أكدت المملكة العربية السعودية دعمها للمطلب الفلسطينى بإقامة دولته المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيه 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وأدانت بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحرم القدسى الشريف.وطالب السفير عبد الله بن يحيى المعلمى مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة فى كلمة المملكة العربية السعودية أمام مجلس الأمن فى المناقشة المفتوحة حول الحالة فى الشرق الأوسط التى نشرت اليوم الثلاثاء بالرياض - بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلى من جميع الأراضى العربية المحتلة ووقف اعتداءاتها على القدس والحرم الشريف.وقال المعلمى "إن السعودية وبحكم مسئوليتها عن المقدسات الإسلامية ورعايتها للحرمين الشريفين فى مكةالمكرمة والمدينة المنورة تنظر باهتمام بالغ وقلق عميق إلى استمرار إسرائيل فى الاعتداء على القدس وعلى الحرم الشريف بوجه خاص، والمحاولات المستمرة لهدمه وحرقه وتدنيسه وتقويض أساساته كما أنها تلفت الانتباه مجددا الإشارة إلى مخططات تنوى إسرائيل تنفيذها لتوسيع حلقة الهدم والتهجير وتكثيف الاستيطان".وأضاف أن إسرائيل تستمر فى احتلالها للأراضى الفلسطينية والعربية وعدوانها على المقدسات الدينية وانتهاكاتها للقوانين الدولية وبالمقابل تستمر الأممالمتحدة فى تجاهل نصرة الحق والسكوت عن العدوان الظالم، وعما ترتكبه إسرائيل من أعمال غير قانونية وأعمال عنف واستفزاز تجاه الشعب الفلسطينى الذى مازال يأمل فى نصرة المجتمع الدولى له وتمكينه من إقامة دولته الحرة المستقلة ضمن حدود 4 يونيه 1967 وعاصمتها القدس الشريف.وشدد العلمى على ضرورة الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلى من جميع الأراضى العربية المحتلة بما فيها الجولان العربى السورى ومزارع شبعا، وبقية الأراضى اللبنانية المحتلة.وقال السفير عبد الله بن يحيى المعلمى مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة "لقد استمرت إسرائيل فى أساليبها المقيتة المتمثلة فى الاعتداء على المقدسات الدينية والتهجير والطرد والاعتقال التعسفى وإساءة معاملة السجناء وبناء المستوطنات وتوسعاتها".وأضاف أنها قامت خلال شهر أكتوبر الجارى باقتحام المسجد الأقصى الشريف وهاجمت المصلين بالقنابل الصوتية، وقبل ذلك قام المستوطنون الإسرائيليون وقوات الاحتلال بشن أكثر من 60 هجوما على مقدسات دينية فى القدس الشريف وغيره من المناطق الفلسطينيةالمحتلة.وأكد المعلمى أن أدق وصف لعمليات الاستيطان غير المشروعة التى تنفذها إسرائيل هو أنها "سرطان" يهدد حل الدولتين، ومخالفة صريحة للقانون الدولى واتفاقية جنيف الرابعة التى تحظر على سلطات الاحتلال اتخاذ أى إجراء يمكن أن يؤدى إلى تغيير الطابع الجغرافى والديمغرافى للأراضى المحتلة.وشدد على أن السعودية تضع حل القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وتؤكد دعمها الكامل لطلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة والمنظمات التابعة لها أو المنبثقة عنها.كما شدد على ضرورة تأييد المسعى الفلسطينى فى هذا الشأن، كما أنها تستغرب الممارسات غير المنصفة التى تسعى للضغط والتهديد نحو إسرائيل لإنهاء احتلالها وإيقاف استيطانها والتفاوض بجدية نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.وبشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، قال السفير عبد الله بن يحيى المعلمى مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة "إن السعودية تتطلع باهتمام إلى انعقاد المؤتمر المزمع فى هلسنكى قبل نهاية هذا العام، وهو المؤتمر المعنى بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أنواع أسلحة الدمار الشامل".وأضاف أن السعودية تأمل من الحكومة الفنلندية ومن الدول الراعية للمبادرة إلى توجيه الدعوات لعقد هذا المؤتمر دون تأخير.وعن الشأن السورى.. أوضح المعلمى أن الوضع المأساوى فى هذه البلاد الشقيقة قد بلغ مبلغا خطيرا وأن عدد الضحايا مازال يرتفع يوما بعد يوم حيث إزدادت أعداد اللاجئين والنازحين والمشردين، وكل ذلك بسبب ما يبديه النظام السورى تجاه شعبه من صلف وإصراره على اعتبار مواطنيه أعداء ينبغى سحقهم بزخات الرصاص ونيران المدفعية وقذائف الطائرات والمروحيات.وقال "إن النظام قد تجاوز فى عدوانه حدود بلاده فأضحى يهدد أمن المنطقة بأسرها مستندا فى ذلك على الدعم العسكرى والغطاء السياسى الذى تمنحه إياه بعض الدول الكبرى ومستمرا فى المراهنة على الحل العسكرى".وأكد المعلمى تأييد السعودية للمساعى التى يقوم بها الممثل العربى الأممى الأخضر الإبراهيمى، مضيفا أنها ترى أن نجاح مهمته يستوجب التركيز على تحقيق الانتقال السلمى للسلطة والتطلع نحو مستقبل جديد لدولة سورية مدنية حديثة تتساوى فيها مختلف فئات الشعب ومكوناته الدينية والمذهبية والعرقية والأقلية فى جميع الحقوق والواجبات. .
