ما يزيد عن 60 هيئة إعلامية دولية من القارات الخمس أوفدت مراسيلها الخاصين لتغطية الانتخابات الرئاسية بالجزائر والمزمع إجراؤها غدا الخميس، "المستقبل" اقتربت من وفود الصحافيين الأجانب الذين حلوا بالجزائر في غضون الأيام القليلة الماضية. لمعرفة انطباعاتهم الأولية وطريقة عملهم، والملاحظ أن بعض الوفود الفرنسية اقتصرت زيارتها على ما يعرف ب "تائين وبائين" تيبازة، تيزي وزو وبومرداس والبليدة، غير أن فيهم من قرر الغوص في العمق الجزائري شأن صحفية "لوماند ديبلوماتيك" فلارنس بوجي قررت الولوج إلى ما يقارب 800 كلم من العاصمة بحثا عن السبق بعيدا عن الحدث وحطت بولاية ورقلة واصفة إياها بقلب الاقتصاد الجزائري. حساين أحمد (صحفي القناة الفرنسية فرانس 24) ل "المستقبل": الصحافة المكتوبة في الجزائر تتمتع بحرية التعبير أكثر من الصحافة السمعية البصرية اعتبر الصحفي الجزائري حساين احمد والعامل بالقناة التلفزيونية "فرانس 24" أن مستوى الخدمات بالمركز الدولي للصحافة كان جيدا وكذا الاستقبال، لكنه من جهة أخرى أشار إلى أن انعدام المترجمين على مستوى المركز لترجمة الندوات الصحفية التي نشطها المترشحون للانتخابات الرئاسية وهو الأمر الذي لم يسمح للصحفيين الأجانب لحضور تلك الندوات الصحفية للاطلاع أكثر على برامج المرشحين الستة، أما بخصوص جس نبض الشارع الجزائري فيرى أن الناس تحدثوا معه ومع الصحفيين الآخرين الذين رافقوه من القناة بكل بحرية وتكلموا عن الايجابيات والسلبيات في الحملة الانتخابية، وقال بأن الناس كانوا متذمرين بشأن عدم معرفتهم الجيدة بالمترشحين الآخرين، وأضاف قائلا بأن ما لاحظه أثناء جولته في العاصمة أن صور المترشح عبد العزيز بوتفليقة تملأ الشوارع والأمكنة أكثر من صور المترشحين الآخرين، وقال إن التساؤل الكبير يكمن في نسبة المشاركة. من جهة أخرى أشاد الصحفي حساين أحمد بمستوى الصحافة الجزائرية المكتوبة، وقال انه يوجد فعلا تغيير وحرية تعبير بعكس مجال الصحافة السمعي البصري. كما اعتبر أرمن جورجيان، صحفي انجليزي بالقناة الفرنسية فرانس 24، والذي سبق له أن غطى الانتخابات الرئاسية السابقة في الجزائر، أنه قد لامس تغييرا على مستوى الخدمات بالمركز الدولي للصحافة. صحفية إذاعة فرنسا الدولية تركز على المقاطعين للانتخابات... ولوفيغارو تنتظر النتائج وعلى غرار هذا يلاحظ أن الموفد الخاص لصحيفة لوفيغارو ينتظر نتائج الرئاسيات ليتكلم بغير قلمه، أما صحفية إذاعة فرنسا الدولية "إر في" ماري بيار ألفاند فقد قررت العمل الميداني مركزة على أحزاب المقاطعة، وحسب ما بدى فإنها تعمل بحرية مطلقة واكتفت بالقول إنها هنا لتغطية إعلامية ولن تبدي أي رأي خاص. وفد إذاعة فرنسا يبحث عن سبل بث مشترك مع الإذاعة الوطنية ويطلع على نمط عمل الصحفيين الجزائريين وخلافا لزملائه من إذاعة فرنسا فقد صرحوا لنا سعيهم إلى تغطية إعلامية ستركز بالأساس على واقع الصحافة الجزائرية أين كانت لهم زيارة لدار الصحافة الطاهر جاووت، وأعرب لنا الفريق الموفد للجزائر على انه سيبحث مع مسؤولي الإذاعة الوطنية إمكانية القيام ببث مشترك من الجزائر، ولم يتفاجأ الوفد من حجم الإمكانات التي توفرت لاعتبارات عدة منها أهمية الحدث في تاريخ الجزائر الحديث، معربين عن استحسانهم لحفاوة الاستقبال والحرية التي تميز بها عملهم، واشتكى البعض عن صعوبات واجهوها في إدخال معداتهم، مرجعين ذلك إلى الإجراءات التي تتبع ذلك. "بي بي سي" توفد مديرها للأخبار بالقسم العربي أما شبكة البث البريطانية "بي بي سي" فقد حظرت وبقوة، وهو ما يفسره إيفادها لمدير الأخبار بالقسم العربي يولاند نيل ويوسف شوملي اللذين قالا لنا في تصريحيهما إن هذه الانتخابات كانت أكثر تنظيما من العام 2004، وإن كانت الثقافة الجزائرية قد استهوت الصحفية يولاند فإن الفرق بين حدث سياسي وآخر ثقافي خط مائع، علما أن الوفد البريطاني تفاعل بشكل كبير في زيارته للجزائر. مراسل "أسوسياتد براس" يقول "أنا صديق حميم للجزائر" في حين وصف مراسل "أسوسيايتد براس "الزميل "ألفريد دومنتيسكيو" نفسه بالصديق الحميم للجزائر، معربا لنا عن أن أموره الإعلامية تسير بشكل جيد، وهو يوافق زميلة مهنته الصحفية السويدية من راديو ستوكهولم "أنيا ساهلابارغ" فقد أعجبتها الأمور التنظيمية لتسهيل عمل الأجانب والجزائريين وركزت في عملها حسبما نشرته "المستقبل" سابقا على أنها ستحاول نقل انطباع الشارع الجزائري على أمواج إذاعة ستوكهولم دون أن تغفل البطالة في أوساط الشباب وظاهرة الحرڤة بينهم. "فايننشل تايمز" تركز على النمو الاقتصادي للجزائر من جهتها، ركزت صحفية " فايننشل تايمز" هبة صالح على الجانب الاقتصادي للجزائر وبعض من الملاحظات المتعلقة بالشؤون السياسية، مرجعة ذلك إلى طبيعة عمل الهيئة التي تمثلها بحكم أنها تهتم بالشؤون الاقتصادية أكثر، معربة عن أن البترول والغاز الطبيعي لا زالا يشكلان محور الاقتصاد الوطني، وقالت إن الصناعة خارج المحروقات لا زالت ضعيفة. أوروبا الشرقية وأستراليا حاضرتان في هذه الانتخابات شرق أوروبا حاضر إعلاميا في الانتخابات الرئاسية بالجزائرية من خلال وفد من الروس وصل أمس الأول، وهم لا يختلفون عن ما سبق من الصحافيين الأجانب في اهتماماتهم، إلى جانب هذا حضرت هيئات إعلامية يابانية على غرار إذاعة "أن أش كا" والألمانية أيضا، وسيشهد -بلا شك- مركز الصحافة الدولية اليوم بالاضافة إلى مداومات الاحزاب، نشاطا مكثفا لمختلف وسائل الاعلام الوطنية والدولية التى سيحاول بعضها جس نبض الناخب الجزائري ساعات قبل موعد الاقتراع، أما البعض الآخر فسيكون منشغلا بضبط المواعيد الاخيرة قبل حلول فجر يوم جديد حيث يصمت الجميع ولا يتكلم إلا الصندوق. يتبع بلعلياء أحمد / ذهبية عبد القادر