صدر مؤخّرا العدد الرابع من المجلة السنوية ”قراءة في احتفال” عن محافظة المهرجان الثقافي المحلي لولاية الجزائر، ضمن فعالياته التي نظمت من 15 إلى 27 أوت 2013، تقف المجلة عند الإنجازات التي حقّقها المهرجان في طبعته الرابعة من زيادة في المواقع وتوسّع في فضاءات نشر الانتعاش الثقافي عبر مختلف بلديات العاصمة. يثمّن العدد ما تمّ إنجازه في هذه الطبعة مقارنة بطبعات السنوات الفارطة، وهو الأمر الذي يشجّع على المضي قدما لترسيخ مسيرة المهرجان وإذكاء فعالياته، خاصة فيما يتعلق بالمقروئية، بالتالي محاولة توطينها في مجتمعنا الجزائري بأكمله. تطرّق العدد إلى تفاصيل عملية تحضير هذه التظاهرة التي تكفّلت بها محافظة المهرجان المدعمة بتجربة وخبرات ميدانية اكتسبتها من الطبعات الثلاث السابقة، ليتمّ أولا مضاعفة عدد المواقع التي تستقبل التظاهرة، مما أضفى المزيد من الانتعاش الثقافي الممتد عبر عدة بلديات بالعاصمة، وهكذا عم الترفيه والمطالعة ليأخذ كلّ مشارك حظه من الأنشطة في جوّ بهيج منشرح يلفه البعدان التربوي والنفسي. انطلقت عملية التحضير في شهر مارس بعقد عدة اجتماعات عملية لأعضاء محافظة المهرجان، ثم امتدت إلى السادة رؤساء البلديات بهدف تعيين الفضاءات التي تنصب فيها المواقع، وفور انتهاء هذه العملية تمّ الانتقال إلى مجال التأطير بعد استقدام العناصر الكفأة لضمان تغطية جيدة في عشرة مواقع، ليتم بعدها الدخول في عملية وهي الإعلام، التوجيه والتكوين . روعي أيضا في التنظيم حسن البرمجة ودقة المنهجية ورشاد التوجيه وفعالية التنفيذ عبر كلّ البلديات المحتضنة للفعالية (عين البنيان، أولاد فايت، بابا احسن، الدويرة، السحاولة، باب الزوار، بئر التوتة سيدي موسى وابن طلحة). الانطلاق كان بحفل الافتتاح عبر كل المواقع، نشّطه فنانون، مسرحيون ومهرّجون، علما أنّ الأطفال غصّت بهم وبأوليائهم مساحات العرض، والتحق الصغار بالورشات، حيث انتظرهم المنشّطون المدعّمون بخطط تربوية مدروسة ترغبهم في المشاركة وتشجّعهم على المداومة، مع التركيز على الفعل القرائي وأداء المطالعة. فضاء التعبير الكتابي خصّص له حيز كبير باعتباره ثمرة المطالعة، وسمي ب«التعبير الكتابي” أو ”الوضعية الإدماجية”، يهدف إلى توجيه الأطفال نحو استخدام الكفاءات اللغوية المكتسبة وفق مقتضى قواعدها في الإنتاجات الكتابية وضمن الوضعيات الإدماجية المقترحة بلغة سليمة صحيحة رسما ومبنى ومعنى. ونظرا لأهمية الموضوع وتأكيدا لما استخلص من الإنتاجات الكتابية للأطفال أثناء هذه المهرجانات، خصّص الأستاذ أحمد جاوت - عضو محافظة المهرجان مكلّف بالإعلام والتوجيه - ملفا خاصا بالتعبير الكتابي لأهميته القصوى في العملية التربوية. خصصت المجلة مساحة واسعة لكتابات الأطفال وقدّمتها كما كتبت تماما مرفوقة برسومات وصور فوتوغرافية للأطفال المشاركين، ومن بين ما نشر نجد مثلا ”أسامة والغابة”، ”الشجرة”، ”فصل الربيع”، ”النملة والصرصور”، ”البيئة” وغيرها من النصوص الجميلة التي تحمل بصمة البراءة . في المجلة مساحة أخرى لوقفات ودراسات تتناول عالم الطفل من حيث متطلباته التربوية، النفسية والاجتماعية، مع إعطاء حيز خاص بموضوع المراجعة في إطار بيداغوجي يخدم المعلم والأولياء، كما التفت العدد أيضا إلى الأولياء الذين حرصوا على مرافقة أبنائهم وتشجيع المؤطرين، وسجلوا انطباعاتهم وملاحظاتهم في السجل الذهبي، حيث نشرت أحد الانطباعات المدوّنة، ونشرت صورا فوتوغرافية لمختلف فعاليات المهرجان، كان للأطفال حضور كامل فيها سواء في جلسات القراءة أو في مختلف النشاطات التربوية.