شيعت بعد صلاة الجمعة بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) جنازة المرحوم وزير السكن السابق عبد المجيد أوشيش الذي وافته المنية يوم الأربعاء عن عمر يناهز ال84 سنة إثر مرض عضال. وقد تم تشييع جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور إلى جانب عائلة الفقيد أعضاء من الحكومة وشخصيات عسكرية ووزراء سابقين ومجاهدين ووجوه من الحركة الرياضية إلى جانب أصدقاء المرحوم. وفي الكلمة التأبينية أبرز مدير الإتصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني العميد بوعلام ماضي مناقب الفقيد وتفانيه في خدمة الجزائر أثناء الثورة وبعد الاستقلال، مؤكدا أنه ''أحد رجالات الجزائر الأبطال الذين بذلوا النفس والنفيس لتسترجع الجزائر سيادتها واستقلالها''. كما كان المرحوم -يضيف العميد ماضي- من الذين ''هبوا لنداء الوطن منذ نعومة أظافرهم يناضلون وينشطون في سبيل عزة الوطن وسؤدده واسترجاع حقه المسلوب''. وكان جثمان القيد قد ألقيت عليه النظرة الأخيرة أمس بمقر نادي الفروسية بالعاصمة وحضر مراسم الترحم عدد من رفقائه في الكفاح المسلح إبان الثورة التحريرية والأصدقاء بإلاضافة الى عائلة المرحوم وجمع من المواطنين. أجمع رفقاؤه في الكفاح سواء في الولاية الرابعة التاريخية أو في جيش الحدود (بتونس) أن الفقيد كان يتحلى بأخلاق حميدة بين المجاهدين، مما أكسبه محبة الجميع لاسيما من حيث إخلاصه للثورة وخدمة الوطن منذ شبابه. كما اشادوا بدوره الفعال في خدمة الوطن بعد الاستقلال من خلال المناصب التي اسندت إليه جراء حنكته وقدرته على تحقيق ما يتطلع إليه مذكرين بتأسيسه للشركة الوطنية للإنشاءات الهندسية والبناء التي وصل عدد عمالها فيما بعد الى 50 ألف عامل. وقد توالت برقيات التعازي إثر وفاة الفقيد أوشيش حيث عزى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عائلة الفقيد، كما قدم السيد عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني وباسم كل اطارات وافراد الجيش الوطني الشعبي من ضباط صف وجنود ومستخدمين مدنيين باخلص عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة الى عائلة الفقيد، متضرعا الى المولى جل وعلا ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جنانه.كما اعرب وزير الشباب والرياضة السيد هاشمي جيار وكافة اطارات وعمال الوزارة لأسرة الفقيد ولكافة اصدقائه ولكل الحركة الرياضية عن اخلص التعازي واصدق المواساة، واصفا المرحوم بصاحب التاريخ النضالي الكبير والمسيرة الطويلة في خدمة الوطن والرياضة. وولد المجاهد عبد المجيد أوشيش يوم 24 أكتوبر 1926 ببرج بوعريريج حيث التحق في السنة العاشرة من عمره بالكشافة الإسلامية الجزائرية التي تشبع فيها بالروح الوطنية. وبعد مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 تم توقيفه وتحويله مع رفقائه إلى معتقل جنان بورزق بمنطقة بشار. وبعد إطلاق سراحه في نوفمبر 1945 التحق فيما بعد في 1956 بالثورة المسلحة بمنطقة الأخضرية بالولاية التاريخية الرابعة. وفي أفريل 1957 أصيب في إحدى المعارك ضد العدو ليلقى عليه القبض بمنطقة بودواو ويتم سجنه بسركاجي بالعاصمة قبل نقله إلى سجن البرواقية بعد الحكم عليه بالسجن.