وصف تقرير اللجنة الوطنية للتربية والتكوين، التابعة للنقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، نتائج امتحان شهادة التعليم الابتدائي في ولايات الجنوب ب ‘'الكارثية''، في مقدمتها نتائج اللغة الفرنسية، وربط التقرير ضعف النتائج بظروف تدريس هذه المادة من الناحية البيداغوجية والنفسية للطفل. وتستدل اللجنة بالتأكيد على أن التلميذ في السنة الثالثة ابتدائي لا يعرف سوى أربع مفردات باللغة الفرنسية. يستند تقرير اللجنة الوطنية للتربية والتكوين على الجانب البيداغوجي والبيئة التي يدرس فيها التلميذ، ويمتد ليشمل المحيط الذي يعيش فيه التلميذ بولايات الجنوب، الذي يختلف كثيرا عن التلميذ بولايات الشمال من حيث قدرة استيعاب اللغة الفرنسية، وهي الجوانب التي أغفلتها الدراسات المعدة من قبل وزارة التربية الوطنية والمعلمين منذ بداية الإصلاحات في تحليل النتائج، ويعتبر معلمو اللغة الفرنسية عرضة للانتقاد بسبب ضعف النتائج، حسب اللجان، التي أكدت أن تحليل المعلمين يرتكز على أن المدرسة هي المصدر الوحيد لتعلم اللغة الفرنسية في الجنوب وتنتهي علاقة التلميذ بهذه اللغة بمجرد مغادرته لها، ويحضر استعمال هذه اللغة خارج المدرسة بحيث يصبح التلميذ محل تهكم إذا حاول استعمالها، ينتقل التلاميذ في ولايات الجنوب إلى السنة الثالثة وهو يميز بين أربع كلمات هي monsieur، ecole، stylo، cartable ... ويعتبر بقية مفردات وكلمات هذه اللغة غريبة عنه، الوضع الذي يدفع المعلم إلى بذل مجهود يرتكز على الحركات والتمثيل من أجل إيصال الفكرة إلى ذهن التلاميذ. .ويضيف تقرير اللجنة أن هذه الأسباب تؤدي إلى تسجيل نتائج محبطة في الامتحانات الرسمية، وهذا ما يدل على أن المكلف بإعداد الامتحانات في المرحلة الابتدائية لا علاقة له بها، ولم يطلع على البرنامج .وتستدل اللجنة بمقارنتها بين ورقة امتحان في اللغة العربية واللغة الفرنسية التي يتضح من خلالها أن الممتحن يعتمد لغتين يتعامل بهما بنفس الدرجة، وتعتبر اللجنة أن حذف مشروع ‘'وسائل الاتصال» الذي حذف منذ أربع سنوات زاد من حدة عجز التلاميذ عن التحكم في هذه اللغة، علاوة على أن ورقة أسئلة الامتحان تحتوي على 35 كلمة ليس لها وجود في كتاب السنة الثالثة والرابعة والخامسة، والتلميذ لا يستطيع التجاوب مع كلمات لم يسبق له أن سمعها ما دفع النقابة إلى التشكيك في كل من تحصل على علامة تفوق 7 من .10 وأكدت النقابة أن تقليص سنوات الدراسة إلى خمس سنوات زاد من تعقيد الوضع، لأنها كانت تعتقد أن تخفيف عدد السنوات يكون طرديا مع صعوبة الامتحان.