من المعروف أن المعرض الأفريقي للتجارة البينية 2025 في طبعته الرابعة،والذي أفتتح الخميس الماضي،هدفه رفع مستوى التجارة البينية بين الدول الإفريقية عبر التفعيل العملي لمنطقة التبادل التجاري الحر،التي بدورها تسعى إلى رفع نسبة التبادلات داخل القارة إلى 30 % بحلول عام 2030،مقارنة بحوالي 15 % حاليا،وهو الطموح الذي وصلت إليه القارة بفضل تظافر الجهود وإدراك أن مصيرها بيد أبناءها الذين يتحتم عليهم مواجهة كل التحديات المستقبلية،وهو في حد ذاته حدث غير مسبوق. هذا المعرض الأفريقي للتجارة البينية،الذي يعرف مشاركة أزيد من 2000 عارض من 75 بلدا و المحتمل 35 ألف زائرا مهنيا منتظرا إلى جانب الاتفاقات التجارية و الاستثمارات التي يمكن أن تفوق 44 مليار دولار،محفزا هاما على الاندماج الاقتصادي الأفريقي،هذه التظاهرة بالتعاون مع البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير المبادر بتنظيم هذا المعرض ومفوضية الاتحاد الأفريقي وأمانة منطقة التبادل الحر القارية الأفريقية (زلكاف)،والأهم في ذلك تنظيم معرض لمختلف القطاعات التي ينشط فيها الأفارقة. من المنتظر أن تشكل الطبعة الرابعة،النسخة الأهم والأكثر طموحا منذ انطلاق هذه التظاهرة،وذلك بفضل حجم المشاركة التي ستسجلها والآفاق الاقتصادية التي تفتحها والموارد الاستثنائية المسخرة لضمان نجاحها،انسجاما مع رؤية "الرئيس عبد المجيد تبون"،التي تندرج ضمن استمرارية الالتزام التاريخي للجزائر لصالح تجسيد الاندماج القاري،ومن المرتقب أن تختتم فعالياتها بتوقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية هامة تفوق قيمتها 44 مليار دولار. وقد سخرت الجزائر كافة الإمكانيات اللازمة لتوفير أفضل ظروف الاستقبال للمشاركين من وفود رسمية وعارضين وزوار مهنيين من خلال اتخاذ جملة من التدابير المرافقة والتسهيلية قصد جعل هذه الطبعة الأكثر أهمية منذ إطلاق هذا المعرض سنة 2018. رئيس الجمهورية وخلال اجتماع لمجلس الوزراء في أبريل الماضي،قد أمر بتوفير كل التسهيلات اللازمة لمشاركة الشركاء الأفارقة في هذه التظاهرة الاقتصادية واعتماد مختلف الإجراءات الكفيلة بضمان نجاحها وهذه خطوة هامة،ساهمت في دفع أفريقيا الجديدة التي ستصنع مستقبلها الواعد بأيدي أبناءها..؟!