أجواء من البهجة والحبور عاشها جمهور قاعة الأطلس الذي ملأ المكان سهرة الخميس، حيث جاءت العائلات والشباب لمشاركة عاشق الجزائر فرحة تكريمه بعد سنوات من الغربة التي تطرق إلى مرارتها في أغانيه التي يحفظها الكبار والصغار عن ظهر قلب، ولم يحرم صاحب رائعة «المنفي” جمهوره الغفير من تقديمها لهم، كما شاركه فرحته نخبة من مطربي الأغنية القبائلية والشعبي، حيث منحته وزيرة الثقافة درع التكريم وبرنوسا أبيض، وسط تصفيقات حارة استمرت طويلا. سهرة تكريم الفنان القدير اكلي يحياتن كانت مليئة بالمفاجآت السارة التي أعجبت الحضور، حيث كانت البداية بعرض فيلم وثائقي حول مشوار الفنان بمبادرة من المطرب فؤاد ومان، تطرق من خلاله إلى البداية الفنية للهرم انطلاقا من حالته الاجتماعية كونه وحيد أمه تربى في ظروف قاسية، حيث توفى والده وعمره 3 سنوات ثم غادر قرية اث منداس (دائرة بوغني) إلى العاصمة وعمره 12 سنة، ثم سافر إلى باريس للبحث عن عمل قار، كما تعرض لمعاناته في سجن الاستعمار الفرنسي وعكس كذلك معاناة إخوانه في السجون الاستعمارية، وقد ألهمه مكوثه هناك العشرات من الأغاني الرائعة والخالدة. تعاقب على المنصة مجموعة من المطربين الذين قدموا أغاني مختلفة من ربيرتوار الفنان الثري الذي تجاوز ال100 أغنية، وأخرى من أغانيهم منهم الفنان احسن نايث زعيم، ناصر مقداد، امال زان، فريد فراقي، والفنان الكبير لونيس ايت منقلات، ومن بين الأغاني التي أطربت الحضور ”ازريغ الزين دي مشلي” (رايت الجمال في ميشلي)، أغنية الدا آكلي المعروفة وأغنية ”جاحغ بزاف دمزيان” التي تحكي مرارة الاغتراب في سن الزهور، والتي سجلها الفنان سنة 1959 في فرنسا، وأغنية «ايناس اوغريب” (قل للمغترب)، ”أناس املعيون الطاوس” (قولو لصاحبة العيون الطاوس)، وأغنية «الفراق بزاف يوعار”. كما قدم الفنان لونيس، من جهته، أغنية تكريمية خاصة لاكلي يحياتن بعنوان ”افنان” (الفنان). وقلدت وزيرة الثقافة درع التكريم للفنان الذي وهب حياته للفن والقضية الجزائريين، ولم يخش في نصرة الوطن سجنا ولا جلادا، كما سلمته برنوسا وبريا أبيض اللون تقديرا لما أعطى للوطن وأهله. وبعد أن شارك الفنان محبيه في ترديد أغنيته الخالدة ”يا المنفي” بما تحمله من معان تعكس الثقة المطلقة في الله عز وجل بأنه إلى جانب المظلوم وإن قسى الزمان، رفقة كوكبة من الفنانين الحاضرين، وبناته أيضا اللائي صعدن إلى المنصة وشاركنه فرحة التكريم صورة وصوتا، قبل أن يشكر وزارة الثقافة والسيد بن شيخ مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والجمهور الغفير الذي غصت به القاعة على هذا التكريم.