حافظ على تعداد قوات “ميونيسما” البالغ 15 ألف جندي قرّر مجلس الأمن الدولي بالإجماع تمديد مهام بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في دولة مالي “ميونيسما” لسنة أخرى، مع توسيع مهامها لتشمل حفظ الأمن والسلام في منطقة وسط مالي الذي يشهد منذ أشهر تصاعد أعمال العنف ذات الطابع العرقي بين قبائل “الفلاني” وقبائل “الدوغون” ما أدّى إلى مقتل مئات القتلى في صفوف المدنيين. وحافظ مجلس الأمن الدولي في قراره على تعداد قوات حفظ السلام في مالي والبالغ 15 ألف جندي، أغلبهم من الجنود الأفارقة مع حضور أوروبي محدود فيما يرجّح فرض عقوبات جديدة، قريبا على أفراد يعرقلون عملية السلام وتنفيذ اتفاق تم توقيعه قبل أربع سنوات في الجزائر. وكانت الولايات المتحدّة الأمريكية قد تحفّظت على القرار خلال نقاشات مجلس الأمن الدولي، معتبرة أن مهمة حفظ السلام في دولة مالي مكلفة ماديا وغير فعالة وهو ما يتفق مع وجهة نظر مجموعة دول الساحل الخمس وهي مالي، موريتانيا، النيجر، بوركينافاسو وتشاد، التي تطالب بتوجيه التمويل الأممي إلى قوة عسكرية مشتركة شكّلتها هذه الدول وما تزال تعاني من عراقيل مادية ولوجستية وعملياتية. ويبلغ تعداد القوات الأممية في دولة مالي 15 ألف جندي، من ضمنهم أكثر من 13 ألف عسكري ونحو 2000 شرطي، يتمركزون في مناطق تنتشر فيها جماعات إرهابية مسلّحة مرتبطة بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” وجماعة “تنظيم داعش في الصحراء الكبرى” المرتبطة بتنظيم “داعش” الإرهابي، ويتمركز نشاطها في المثلث الحدودي بين ماليوالنيجروبوركينافاسو. ونقل موقع جريدة الشرق الأوسط عن دبلوماسيين في الأممالمتحدة، أن مجلس الأمن الدولي قد يفرض عقوبات جديدة بمبادرة من الولايات المتحدّة وفرنسا ضدّ خمسة أشخاص متهمين بالإرهاب أو بتعطيل مسار السلام في دولة مالي، كما أشار أحد الدبلوماسيين أنّ الداعية “أمادو كوفا” الذي يتزعم “جبهة تحرير ماسينا”، وهي مجموعة إرهابية ظهرت سنة 2015 في وسط مالي ولديها ارتباط تنظيمي ب”القاعدة”، قد يكون بين الأسماء الجديدة التي سيجري استهدافها بتجميد الأصول ومنع السفر. هذا وسبق أن أعلن الفرنسيون والماليون نهاية سنة 2018، مقتل “كوفا” في عملية عسكرية وسط مالي، ولكنه ظهر في مقطع فيديو مطلع العام الجاري لينفي ما أعلنه الفرنسيون، داعيا قبائل “الفلاني” التي ينحدر منها إلى الالتحاق به من أجل محاربة الفرنسيين والماليين، مستغلا بذلك التوتر العرقي في البلاد. للتذكير، تنشر فرنسا أكثر من أربعة آلاف جندي من قواتها الخاصة في منطقة الساحل وخاصة في مالي لمواجهة الإرهاب في المنطقة، وذلك في إطار عملية عسكرية تحمل اسم “بركان”، تنسّق فيها مع جيوش دول الساحل.