يشكل تطبيق الاحتراف وإعطائه مكانته اللائقة، في التصور الخاص بتطوير كرة القدم في الجزائر أكبر تحد ينتظر الفاف الجديدة، خاصة وأن هذا النوع من التسيير الرياضي، مرت على تجربته في الميدان، ثلاث سنوات، ولم يعط نتائج ملموسة، لاعلى مستوى الهيئات الفيدرالية ولا على مستوى الأندية التي لم تغير من نمط تسييرها، وتبين أنها غير قادرة على تبني الاحتراف بدون مساعدة مالية كبيرة من الدولة . وكان تطبيق الاحتراف من بين المسائل الهامة التي تطرق إليها أعضاء الجمعية العامة في النقاش الذي سبق عملية انتخاب محمد روراوة رئيسا جديدا للهيئة الفيدرالية، وقد اعترف هذا الأخير بصعوبة تطبيق الاحتراف، مؤكدا أن إرساء قواعد هذه السياسة لا يمكن أن تتحقق في ظرف زمني قصير بقدر ما يتعين أخذ الوقت الكافي لتجسيد الأهداف المرجوة منها . إلا أن روراوة حاول إبعاد مسؤولية هيئته في فشل الاحتراف، وألقى اللوم بالدرجة الأولى على الأندية عندما قال : ”هناك أندية مستعدة للدخول في عملية الاحتراف وأخرى غير قادرة على مسايرة هذه السياسة الرياضية الكروية .” وتؤكد مصادر ملمة بملف الاحتراف، أن الاتحادية تستعد لاقتراح على وزارة الشباب والرياضة، تطبيق الاحتراف سوى على الأندية المنتمية إلى الرابطة الأولى، في حين أن الأندية التي تنشط في الرابطة الثانية، يطبق عليها نظام النصف احترافي، و يقع وجه الاختلاف بين النظامين في الجانب المالي بشكل خاص، لأن من شأن هذا القرار، أن يخفف الأعباء على الدولة ويسهل من مهمة الفاف في التكفل جيدا بهذا الملف الشائك، الذي تعرضت بسببه إلى انتقادات لاذعة من الأوساط الكروية التي اتهمتها بتطبيق قانون احترافي خالي من تصور حقيقي، وألقت اللوم على رئيسها لتسرعه في تطبيق الاحتراف دون مراعاة أشياء كثيرة لها علاقة مباشرة بنجاح هذه السياسة الاحترافية . وقد أقر روراوة بهذا الفشل أمام أعضاء الجمعية الانتخابية التي جددت فيه الثقة الخميس الفارط بنزل الشيراطون حينما قال : ”تطبيق الاحتراف يتطلب فعلا بعض الوقت، ولنا أن نستدل في هذا الشأن بالفترة الزمنية الطويلة التي استغرقت فيها البلدان الأوربية لإنجاح مشروعها في هذا الجانب، لذا يجب مراجعة كل ما عملناه بخصوص تطبيق الاحتراف من خلال دراسة تطبيق الاحتراف سويا مع وزارة الشباب والرياضة وإعداد مسودة جديدة نسير عليها في المستقبل . إلا أن رئيس الاتحادية، أوضح أن تطوير ملف الاحتراف مرتبط أساسا بضرورة تشييد مراكز التكوين التي لم تستفد منها لحد الآن عدة أندية، وقال في هذا الصدد، أن كل ما يمكن أن يقترحه هو أن تقوم الدولة بتشييد هذه المراكز وأن تسلمها للأندية المعنية بتطبيق سياسة الاحتراف على مستواها . ولم ينس رئيس الاتحادية الحديث عن أهمية تطوير المنشآت الرياضية، حيث ركز على ضرورة إتمام تلك الموجودة في طور الإنجاز، وأشار قائلا في هذا الشأن :«نطمح إلى إنجاز مركز طبي بكل المواصفات الدولية، ولدينا برنامجا طموحا مع وزارة الشباب والرياضة، حيث ننتظر إنشاء مراكز فنية جهوية ومركز فني وطني في بوينان، إضافة إلى تشييد فندق من خمس نجوم على مستوى مقر الاتحادية . وتحدث روراوة من جهة أخرى عن الأمن في الملاعب، فأكد أن الشرطة ستكون دائما حاضرة في الملاعب ريثما يتم إنشاء شركات تتكفل بتكوين أعوان الملاعب .