القضية الفلسطينية هي لب الصراع العربي- الغربي بامتياز، وهي مصدر ما سواها من خلافات ونزاعات يشعلها الغرب في الوطن العربي أو يذكيها أو يدعم طرفا فيها على طرف آخر. هذه المفارقة يعيشها الوطن العربي اليوم بكل ما تحمله من مآسى سواء سميت ذكرى النكبة أو ذكرى تأسيس الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين قبل 60 عاما، وأذاق الشعب الفلسطيني ويلات التشرد والهجرة، ناهيك عن المجازر التي ارتكبت في حق الاهالي أثناء الغزو الصهيوني والاستيلاء على منازلهم وأراضيهم بحد السلاح والقتل الجماعي لمن لم يفر بجلده. الذكرى الستون للنكبة أو لانشاء الكيان الصهيوني عنوان مسلسل لم تنته فصوله إلى اليوم، وما تغير فيه إلا وسائل القمع والتقتيل والتجويع لما بقي من أبناء فلسطين متشبثين بالأرض مؤمنين بالقضية متحدين كل القوى التي تعمل عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا على اقتلاعهم من جذورهم والرمي بهم في الشتات. تعود الذكرى والعالم يصم آذانه حتى لا يسمع أنين المرضى ونواح الثكالى، ويغمض عينيه حتى لا يرى دموع اليتامى من أبناء الشهداء وعائلات المساجين القابعين منذ عقود في السجون الإسرائيلية.