رغم كبر سنها وضعف جسدها إلا أنها أبت إلا أن تتطوع كباقي السنوات الماضية، حيث تقصد المطعم منذ الصباح الباكر وكلها أمل في طبخ أكلة شهية يفطر عليها محتاج، فتكسب بذلك أجرا... هي السيدة سعدية بوعروة ذات 72 سنة، التقتها ''المساء'' بمطعم الرحمة ببلدية المدنية، وحول عملها التطوعي أجرينا معها هذا الحوار. - بداية منذ متى تقوم الحاجة سعدية بالعمل التطوعي؟ * ؟ أقوم بهذا العمل منذ أكثر من تسع سنوات، حيث أشعر بسعادة كبيرة عند حلول شهر الصيام، لأني أكون فيه على موعد مع عمل الخير. - من يطبخ لك بحكم أنك تظلين في المطعم إلى وقت متأخر من اليوم؟ * ؟ لا أغادر المطعم حتى أنتهي من إعداد كل الوجبات، إذ أن المحتاج كغيره من العائلات، نجهز له الشوربة وطبقا آخر، في حين أعتمد على كنتي في إعداد مائدة رمضان. - أليست هذه المهمة شاقة بحكم أنك متقدمة في السن؟ * ؟ لا أبدا، سبحان الله يمنحني العمل التطوعي القوة للوقوف طول اليوم للطبخ، وأحرص على إعداد أطباق لذيذة يسعد المحتاج عند أكلها، خاصة وأن البلدية توفر لنا أجود أنواع الخضر. - بما تشعرين عند عودتك إلى البيت؟ * ؟ حقيقة ينال مني التعب، وأشعر بالإرهاق، فأستلقي قليلا، ولكني في المقابل أحس بالرضى لأن الله منحني القدرة على إسعاد المحتاجين في رمضان من خلال الطبخ لهم، وأتطلع لليوم الموالي الذي يمثل بالنسبة لي موعدا آخر مع فعل الخير. - نقترب من نهاية شهر رمضان، ما هو انطباعك؟ * ؟ الأكيد أني سأحس بحزن شديد، وسأشتاق كثيرا للعمل التطوعي.. أدعو الله فقط أن يطيل عمري لألقي رمضان المقبل وأساهم في العمل الخيري.