قالت درة زروق الممثلة التونسية- المصرية على هامش الدورة 25 لأيام قرطاج السينمائية أن التطورات في المنطقة العربية تجعلها "أكثر تشبثا بالعروبة". قرطاج تحتفي بالدورة 25 لمهرجانها السينمائي وقالت بأنها تحلم أن تكون نجمة عالمية لكن التطورات في المنطقة العربية بالشكل القاتم الذي هي عليه تجعل منها أكثر تشبثا بالعروبة وإصرارا على تقديم نموذج لوطن عربي مغاير تماما للصورة التي تنقلها وسائل الإعلام الإخبارية. ودرة زورق (34 عاما) متحصلة على ماجستير في العلوم السياسية، وقد بدأت كممثلة تونسية لكن طموحها قادها إلى الهجرة نحو مصر حيث سجلت حضورا لافتا في عديد الأفلام والمسلسلات المصرية وآخرها مسلسل "سجن النساء".
كيف هي الدورة 25 لأيام قرطاج السينمائية؟ اختيار إدارة المهرجان للأفلام هو دائما اختيار موفق من وجهة نظري. فهنالك تقاليد راسخة تستوجب دائما حضور الأفلام العربية والمتوسطية والإفريقية وهو ما يتحقق فعلا. وبالنسبة للدورة الحالية أعتقد أن هناك خطوة إلى الأمام وتنظيم مشرف وحضور مشرف لنجوم عربية (المصرية منه شلبي، الأردنية صبا مبارك، واللبناني بيار أي صعب...). كما تدير المهرجان درة بوشوشة وهي منتجة أفلام تونسية، لكننا لم نصل بعد إلى التميز.
لماذا تلاحق الانتقادات دائما السينما التونسية؟ السينما التونسية وللأسف محدودة جدا رغم أنها تسافر للمهرجانات وتحصد الجوائز خارج حدودها الوطنية مثلما توج فليم "باستاردو" لنجيب بلقاضي مؤخرا وأنا أعتبره شخصيا فيلما متميزا جدا. فصحيح أنه لدينا تجارب كبيرة حيث أثبتنا قدرات إبداعية في السينما العربية كفنانين ومخرجين لكننا لم نكسر بعد الطوق المحلي. والسينما التونسية لا تزال رهينة دعم وزارة الثقافة، كما أن القاعات السينمائية قليلة جدا، ومعظمها أغلق أبوابه وإقبال الجمهور لا يغطي كلفة الانتاج. كذلك ليس بالإمكان عرض الأفلام التونسية في بلدان أخرى بسبب اللّجهة. نحن باختصار لم نجعل بعد من السينما في تونس سينما تجارية ونواجه مشاكل في صناعة السينما. وأنا أدعو الممولين ورجال الأعمال إلى أن يكونوا فاعلين في السينما ومثلما يستثمرون في مجال الرياضة وغيره أرجو أن يهتموا نوعا ما بالسينما لأن دعم وزارة الثقافة لوحده لا يكفي والقطاع الخاص يمكن أن يحقق شيئا مهما للفن السينمائي.
برأيك، ما هو واقع السينما العربية وأي مستقبل لها؟ السينما العربية تزخر بقدرات وإمكانيات بشرية فنية مهمة، لكن يمكن تنقصها قليلا الامكانيات المادية. أيضا الأحداث السياسية التي نعيشها الآن مثل الثورات والحروب كلها مؤثرة في السينما العربية. ففي الوطن العربي انقسامات وتقسيمات وإرهاب وتطرف وواقع السينما العربية بدأ يتشكل من جديد فكثير من الأشياء تغيرت. ونحن نحاول أن نفرض في السينما شيئا مغايرا فمهم جدا في الوطن العربي وفي تونس التي تعتبر جزء منه، مهم جدا أن نعطي فكرة للعالم مغايرة لما يتداول في الأخبار والقنوات الإخبارية من صورة قاتمة للواقع العربي، فدائما الاحداث دامية وصعبة ولا تعطي ذلك الوجه الجميل. وأعتقد أنه على الفنانين والنجوم أن يعملوا أحيانا على أن يعطوا الوجه المغاير للواقع العربي الذي يعكس الحضارة العربية وأجواء السلام والمحبة لأنها تلك هي فعلا ثقافتنا وحقيقتنا. وكل ما هو تطرف وإرهاب دخيل علينا كتونس ومصر ولبنان وكذلك سورية أرض الفن والإبداع التي يدمرونها الآن ويقصفونها.