يشكل العمل الجمعوي دعامة للمجتمع؛ حيث يعمل على خلق الأجواء الملائمة لتأطير الشباب وجعله فعالا في بناء مجتمعه، كما إنه يفتح المجال أمامه للإبداع وإبراز قدراته على الابتكار من جهة، واندماجه في العمل التطوعي لصالح مجتمعه من جهة أخرى. حول هذه النقاط كان ل “المساء” حوار مع دحمان ملاح شاب من الرحمانية رئيس جمعية نشاطات الشباب “تواصل”. عرّفنا بداية بالجمعية التي ترأسها ومتى تأسست؟ الجمعية تأسست في 2011 على يد 15 شابا وشابة، كما تضم في صفوفها شبابا وشابات من مشارب مختلفة يحملون مؤهلات علمية وأكاديمية وبعض الخبرة في العمل التطوعي، الذي يحتاج إلى التأطير ليؤتي ثماره على أكمل وجه. وهناك حوالي 200 عضو آخر انضموا إلينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وما هي أهم أهداف الجمعية الفتية؟ أهداف جمعيتنا أساسا موجهة نحو الشباب عموما بغضّ النظر عن أمكنة وجوده، فمن جملة الأنشطة الموجودة في أجندة الجمعية تحقيق التفاعل والتواصل الفعلي بين شباب مختلف ولايات الوطن، فجمعيتنا تسعى إلى بناء جيل قادر على تمثيل نفسه وأخذ دوره على مختلف المستويات لبناء مستقبل أفضل له، ونحن نسعى ضمن الملتقيات التي نعمل على تنظيمها هنا وهناك بإشراك خبراء في عدة تخصصات، للحرص على إعطاء الشباب الحاضرين نصائح وتوجيهات ليكونوا قادرين على بناء مجتمعهم.
ومن الذي يقوم على اختيار مواضيع الملتقيات والمشاركين فيها؟ تقوم الجمعية العامة للجمعية بذلك، ونحن نعمل بالإمكانات المتاحة لدينا وأيضا بفضل تعاون السلطات المحلية لبلدية الرحمانية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة للعاصمة، ناهيك عن النشطاء والأعضاء المنتمين إلى جمعيتنا، الذين يسهر كلٌّ من جهته على دعم برنامجنا. أعطيكم مثالا عن مشاركة جمعيتنا في الحملة التحسيسية حول صحة الفم والأسنان بثلاث مؤسسات تربوية بالرحمانية، وقد شارك فيها أطباء أخصائيون وتربويون لفائدة صحة التلاميذ. وهناك أيضا في برنامجنا ضمن الثلاثي الجاري من 2013، تنظيم محاضرة حول أهمية الاتصال الشبكي في المجتمع، ستقام بدار الشباب للرحمانية، تشرف عليها الجمعية بالتنسيق مع متخصصين في الأنترنت من مؤسسات خاصة، إضافة إلى تنظيم محاضرة قريبا حول التغذية السليمة في الحياة عامة وعند الأطفال خاصة، سيشارك فيها أطباء وخبراء في التغذية، إلى جانب تنظيم خرجات ترفيهية لصالح شباب الرحمانية، التي هي منطقة معزولة نوعا ما بدائرة زرالدة وتسجل نقصا في النشاطات الترفيهية لصالح الشباب، ونحن نسعى لسد هذا الفراغ حتى لا يضيع الشباب ويجنح نحو الآفات الاجتماعية.
وهل تلقون الصدى وسط هؤلاء الشباب؟ أكيد، نحن نعمل وفق خطة اتصال مدروسة، فجمعيتنا تحمل اسم تواصل، وحتى تنجح فإننا رفعنا شعار العمل الميداني وجها لوجه؛ بمعنى أننا لا ننتظر أن يتصل بنا الشباب وإنما نتوجه نحن إليهم في الأحياء وفي الساحات، فأينما يكونوا نتوجه إليهم، إذ نعرّفهم بجمعيتنا ونستميل اهتمامهم نحو أنشطتنا المختلفة، وقد وجدنا تجاوبا كبيرا من طرفهم. وجمعيتنا تسعى دائما إلى نشر الوعي الفردي والجماعي عن طريق فتح المجال أمام الشباب للتعبير عن رغباتهم ومحاولة العمل على تحقيق ولو جزءا بسيط منها؛ تبعا لإمكانات الجمعية وحدود مجالها، فمثلا نعمل بالتنسيق مع السلطات المعنية لبلديات أخرى ودور الشباب بولاية الجزائر وبعض الولايات الأخرى، على تنظيم رحلات سياحية واستكشافية بين الشباب من أجل خلق روابط الصداقة بين الشباب الجزائريين.
وماذا تضيف “تواصل” لشباب حي الرحمانية؟ تعمل على تلقين كافة الشباب روابط أخلاقية واجتماعية من خلال مساعدتهم كأفراد في نموهم الفكري والعقلي حينما تعمل على تنظيم محاضرات وندوات، مثلما ذكرنا آنفا، فتلبّي بذلك حاجات الشباب المتعطشين للعلم والمعرفة، وكذلك بتحقيق أهدافهم الاجتماعية وجعلهم أفرادا قادرين على الاندماج في المجتمع، ومن ذلك العمل على تأطير عملهم الشبابي التطوعي.
ولكن نسبة كبيرة من الشباب يعزفون عن العمل الجمعوي. بخصوص عزوف الشباب عن الانخراط في الجمعيات فله أسباب كثيرة، لعل أهمها الجهل بحقيقة العمل الجمعوي وغياب برامج تستجيب لحاجيات الشباب في التأطير والتكوين، ناهيك عن ضعف الموارد المالية، وكلها عوامل تجعل الشباب عموما يبتعدون عن فكرة تأسيس جمعيات أو حتى الانخراط في أنشطة الجمعيات، ولكن من المهم أن يدرك هؤلاء أن التغيير يبدأ لديهم أوّلا، ليتمكنوا من تغيير واقعهم للأحسن بعدها.
هل لكم كلمة أخيرة؟ ندعو الشباب لينضم إلى المجتمع المدني ويشارك في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية لمجتمعه، وليُظهر مواهبه؛ لأن فيه إمكانات مسخّرة لذلك، والجمعيات تعمل على التحسيس بأهمية هذه الخطوة. ونناشد كافة السلطات المعنية أن تدعّمنا لتقديم مساعدات للشباب بأقصى طاقة ممكنة.