البلدان العربية التي كانت بالأمس بلدان مواجهة ،ليبيا وسوريا واليمن والعراق،أصبحت كل يوم في شأن،بعدما قررت أقلية من الشعب أن تطالب بمظالم قديمة ترى أن نظام الحكم هناك قد تجاهلها وغفل عليها لسنوات رغم مطالبتهم بها،غير أنه في الحقيقة هذه أكذوبة كبرى ،وخير دليل على ذلك التوقيت الخاطيء لطرح مثل هذه القضايا والمطالب خاصة فيما يتعلق بسوريا بلد المواجهة والصمود ودعم المقاومة..! وهو ما جعل كل الأنظار تتجه إليها قديما وحديثا،وينتظر أن يكون مصيرها لا قدر الله مثل الذي جرى في ليبيا حيث فلت الأمور من عقالها وما عاد لسلطان الدولة من رأي أو قول فصل،فقد بات الشارع هو سيد الموقف ولسنا ندري لصالح من قد تؤول الأمور في النهاية، وإن كان المجتمع الدولي ومن بينهم الجزائر يسعى لعودة الاستقرار وإجراء انتخابات رئاسية بها،قد ترجع من خلالها ليبيا إلى سابق عهدها..؟ إن الذي خطط ونفذ هذه الخطة الجهنمية التي أطاحت بالرؤوس والرؤساء وتحاول أن تأتي على دول أخرى بقوة السلاح وبدعم بقوات عسكرية من الخارج ،نشهد له أن مخابراته ومراكز بحثه السياسية والمستقبلية حول العالم العربي قوية جدا ولها من الخبراء ما لا يوجد في عالمنا العربي الذي ينفق معظم أمواله ودخل البترول على الكماليات والرفاهية والمواد الواسعة الاستهلاك التي قد لا تجد نفعا إذا جد الجد وواجه تدخلا أجنبيا كالذي تواجه اليوم ليبيا،ومنذ الإطاحة بالزعيم "امعمر القذافي" رحمه الله ،حيث أعيدت ليبيا إلى البدايات الأولى للقرون الوسطى..! لقد أمسى من الأكيد اليوم أن من حق كل دولة عربية امتلاك السلاح النووي كي تدافع عن نفسها وكيانها ،ذلك أنه لو كانت ليبيا في حوزتها قنبلة ذرية أو نووية كما هو الشأن بالنسبة لكوريا الشمالية ما تجرأ الحلف الأطلسي أو غيره المساس بالشعب الليبي ،ولكن نظرة العرب متسامحون ونظرتهم جد قصيرة ،ولذلك فكل قراراتهم ارتجالية ومؤقتة..؟!