السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أنا امرأة عمري 30 سنة.. متزوجة منذ سنة وستة أشهر، ولدي بنت جميلة عمرها ستة أشهر.. زواجي تم بعد خطوبة لمدة عام. زوجي هو من أحبني في البداية، وعندما تعرفت عليه كنت مترددة، وبعد تردد طويل وافقت عليه؛ لأني وجدت فيه مواصفات جيدة منها خوفه من الله، وطيبة قلبه، وتفانيه في العمل، وحبه الشديد لي الذي كان ظاهرا جدا للكل، فجعلني هذا أتغاضى عن بعض الفوارق منها الفارق الاجتماعي بيني وبين أهله.علما بأن زوجي متعلم ومنصبه جيد، ولكنه يحمل بعض العادات التي تربى عليها وأنا أعذره في هذا؛ لأني أعلم بأن كل شخص له طبيعته، وأحاول أن أتأقلم مع طبعه وطبع عائلته الذين هم طيبون ويحبونني.بعد زواجي أصبحت أحب زوجي أكثر من قبل؛ لأني وجدت فيه الصفات المميزة من معاملة وأخلاق، وأصبح حبي يزداد أكثر وأكثر.لكن بعد فترة أصبحت أشعر بأنه تغير عني، وحبه قل عن ذي قبل؛ فبعد أن كنت مدللة أصبح هو من يتدلل، ويتجاهلني في بعض الأحيان..أنا لا أشك في حبه الآن، لكن أريد منه أن يعاملني كما كان أولا، وأن يراعي مشاعري أكثر، فأرجو من الأخوة الأفاضل أن يبينوا لي كيف أسترد حبه وأجعله كما كان، علما بأنني غير مقصرة معه بشهادته هو، برغم أنني امرأة عاملة.والمشكلة الأخرى أني لاحظت على زوجي نظره إلى النساء، لكنني أحاول تنبيهه بطريقة غير مباشرة حتى لا نفقد الثقة في بعضنا، وأيضا أصبح يتحدث عن الزواج الثاني بطريقة المزاح. مشكلتي الأساسية: صادف وأن تعرف زوجي على فتاة أخذت عنده دورة تدريبية في فترة حملي، وكانت تشتغل في نفس المشفى الذي وضعت فيه.. الفتاة قامت بمساعدتنا خلال ولادتي كرد للجميل، لكني لاحظت تماديه في الكلام معها، وفي إحدى المرات أخبرني أنه أخذ هاتفها لأننا نحتاجها في بعض الأمور عندما نذهب للمشفى.عاتبت زوجي على تصرفه هذا، لكنه أقنعني بأن هذا الشيء لمصلحتنا.. لكن عندما نذهب للمشفى يصر زوجي على أن نذهب إليها، برغم أننا في بعض الأحيان لا نحتاج إلى مساعدتها، وعندما يراها أرى في عينيه إعجابا بها، ويصبح غير مبال بي عندها أحاول أن أكتم غيظي. في آخر مرة وجدته متصلا بها على هاتفها، فعلمت بحدسي أنه ذهب إلى المشفى.. حاولت استدراجه إذا كان ذهب إلى المشفى أم لا، لكنه استطاع التهرب.. إلى أن أخبرته بأن هناك من رآه هناك مع هذه الفتاة، فما كان منه إلا أن اعترف بذهابه، وأنه ذهب إليها لتستعجل له موعدا مع الطبيب، وأنه لم يخبرني لأنني لا أريده أن يذهب لهذا الطبيب (زوجي من النوع الذي يخاف عندما يمرض ويذهب لأكثر من طبيب).لم أقتنع برده لأنني لست من النوع الذي يغضب أو يثور فأنا هادئة في ردودي، لكنني أخذت منه موقفا، ولم أتحدث معه ليومين محاولة أن أبين له أن غضبي هذا من عدم صراحته معي وليس من ذهابه لهذه الفتاة فقط؛ لأبين له بأني أثق فيه وأن هذه الفتاة لا تعنيني، علما بأن هذه الفتاة ليست مميزة في أي شيء وليست أفضل مني، وأيضا أعلم جيدا بأن هذه الفتاة لا تحمل أي مشاعر لزوجي ولا تهتم لأمره، هذا ما لاحظته عليها وما أشعر به.ربما ترون أن الموضوع عادي بما أنه لم يتعد حدوده، أو ترون أن هذه شكوك فقط، لكن الموضوع يقلقني جدا، فحتى لو كان زوجي معجبا بها فقط ربما مع الوقت يصبح يحبها، وبما أنه أعجب بهذه الفتاة فهذا يجعلني أخاف من طبعه لأن هذا يدل على أنه سهل الانقياد.أود أن أعلم هل تصرفي معه صحيح أم يجب أن أتصرف بطريقة أخرى حتى أصرف انتباهه عنها.. بالله عليكم دلوني كيف أحافظ على زوجي وأسرتي، وكيف أملأ قلب زوجي ونظره، وأن تكون حياتي سعيدة بعيدة عن المشاكل؟. الحل سعدت كثيرا لإرسالك مشكلتك، وتوقفت طويلا عند التفاصيل التي ذكرتها.. وأسعدني تقبلك للفوارق الاجتماعية مع أهل زوجك مقابل حسن أخلاقهم وحبهم لك، وفرحت لحبك لزوجك بعد الزواج، وتمنيت أن (تسيطري) على هذا الحب أي ألا تبالغي؛ لأن التدفق العاطفي عليه وحصاره بالحب حتى لا يتجاهلك أحيانا، كما ذكرت، وأيضا حتى لا يعتاد على الإغراق في العواطف، فلابد من الذكاء في التعامل العاطفي مع الزوج، وأقصد بذلك التوازن بين الاقتراب العاطفي والابتعاد العاطفي (المحسوب) لتمنحيه فرصة (ليفتقدك)، وكي تتجدد الأشواق، فالاقتراب الشديد يقتل اللهفة؛ فتذكري ذلك دائما. أما عن رغبتك في استرداد حب زوجك ليكون كما كان قبل الزواج، فلابد من تذكر أن الحب يختلف بعد الزواج، فأنتما الآن تعيشان سويا، بعكس الوضع قبله، حيث تتقابلان لفترات قليلة، لذا فإن المشاعر تكون متوهجة، أما بعد الزواج فتهدأ، ويمكنك زيادة الحب باكتساب صداقته، والتوقف عن الغيرة التي من الواضح أنك تعانين منها، وأن (تزرعي) الثقة في زوجك بداخلك؛ فقد ذكرت خوفه من الخالق عز وجل، وحبه الشديد لك، فلماذا تثقلين نفسك بالغيرة؟!ولابد من التفرقة بين النظرة العادية للنساء والنظرة السيئة، وأخبري زوجك بأنك لا ترحبين بمزاحه عن الزواج الثاني ولكن بلطف ودون حدة.أما عن الفتاة التي تحدثت عن إعجاب زوجك بها، فربما كان معجبا بأدائها في الدورة التدريبية التي أخذتها تحت إشرافه، وهذا لا ينفي متابعة ذلك، ولكن دون تحفز أو أحكام مسبقة.ولا أتفق معك في أن زوجك سهل الانقياد لمجرد أنه يحاول الاستفادة من علاقته بهذه الفتاة أثناء ذهابه للمستشفى.ولا أرحب إطلاقا بخصام زوجك ردا على عدم صراحته معك، والأفضل إخباره بود واحترام أنك تفضلين الصراحة التامة بينكما حتى لا يتسلل إبليس اللعين لإفساد زواجكما، وكثفي الكلام، ولا تتحدثي بحدة، ولا تطيلي الكلام، ولا تنتظري الرد، ولكن اتركيه وانصرفي حتى لا يشعر أنك تريدين إجباره فيلجأ إلى العناد.أخيرا.. يمكنك ملء قلب زوجك إذا تعاملت معه على أنه (جزء) من حياتك، وواصلت الاهتمام بباقي جوانب حياتك وبابنتك وبهواياتك وصداقاتك وأسرتك، وبأن تكوني صديقته وحبيبته وعشيقته وزوجته.وأن تهتمي برشاقتك وبجمالك داخل البيت، وبأن تتعاملي معه بأنوثة ونعومة في كل تفاصيل علاقتكما، وألا تحاصريه أبدا بالحب، وأن (تسمحي) له بالابتعاد حينا ليعود إليك باشتياق، وأن (تجددي) دائما في أساليب تعاملك معه وفي مظهرك، وأن تطردي وساوس إبليس اللعين أولا بأول.وفقك ربي وأسعدك.