المعرض الأفريقي للتجارة البينية 2025 في طبعته الرابعة بقلم – خليفة عقون : باحتضانها للمعرض الأفريقي للتجارة البينية 2025 في طبعته الرابعة،تكون الجزائر وبمعية كل القارة قد رفعت سقف التحدي عالميا،وهذا نيابة عن كل الأفارقة الذين جاؤوا إليها من كل حدب وصوب رافعين صوتهاالاقتصادي والسياسي الذي تقف في مقدمتها هؤلاء بقدراتها المالية والمادية ومنتجاتها الإستراتجية مدافعة عن طموحات أفريقيا الاقتصادية والسياسيةنتيجة هذا البعد الذي صنعته الجزائر، حيث من المرتقب أن تختتم فعالياتها بتوقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية هامة تفوق قيمتها 44 مليار دولار. هذا المعرض الذي يهدف إلى رفع مستوى التجارة البينية بين الدول الإفريقية عبر التفعيل العملي لمنطقة التبادل التجاري الحر، التي تسعى إلى رفع نسبة التبادلات داخل القارة إلى 30 % بحلول عام 2030، مقارنة بحوالي 15 % حاليا،وهو الطموح الذي وصلت إليه القارة بفضل تضافر الجهود وإدراك أن مصير القارة بيد أبناءها الذين يتحتم عليهم مواجهة كل التحديات المستقبلية. يشارك في معرض التجارة البينية الأفريقية 2025،الذي يقام في مركز المعارض بالجزائر من 04 إلى 10 سبتمبر 2025. إنها فرصة فريدة من نوعها لاستكشاف الشراكات والترويج لمنتجاتكم وخدماتكم وتعزيز حضور العديد من البلدان الأفريقية في التجارة القارية،وهو الطريق الى جعل هذا الحدث محركا حقيقيا لبعث المبادلات واستقطاب الاستثمارات وتعزيز الاندماج الاقتصادي للقارة،حيث تعتبر هذه الطبعة المنظمة تحت شعار "جسر نحو فرص جديدة" الأكثر طموحا منذ إطلاق المعرض في 2018 سواء من حيث عدد الفاعلين الحاضرين أو الاتفاقيات الاقتصادية المنتظرة. ويمثل المعرض الأفريقي للتجارة البينية لسنة 2025، الذي يعرف مشاركة أزيد من 2000 عارض من 75 بلدا و 35.000 زائرا مهنيا منتظرا إلى جانب الاتفاقات التجارية و الاستثمارات التي يمكن أن تفوق 44 مليار دولار،محفزا هاما على الاندماج الاقتصادي الأفريقي،هذه التظاهرة بالتعاون مع البنك الافريقي للاستيراد والتصدير المبادر بتنظيم هذا المعرض ومفوضية الاتحاد الافريقي وأمانة منطقة التبادل الحر القارية الافريقية (زلكاف)،ويميز الحدث برنامجا ثريا, بالإضافة إلى تنظيم معرض يضم مختلف القطاعات (فلاحة و صناعة و طاقة و مالية و صحة ووسائل نقل و البحث و الابتكار و المؤسسات الناشئة …) والعديد من الفعاليات الأخرى المرتقبة. كما سيتميز المعرض أيضا بفضاءات مخصصة لرواد الأعمال الشباب من المبدعين الأفارقة في مجال الشركات الناشئة, وللطلبة الجامعيين والباحثين, كما سيشهد تنظيم أيام خاصة تتاح فيها الفرصة للدول والهيئات من القطاعين العام والخاص لعرض فرصها في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة. من المنتظر أن تشكل الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية, التي ستفتتح غدا الخميس بالجزائر العاصمة، النسخة الأهم والأكثر طموحا منذ انطلاق هذه التظاهرة, وذلك بفضل حجم المشاركة التي ستسجلها والآفاق الاقتصادية التي تفتحها والموارد الاستثنائية المسخرة لضمان نجاحها, انسجاما مع رؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التي تندرج ضمن استمرارية الالتزام التاريخي للجزائر لصالح تجسيد الاندماج القاري. وقد سخرت الجزائر تبعا لذلك كافة الإمكانيات اللازمة لتوفير أفضل ظروف الاستقبال للمشاركين من وفود رسمية وعارضين وزوار مهنيين من خلال اتخاذ جملة من التدابير المرافقة والتسهيلية قصد جعل هذه الطبعة الرابعة الأكثر أهمية منذ إطلاق هذا المعرض سنة 2018. وكان رئيس الجمهورية قد أمر، خلال اجتماع لمجلس الوزراء في أبريل الماضي، بتوفير كل التسهيلات اللازمة لمشاركة الشركاء الأفارقة في هذه التظاهرة الاقتصادية واعتماد مختلف الإجراءات الكفيلة بضمان نجاحها خدمة للاقتصاديين الوطني والإفريقي. هذا الموعد الاقتصادي البارز الذي يعد إحدى أكبر المنصات القارية للشراكة في مجالي التجارة والاستثمار،سوف يحول أفريقيا بشعوبها ودولها من بلدان مستوردة ومستهلكة إلى قارة منتجة ومنافسة يحسب لها ألف حساب،وهذا بطبيعة الحال لم يأت كحلم بين عشية وضحاها،بل هو نتيجة عمل وتضحيات جسام مرت بها هذه القارة المعطاءة التي تزخر بالموارد والمواد الأولية التي تدفع لبناء اقتصاد قوي ومتكامل تسعى دول العالم إلى التبادل والتنافس معها في بناء صناعة قوية وبالتالي تجارة بينية لها آفاق ومستقبل زاخر،وهو ما تسعى الجزائر إلى بعثه في المستقبل القريب والذي خطى خطواته مع انطلاق هذا المعرض الأفريقي للتجارة البينية 2025،وبذلك تعزز بلدنا عمقها الأفريقي حسب النظرة الاستشرافية للقيادة السياسية العليا للوطن.