يتساءل سكان الأقبية الموزعين على عدة مواقع في بلدية القبة عن مصيرهم من عملية الترحيل التي تستعد لها ولاية الجزائر خلال الأسابيع المقبلة، مشيرين إلى أن حياتهم تشبه الجحيم داخل سكنات تنعدم بها أدنى الشروط، خاصة ما تعلق بانعدام التهوية الذي أدى إلى إصابة البعض منهم بأمراض مزمنة. وأشار سكان الأقبية بأحياء المنظر الجميل، العناصر والباهية إلى معاناتهم الطويلة في سكنات تفتقد لأدنى ظروف العيش الكريم، مؤكدين مراسلاتهم المتكررة للسلطات المحلية التي في كل مرة تعدهم بالترحيل، ليكتشفوا مع مرور الوقت أن كل تلك الوعود كاذبة. ووصف السكان حياتهم التي يعيشونها داخل أقبية ب" القبور" مشيرين إلى أن الحصول على مسكن أصبح بالنسبة لهم بمثابة الحلم الذي انتظروه طويلا، وفي هذا السياق عبرت إحدى المواطنات بأقبية حي المنظر الجميل أنه حتى وإن تم ترحليهم إلى سكن لائق، فلن تصدق حتى بعد فترة "لن أصدق أنه تم ترحيلي إلى سكن محترم إلا بعد أشهر من إقامتي داخله... تلقينا العديد من الوعود والمشاكل في حياتنا بسبب إقامتنا في الأقبية واليوم نحن لا نصدق أي وعود أو تصريحات إلى أن أدخل شقتي وأعيش فيها أسابيع، وبنفس الطريقة تحدثت مواطنة أخرى بنفس الحي مشيرة إلى أن حياتها تشبه حياة المسجونين لكن الفرق تقول "نحن لم نرتكب أي ذنب سوى أننا عاجزين عن اقتناء سكن بأموالنا الخاصة، فيما ارتكب السجناء عديد الأخطاء". وأضافت قاطنة بأقبية العمارة بالقبة، إنها إن ماتت ستكون مذنبة في حق فلذات كبدها الذين كبروا وصاروا في سن الزواج ولكنهم ينامون بالتداول وحتى ابنتها التي تنام في المطبخ. وأجمع كل سكان الأقبية في بلدية القبة أنهم محرومين من أشعة الشمس طيلة أيام السنة، حيث يرونها عند خروجهم إلى الشارع وهو ما يعجز عنه المسنين والمرضى، "نشعر وكأننا نعيش في نفق مظلم" هو ما قالته سيدة تقطن بأقبية إحدى العمارات، مما تسبب –حسبها- في إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة، كالربو والحساسية وغيرها والتي تضرر منها حتى الأطفال الصغار. وأضاف محدثونا من سكان الأقبية بالبلدية أن الرطوبة جد مرتفعة وغياب منافذ للتهوية ساهم في انتشار روائح كريهة داخل السكنات التي تحولت حسب تعبير البعض من قاطنيها إلى قبور، تحولت حياة السكان داخلها إلى جحيم. مواطن أخر قاطن بالأقبية عبر قائلا "نحن ميتون داخل الأقبية" مشيرا إلى معاناتهم لسنوات طويلة فيما أضاف أخر "حياتنا ليس كباقي سكان العمارات الذين يقطنون بشقق لائقة.. فنحن نسكن تحت الأرض كأننا ميتين". سكان الأقبية في بلدية القبة أكدوا في حديثهم للجريدة أنهم تلقوا وعودا من قبل السلطات بالبلدية والدائرة بدراسة ملفاتهم وترحيلهم، إلا أن كل الوعود لم تر النور، مشيرين إلى أن صبرهم بدأ ينفذ داخل سكنات مخيفة على حد وصفهم، فضلا عن اهترائها وتسرب المياه القذرة إليها بسبب وجود ثقوب القنوات التي تمر من الأقبية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى انبعاث رواح كريهة داخل سكناتهم بالأقبية، تدفع بالغالبية للانتقال منها بشكل مؤقت، ناهيك عن انتشار الحشرات الضارة والفئران التي أصبحت تشارك العائلات شققها مثلما جاء على لسان أحد القاطنين بالأقبية، أملين في ترحيلهم وأخذ معاناتهم بعين الاعتبار خلال عمليات الترحيل المقبلة.