تعد بلدية عاصمة أي دولة في العالم ترمومترا حقيقا للسلطة، و الغالب ان يكون "عمدة" المدينة تلك من الحزب الحكام، لكن الاستثناء حصل في بلديتي وسط العاصمة حيث تخلى حزبي السلطة الأرندي و الافلان عن راسة بلديتي سيدي امحمد و الجزائر الوسطى لحزب علماني فتي و لحزب اسلامي. أسفرت الانتخابات التي جرت ببلدية سيدي امحمد عن فوز متصدر قائمة حمس نصر الدين زناسني برئاسة البلدية وذلك بعد إجراء عملية الانتخاب السري وهذا بحضور الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لسيدي امحمد والأمين العام لولاية العاصمة، وإطارات البلدية، وقد تمت عملية التنصيب للمجلس المكون من 23 عضوا، وقبل الشروع في عملية الانتخاب فسح الأمين العام للولاية المجال أمام الحضور في إعلان ترشحهم، وقد ترشح بوروينة مختار عن حزب جبهة التحرير الوطني، ونصر الدين زناسني عن قائمة حمس، وقد تم اللجوء إلى الصندوق بسبب عدم حصول أي حزب من الأحزاب على نسبة 35 بالمائة التي أقرتها المادة 80، وبالتالي فكل الأحزاب كان لها الحق في الترشح. وحسب ما أكده الفائز بالرئاسة أن هناك تحالفا بين ثلاثة أحزاب وهي الجيل الجديد الذي تحصل على ثلاثة مقاعد، والتجمع الوطني الديمقراطي على 3 مقاعد أيضا، والقوى الاشتراكية ب 3 مقاعد أيضا، إضافة إلى حركة حمس التي تحصلت على 6 مقاعد وقد شكلت هذه الأحزاب فيما بينها كتلة واحدة. وقد تم تقسيم المناصب ما بين الأحزاب المتحالفة كالآتي: نيابة لكل حزب ومندوب ولجنة وهذا يحصل الاتفاق بغية خدمة الصالح العام والوطن. كما أشار الفائز برئاسة بلدية سيدي امحمد أن الأبواب تبقى مفتوحة أمام أعضاء جبهة التحرير للمشاركة في تسيير هذه العهدة وإعطاء دفع قوي للمشاريع بالبلدية. للإشارة، عملية الانتخاب السري أسفرت عن فوز حمس ب 15 صوتا مقابل 8 لصالح جبهة التحرير الوطني. و في بلدية الجزائر الوسطى التي كان من نصيب الأرندي لعهدتني سابقتين، فاز مرشح الحركة الشعبية الجزائرية عبد الحكيم بطاش برئاسة بلدية الجزائر الوسطى، وذلك بعد تحالفات ماراطونية، رافقتها مناوشات كادت أن تفلت الأمور عن نطاقها . وقد تم الفصل لصالح عبد الحكيم بطاش ليكون رئيس بلدية الجزائر الوسطى، حيث وحسب مصادرنا فإن انقساما داخل مرشحي الأفلان رجح الكفة لصالح بطاش الذي كان يشغل منصب نائب رئيس البلدية الأسبق. وقد رافق أول أمس الأحد عملية الإعلان عن الفائز برئاسة البلدية بعد التصويت السري عدة مناوشات من طرف مناصرين لبطاش رفعوا شعارات بفوز الحركة الشعبية، قابلها أنصار آخرين احتلوا الطرف الآخر من الشارع يهللون بفوز الأفلان . حيث كادت الأمور تخرج عن نطاقها لولا تدخل عناصر الأمن لتفريق المتظاهرين .فيما أفرزت عملية التصويت فوز بطاش الذي دخل هذه المنافسة بحملة انتخابية مشهودة . وبعد أن كان في البداية النصر حليف مرشح قائمة الأفلان ميمون، ليفوز البلدية، فيما راج بعدها خبر فوز المرشح من الأفلان عظيمي، إلا أن مصادر تشير إلى أن مشرحي الأفلان المذكورين لم يكونا متفاهمين، ولم يمتثلا لتعليمة بلخادم التي تقضي بتولي منصب رئاسة البلدية لمتصدر القائمة. لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، واستغلت الحركة الشعبية هذا الانقسام في الأفلان ليكسب أصوات الأحزاب الأخرى لصلاحه، بل حتى أنه في الأخير كسب أحد أصوات الأفلان. إذ صوت ميمنون بذاته لصالح بطاش وفق "يديها عدوي أو ماديهاش خويا ".إلا أن حرب بيانات مازالت مستمرة ضد فوز بطاش، حيث أصدر اليوم مرشحو الأفلان بيانا ينددون فيعه بالطريقة التي فاز بها مرشح الحركة الشعبية .