يعود عيد الاضحى المبارك ليطل علي الامة الاسلامية كل عام في العاشر من ذي الحجة ومعه تعود عادات وتقاليد كل منطقة في الطبخ لارتباطه بالاضحية لتبرز اطباق تقليدية اثبتت احقيتها تواجدها على موائد العائلات المداينية بقوة وبدون منازع حيث تتفنن ربات البيوت بولايةالمدية وبلدياتها 64، خلال أيام عيد الأضحى، في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ المداني منها البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة، وخصوصا العصبان. هذه الأطباق الشعبية لا يكاد يمر العيد دونحضورها على المائدة في اليوم الأول من العيد، حرصا من العائلات المحافظة على التقاليد، وإرضاء رغبات عشاق تلك الأطباق والأكلات، لكن بالمقابل هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والجهاز الهضمي تجنبا لتنظيفها وإعدادها معتبرين ذلك من الأعمال الشاقة ليكون الحل في الأخير هو التصدق بها للعائلات التي لم تقو على اقتناء كبش العيد ولا تزال بعض العائلات في المدية تحرص في الحفاظ على التقاليد العريقة خلال المناسبات الدينية، منها عيد الأضحى المبارك الذي تلجأ فيه معظم العائلاتإلى نحر الأضحية والتركيز على التقيد بالعادات الخاصة بها، منها صيام رب البيت عن الأكل من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد والإفطار على ربيبة كبد الكبش الذي قام بنحره، وهو ما أكدته حفيظة التي صرحت لنا ان زوجها يقوم باكرا ليذهب إلى المسجد وبعد العودة مباشرة يستعد لنحرالأضحية، في حين اقوم انا مباشرة بعد سلخ الاضحية بالتحضير لطهي ربيبة كبد الكبش وهي الجزء الاصغر من كبد الكبش لتفطر عليها العائلة، خصوصا زوجي الذي يصوم إلى غاية الإفطار بالكبد وغير بعيد عن ذلك التقينا بالام خالتي خدوجة والتي بتمسكها بالعادات التقليدية فمن الأساسيات طهي طبق البوزلوف في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى الدوارة فيما أشارت سميرة أن أكلة العصبان المتعبة في عملية إنجازها لا بد من وجودها، فيما ركزت الحاجة رقية البالغة من العمر 65 سنة أنها منذ كانت صغيرة لم يفت عيد أضحى دون تحضير طبق العصبان فأصبح اليوم من مستلزمات العيد قائلة أقوم قبيل العيد بشراء كل البهارات ومستلزمات الطبق لتحضيره يوم العيد مشيرة إلى أنه رغم أن طريقة تحضيره جد المتعبة فلن أتخلى عنه كطبق رئيسي في العيد وما شد انتباهان ونحن بصدد اعداد هذا العمل ان العاملات أكبر المتخليات عن أكسيسوارات الكبش على غرار الدوارة والبوزلوف لدى حديثنا إلى بعض النسوة بشوارع المدية واستفسارنا عن حقيقة بعض العائلات التي تخلت بعض العادات التقليدية خلال عيد الأضحى المبارك اكدت شريفة وهي عاملة بإحدى المؤسسات الخاصة أنها لا تقوى على تنظيف البوزلوف خصوصا أن زوجها ليس من محبي الطبق فتستغل عوز بعض العائلات التي لا تقوى على شراء كبش العيد لتقوم بالتصدق عليها بالدوارة والبوزلوف. من جانبها، قالت نجاة إنها باعتبارها تعمل سكرتيرة باحدى المؤسسات العمومية فهي تهتم كثيرا بجمال يديها فتتفادى تنظيف رأس الكبش والدوارة، معتبرة عمل تنظيفها جد شاق ويمكن التخلي عنه للناس الفقراء الذين لا يقوون على شراء الكبش أما اسماء فصرحت لنا إنها لا تقوى على شم الرائحة التي تنجم عن حرق صوف الكبش عند التخلص منها في الرأس ولذلك السبب تعطيه للجارة وغير بعيد عن ذلك أكدت مليكة والتي تتواجد أمها بالبقاع المقدسة أنها ستقوم بتصديق اكسيسوارات الكبش لأن الوالدة من كانت تقوم بتلك الأعمال من تنظيف وطهي بينما اكدت وفاء وهي عروس جديدة انها بالرغم من كرهها لتنظيف الدوارة والبزلوف الا انها وجدت نفسها مرغمة صبيحة يوم العيد على تنظيفهما والسبب هو انه جرت العادة على ان العروس هي من تقوم بتنظيف الدوارة وتشويط البوزلوف في عائلة زوجها . لكن الاكيد انه ليس كل العاملات من يتخلين عن اكسسوارات كبش العيد المتمثلة في بوزلوف والمعدة والرئة والطحال فبعضهن صرحن لنا انهن يقمن باحضار البكبوكة والبوزلوف والعصبان وبطرق عصرية رغبة منهن في تغيير نكهة الاطباق التقليدية . م.ب