دخل تلاميذ متوسطة محمد بوجناح بعمال في ولاية بومرداس، أمس، في إضراب مفتوح عن الدراسة، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام مدخل المؤسسة مطالبين المصالح المعنية وعلى رأسها سلطات البلدية بتوفير لهم النقل المدرسي والإطعام، وقد هدد التلاميذ القاطنين بالقرى والمداشر التابعة للبلدية بمواصلة مقاطعة الدراسة إلى غاية الاستجابة لمطالبهم.رفض تلاميذ الطور المتوسط القاطنين بعدة أحياء معزولة تابعة لبلدية عمال والذين يزاولون دراستهم بوسط المدينة الدخول للأقسام الدراسية ومزاولة الدراسة، حيث نظموا اعتصاما أمام مدخل المؤسسة مرددين عديد الشعارات المنددة بالوضع السيء الذي يزاولون فيه الدراسة، منها “قبل أن تطالبوننا بتحسين نتائجنا في نهاية الموسم، وفروا لنا الظروف الملائمة التي تساعدنا على ذلك“، فيما تساءل آخرون “أين هي الميزانية المخصصة للإطعام والنقل المدرسي“، حيث هدد التلاميذ بمواصلة الاحتجاج إلى غاية تدخل المسؤولين والاستماع لانشغالاتهم التي سبق أن رفعوها منذ فترة طويلة. ومن أهم المطالب التي أحتج من أجلها التلاميذ غياب النقل المدرسي، حيث يجد العشرات من التلاميذ القاطنين بأحياء معزولة وبعيدة عن مقر البلدية صعوبة كبيرة في الالتحاق بمقاعد الدراسة خاصة في الأيام الممطرة، مثلما أشار إليه أحد التلاميذ المحتجين في حديثه للجريدة. هذا وتطرق أحد أولياء التلاميذ المحتجين في حديثه ل“السلام” عن المخاطر التي قد يتعرض لها أبناءهم المتمدرسين بالمتوسطة المذكورة أثناء تنقلهم في الصباح الباكر والمساء وسط مسالك شبه غابية بالنظر إلى كثرة الأشجار بها فضلا عن الكلاب الضالة التي تتجول بالمنطقة في الصباح الباكر مشكلة خطرا كبيرا على حياة المارة والتي – مثلما قال محدثنا– لم يسلم منها حتى الكبار في السن. وقال محدثنا أن الخطر يحدث بشكل كبير على الفتيات اللواتي يضطر أوليائهن لمرافقتهن حتى المؤسسة يوميا وهو ما عطل الكثير منهم عن أشغالهم. وما زاد من قلق الأولياء على أبنائهم ومخاوف التلاميذ المتمدرسين بالمتوسطة والقاطنين بالأحياء الريفية المعزولة أن المسالك المؤدية إلى مقر البلدية غير مزودة بالإنارة العمومية، مما يجعل الظلام يخيم عليها باكرا في الفترة المسائية من هذا الوقت، حيث يخرج التلاميذ في حدود الخامسة مساء من المتوسطة باتجاه سكناتهم. كما دفع التأخر في فتح مطعم مدرسي بالمتوسطة غضب التلاميذ الذين قرروا الاعتصام أمام مقر المؤسسة التربوية للمطالبة بحقهم في الوجبات الساخنة، مشيرين إلى أن عددا كبيرا من التلاميذ يقطنون في أحياء بعيدة حيث لا يكفيهم الوقت من أجل التنقل إلى منازلهم لتناول وجبة الإفطار، ويضطر الكثير منهم تناول وجبات بادرة كلفت أباءهم ميزانية خاصة، دون أن تشبعهم مثلما قال أحد التلاميذ المحتجين. التلاميذ أكدوا أمس على مواصلة الاحتجاج السلمي إلى أن تستجيب السلطات لمطالبهم المرفوعة والتي سبق أن تلقوا وعودا بخصوص الاستجابة لها وتحسين ظروف التمدرس بالمتوسطة.