لا يستغني عنها البدو الرحل بتندوف تحتل القربة مكانة هامة في التراث الثقافي لساكنة تندوف، القِرْبَة (الجمع: قِرَب) وهي وعاء أو كيس من جلد الماعز أو البقر يضم السوائل وتستخدم عادةً لحفظ الماء وتبريده في القرى النائية، التي لا توجد فيها كهرباء، وبالأخص لدى سكان الأرياف والمناطق النائية، كمنطقة لكحال وشناشان بضواحي بلدية تندوف. فريدة حدادي تعد القربة رفيقة البدو الرحل، حيث رافقتهم في حلهم وترحالهموكانت أول ما يوضع على الجمل للتمون والتزود بالماء الشروب طيلة الرحلة، تصنع القربة عادة، حسب نساء مهتمات بتراث الأجداد، من جلود الماعز وتقوم المرأة الحرفية بدبغ الجلد بالملح ومادة الصلاحية، وتركه حتى يجف ويكون قابلا للاستعمال. إلا أن الملاحظ أن القربة، بدأت تختفي شيئا فشيئا لدى سكان المدن بعد أن حلت محلها الثلاجة الكهربائية، ورغم هذا الاختفاء والعزوف الذي فرضته طبيعة الحياة بالمدن، غير أن للقربة شأنها لدى سكان البادية، حيث ما تزال الوسيلة الهامة في حفظ الماء وتبريده أيام الحر. وقد أشار السيد خطاري، من سكان البدو الرحل بضواحي حاسي مونير، يعتز بالقربة، إلى أنه يحتفظ بها في الخيمة وله قربة يضعها بجنب سيارة لاندروفر، عندما يسافر بعيدا وهي رفيقة الظمآن في صحاري تندوف الشاسعة. وقد تغنى بالقربة العديد من الفنانين بالجنوب، وأصبحت من أدبيات التراث الغنائي الصحراوي لما لعبته زمن الثورة من دور في تزويد المجاهدين بالماء الشروب في كل الأوقات، ونظرا لأهميتها في الحياة الاجتماعية يلجأ الكثيرون إلى التنقل للأسواق بالمناطق المجاورة بغية شراء القربة وإحياء تراثها العريق.