القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي يضع حدا للتكهنات والأوهام التي راهنت على تصريحات "غير مسؤولة" لمبعوث الأمين العام الأممي بيتر فان فالسوم الذي حاول السباحة ضد التيار ليكشف عن تحيز لا يتماشى ومهمته كوسيط بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو· فالقرار رقم 1813 الصادر نهاية الأسبوع جدد تمسك المجموعة الدولية بمبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وطالب الطرفين بتكثيف مفاوضاتهما دون شروط مسبقة بغية التوصل إلى تنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية· انطلاقا من أن استفتاء تقرير المصير سيمكن الصحراويين من الإختيار بكل حرية بين الإستقلال أو الانضمام أو الحكم الذاتي· وإذا كان الاستفتاء يشمل كل الخيارات بما فيها الخيار الذي يريد المغرب فرضه على الصحراويين متجاوزا حقهم الشرعي، لماذا يخشى المغرب هذه الخطوة ويتمسك بالحكم الذاتي الذي رفضته جبهة البوليزاريو كخيار مفروض ولم تمانع أن يكون ضمن خيارات استفتاء تقرير المصير؟ إن قرار مجلس الأمن الأخير هو بمثابة إعادة مفاوضات مانهاست الأمريكية إلى السكة بعد أن حاول الطرف المغربي تحريفها وتحويلها إلى مفاوضات حول مايسمى ب "الحكم الذاتي"، في الوقت الذي تنص فيه اللائحة الأممية صراحة أن الهدف منها توصل الطرفين إلى صيغة تمكن الأممالمتحدة من الإشراف على استفتاء تقرير المصير!