عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله. كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» رواه الترمذي، قال المؤلف رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم» وأن هذه الأخوة أخوة الإيمان وأنها أقوى رابطة وأوثق من أخوة النسب، كما أنه «لا يظلمه ولا يخونه ولا يكذبه» لا يخونه يعني لا يغدر به في محل الإئتمان، إذا ائتمنه على شيء أو على مال أو على سر أو على غير ذلك فإنه لا يخونه، والخيانة هي الغدر بالشخص في موضع الإئتمان، ولا يجوز لأحد أن يخون أخاه المسلم حتى وإن خانه، يعني وإن خانك أخوك المسلم فلا تخنه، لقول النبي صلى الله عليه وسمل: أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك»، فلو فرضنا أن شخصا خانك في مال بأن أقرضته مالا أي سلفته، ثم أنكر بعد ذلك وقال: لم تقرضني شيئا، فإنه لا يحل لكل أن تخونه فتقترض منه ثم تنكره، بل أد إليه أمانته واسأل الله الحق الذي لك، لقول عليه الصلاة والسلام: «لا تخن من خانك»، كذلك أيضا «لا يكذبه» أي لا يحدثه بكذب، والكذب حرام، وكلما كان آثاره أسوأ كان أشد إثما، وليس في الكذب شيء حلال، وأما ما ادعاه بعض العامة حيث يقولون: إن الكذب نوعان: أسود وأبيض، فالحرام هو الأسود والحلال هو الأبيض، فجوابه: أن الكذب كله أسود، ليس فيه شيء أبيض، لكن يتضاعف إثمه بحس ما يترتب عليه، فإذا كان يترتب عليه أكل مال المسلم، أو غرر على مسلم، صار أشد إثما، وإذا كان لا يترتب عليه أي شيء من الأضرار، فإنه أخف ولكنه حرام، لكن ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم «إنه رخص في الكذب عند الإصلاح بين الناس وفي الحرب، وفي حديث الرجل امرأته وحديثها إياه». ولكن كثيرا من العلماء قال: إن المراد بالكذب في هذا الحديث ليس الكذب الصريح، وإنما هو التورية، والتورية تسمى كذبا، كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين يأتي الناس له يوم القيامة ليشفع لهم: إنه كذب ثلاث كذبات، وهو لم يكذب ولكنه ورى تورية، يعني أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter