في نسخة الجزائر 1990، عندما سجل 4 أهداف.
كما حصد مدربان جائزة أفضل مدرب في البطولة، هما عبد الحميد كرمالي 1990، وجمال بلماضي 2019. ومن بين 19 نسخة شاركت فيها الجزائر في كأس أمم إفريقيا، دخل لاعبوها في التشكيلة المثالية للبطولة في 9 نسخ. وكان أكبر تمثيل خلال 1990 حينما ظهر 6 لاعبين في التشكيلة المثالية، وهم: عنتر عصماني، وعلي بن حليمة، ورابح ماجر، وجمال عماني، والطاهر شريف الوزاني، وجمال مناد.