ركائز رمزية تعكس تلاحم الدولة مع المؤسسة العسكرية    إكينور" النرويجي يبدي اهتمامه بمجالات البحث, والاستكشاف    الإطلاع على وضعية القطاع والمنشآت القاعدية بالولاية    نور الدين داودي رئيسا مديرا عاما لمجمع سوناطراك    الشباب المغربي قادر على كسر حلقة الاستبداد المخزني    فلسطين : المساعدات الإنسانية ورقة ضغط ضد الفلسطينيين    تم غرس 26 ألف هكتار وبنسبة نجاح فاقت 98 بالمائة    تنظم دورة تكوينية دولية بالعاصمة في مجال طب الكوارث    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن    للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية التارقية    دعوة المعنيين بالفعالية إلى الولوج للمنصة الإلكترونية    يجسد التزام الجزائر بالعمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي    خلايا إصغاء لكشف التوتر النفسي لدى التلاميذ    الداخلية تشيد بالحس المدني للمواطنين في التبليغ عن التجاوزات    وقفة حقوقية في الجزائر لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة    توظيف خبرات الكفاءات الوطنية في خدمة المسار التنموي    الجزائر فاعل اقتصادي وشريك حقيقي للدول الإفريقية    اتفاق الجزائر التاريخي يحقّق التوازن للسوق العالمية    مخطط استباقي للتصدي لحمى وادي "الرفت" بالجنوب    للطلبة نصيب في مشروع 20 ألف مؤسّسة ناشئة    شروط صارمة لانتقاء فنادق ومؤسّسات إعاشة ونقل الحجاج    المصادقة على النصين القانونيين المتضمنين إحداث أوسمة عسكرية : تكريم للعطاء والولاء والتفاني في خدمة الوطن    أخريب يقود شبيبة القبائل إلى دور المجموعات    غاريدو يثّمن الفوز ويوجه رسائل واضحة    منداس بين السوق والسويقة    إعذارات للمقاولات المتأخرة في إنجاز المشاريع    ملتقى دولي حول الجرائم المرتكبة في حق أطفال غزة    عمورة يعاني مع "فولفسبورغ" والضغوط تزداد عليه    قراءات علمية تستعين بأدوات النَّقد    المصحف الشريف بالخط المبسوط الجزائري يرى النور قريبا    إصدارات جديدة بالجملة    تأكيد موقف خالد في مساندة قضية "شعب متلهّف للحرية"    انطلاق الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية التارقية بولاية إيليزي    نجاح الحملة الوطنية لغرس الأشجار وتعزيز مشاريع التشجير في الجزائر    فضل حفظ أسماء الله الحسنى    ما أهمية الدعاء؟    مقاصد سورة البقرة..سنام القرآن وذروته    تأهيل الشوارع وتعبيد الطرق واستعادة الحياة    ضرورة تعزيز الحوار حول الاستخدام الجيّد للفضاء الرقمي    ابن الجزائر دردابو .. أفضل مبتكر عربي    بودن يدعو إلى استقطاب الشباب والمرأة    ارتفاع مرتقب لإنتاج الجزائر من النفط    تفوز بالفضية في نهائي عارضة التوازن    والي تيزي وزو يأمر بإحصاء وتطهير العمليات المسجلة في مختلف القطاعات    معيار الصلاة المقبولة    هيستيريا صهيونية في موسم قطف الزيتون الفلسطيني    الموسيقى : "أوندا "تشارك في أشغال الجمعية العامة    مهرجان الجونة السينمائي : الفيلم التونسي"وين ياخذنا الريح" يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي روائي    الرئيس تبّون يُهنّئ كيليا نمور    ناديان جزائريان في قائمة الأفضل    تحسين الصحة الجوارية من أولويات القطاع    تصفيات الطبعة ال21 لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم    بطولة العالم للجمباز الفني:الجزائرية كيليا نمور تنافس على ثلاث ميداليات في مونديال جاكرتا    كأس إفريقيا للسيدات 2026 / الدور التصفوي والأخير ذهاب : سيدات الخضر يطمحن لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الكاميرون    لا داعي للهلع.. والوعي الصحي هو الحل    اهتمام روسي بالشراكة مع الجزائر في الصناعة الصيدلانية    انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الإنفلونزا    حبل النجاة من الخسران ووصايا الحق والصبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب يرجعون انتشار التحرش بالمرأة إلى مبالغتها في التبرج
رغم أنه مس محجبات ومتبرجات وسيدات متزوجات
نشر في السلام اليوم يوم 02 - 03 - 2012

أصبحت ظاهرة الاعتداء اللفظي أو الجسدي تمارس على الكثير من الفتيات وحتى بعض المتزوجات في الشارع بطريقة علنية من قبل أشخاص لا يعرفونهم مما جعلهن يستئن من هذه التصرفات غير اللائقة.
انتشرت هذه الظاهرة الاجتماعية بكثرة في الشوارع وأصبحت المرأة تخشى من تعرضها إلى التحرش من قبل أحد الشباب، وقد مست هذه الظاهرة المحجبة والمتبرجة وأصبحت الكثير من الفتيات مطاردات بشكل يومي في الشوارع، وإذا رفضت إحداهن مصاحبة الشاب الذي يعترض طريقها يقوم بشتمها أمام الناس ولكنها تلتزم الصمت خوفا من الفضيحة، لأن المجتمع دائما يلوم المرأة في أنها السبب في تعرضها للتحرش، ويبرر الكثير من الشباب هذه التصرفات بكون المرأة هي السبب في جذب الرجل إليها بملابسها غير المحتشمة أو بماكياجها الصارخ. ولمعرفة مدى تفشي هذه الظاهرة، قمنا برصد آراء بعض ضحايا الاعتداء في الشوارع، فسليمة هي إحدى الفتيات التي تطارد يوميا من طرف الشباب وهي في طريقها إلى المدرسة رغم أننا لمسنا خلال حديثنا معها أنها تتمتع بأخلاق عالية، حيث تقول: «أنا أدرس في السنة الأولى ثانوي ودائما أتعرض إلى مضايقات من الشباب ويعرضون علي أرقام هواتفهم ولكني أرفض، لأني أعلم أنهم يسخرون من الفتيات ويعتقدون أنهن بدون أخلاق».
أما سلمى فتقول: «هناك العديد من الشباب والمراهقين الذين يقفون أمام الثانويات ويبدأن بمضايقة أي فتاة تخرج من المدرسة بملاحقتها وعندما ترفض يشتمونها ويكررون نفس الفعل مع فتاة أخرى».
ومن جهة أخرى هناك من تسببت ملاحقة الشباب لها في إيقافها عن الدراسة ونشوب خلافات مع أسرتها، حيث تقول كريمة: «عندما كنت أذهب إلى المدرسة كان دائما يلاحقني شاب ويعرض علي أن أصاحبه بالقوة وكنت دائما أرفض ولكنه لم يتوقف عن مطاردتي وفي أحد الأيام رآه أبي يتكلم معي أثناء انتظاري لصديقتي أمام المدرسة فاتهمني أني على علاقة معه وقام بضربي وأوقفني عن الدراسة وضاع مستقبلي بسببه وبرر أبي تصرفه بأنه يخاف من تعرضي للاعتداء وأنه يحميني».
في حين هناك من يعتبر أن تبرير الرجل أن المرأة هي من تدفعه إلى معاكستها خاطئ، لأن هذا الفعل لم تسلم منه حتى المتحجبة المحتشم،ة حيث تقول منال: «أنا طالبة جامعية وعند عودتي إلى البيت يلاحقني شاب ويطلب مني أن أقيم علاقة معه وعندما أطلب منه أن يبتعد عني لا يتوقف عن فعله، بل يصر على طلبه وهذا ما يجعلني معرضة للشبهات لأني أخاف أن يعتقد الجيران أني أخرج معه ويتكلمون عن شرفي».
أما صبيحة فهي من النساء المنقبات ولكنها هي الأخرى تتعرض إلى مضايقات، حيث تقول: «مع أني امرأة متزوجة وأخفي جميع مفاتني، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الرجال عن معاكستي وعندما أذهب إلى السوق يقوم البعض بمجاملتي بكلام غير لائق وهذا يزعجني لأنهم لا يحترمون المرأة».
وهناك من الأمهات من لم تسلم ابنتها الصغيرة من هذا الفعل المخل وهي تقول: «وجدت جاري المتزوج يستغل ابنتي الصغيرة أمام العمارة ويقوم بإغرائها بالحلوى ويلمسها في أماكن من جسمها دون أي احترام للمارة في الشارع وعندما واجهته بالموضوع أنكر كل ما فعله».
في حين أن الكثير من النساء يتعرضن إلى التحرش بطريقة غير مباشرة داخل الحافلات من رجال لا يعرفون الاحترام مستغلين صمت الكثيرات خوفا من الفضيحة، حيث تحكي لنا عائشة عن الموقف الذي تعرضت له داخل إحدى الحافلات: «ركبت في إحدى الحافلات وكنت واقفة فقام شاب بلمسي في جسمي فحاولت أن أبتعد ولكن لم يكن المكان واسعا فاعتقد أني موافقة على ما يفعله أو أني سألتزم بالصمت خوفا من الفضيحة ولكنه أعاد فعله المخل بالحياء فصرخت عليه ولكنه فوق هذا قام بشتمي بكلام فاحش».
ضحية أخرى من الفتيات اللواتي تعرضن للتحرش في الحافلات ولكن هذه المرة من رجل كبير لم يحترم فتاة بمثابة ابنته وهي تخبرنا ما حصل لها: «أنا أبلغ من العمر 18 سنة وكنت جالسة أمام رجل كبير وظننت أنه سيحترمني، لأني بمثابة ابنته ولكن هذه الصورة انقلبت في لحظة، حيث كان يحاول الاحتكاك بي ولمس يدي وعندما ابتعدت طلب مني أن أعطيه رقم هاتفي».
في حين هناك من طوردت بالسيارة ومن رجل كبير في العمر، حيث تقول سلمى: «أنا استغرب أنني أتعرض إلى المعاكسات من رجال متزوجين لا يحترمون عائلاتهم ويطلبون مني أن أركب معهم في سيارتهم وهم يعتقدون أن كل الفتيات مثل بعضهن».
ومن جهة أخرى، أصبحت الكثير من الفتيات اللواتي تحصلن على رخصة جديدة للسياقة يخشين من تعرضهن للحوادث بسبب مطاردات الشباب لهن، فكريمة هي إحدى الضحايا، حيث تقول: «كنت أقود سيارتي في الطريق السريع وكان هناك شاب يحاول أن يشعل ضوء سيارته ويحاول الاصطدام بي للفت انتباهي ومعاكستي فقط».أما سهيلة فكادت أن تفقد حياتها بسبب هذه التصرفات غير اللائقة لبعض الشباب وهي تقول:»عندما كنت أقود سيارتي في الطريق السريع كان هناك شاب يحاول مضايقتي من الخلف وكان يعاكسني و يسرع ويطاردني بسيارته وعندما حاولت الابتعاد عنه تعرضت لحادث اصطدام خطير وكدت أن أفقد حياتي بسببه».
في حين أن هناك من يعتدي على الفتاة بالقوة في الشارع ويصل الأمر به إلى ضربها وهذا ما حصل لسميرة وهي عائدة إلى بيتها، حيث تقول: «كنت عائدة إلى بيتي بعد تعب يوم كامل من العمل، وفي أحد الشوارع كان يتبعني شاب معروف أنه يدمن المخدرات وهذا ما زاد من قلقي، ولم يكن هناك أي شخص ليحميني، وكان يعاكسني ويطلب مني أن أخرج معه وعندما رفضت استغل عدم وجود أي شخص في الشارع وهددني بسكين وقام بضربي بيده، لأني رفضت طلبه ومن حسن حظي أنه عندما صرخت نزل أحد سكان العمارة المقابلة ولكنه هرب».
فتيات يتعرضن للمعاكسات تحت داخل سيارات الأجرة أو الكلوندستان
تعتبر سيارات الأجرة والكلوندستان مصدر رزق وربح للكثير من الأشخاص الذين يقتاتون منها ولكن تصرفات البعض الطائشة جعلت الكثير من النساء يخفن من ركوبها، لأن هناك من جعلها وسيلة لتحقيق مآرب أخرى، إذ تضطر العديد من الفتيات والنساء إلى ركوب سيارة الأجرة أو الكلوندستان من أجل ربح الوقت أو قضاء مصالحهن الشخصية دون علمهن أنهن قد يقعن في قبضة بعض السائقين غير المحترمين والذين قد يتحولون في لحظة إلى ذئاب بشرية تحاول بمختلف الطرق استغلال أي فرصة أو خلوتهم بامرأة لإرضاء نزواتهم العابرة أو القيام بمضايقات كلامية تربك الزبونة.
هي حكايات كثيرة رويت لنا مما جعلنا نغوص في خفايا انتشار هذا النوع من الاعتداءات، فنادية هي إحدى الضحايا، حيث تقول: «لم أجد حافلة تنقلني إلى الجامعة، خاصة أنه كان عندي امتحان وكنت قلقة من أن أتأخر عن الموعد، فلم أجد خيارا سوى أن أستقل سيارة كلوندستان وعندما ركبت عرض علي السائق أن يخفض لي ثمن الأجرة مقابل أن أقيم علاقة معه وأن يأخذ رقم هاتفي، فرفضت طلبه وعندها طلب مني النزول من سيارته قبل أن أصل إلى الجامعة».
حالة آخر من ضحايا سيارة الكلوندستان هي السيدة سليمة الصيدلية التي أخذت عبرة من تجربتها وقررت أن لا تركب مثل هذه السيارات لفقدانها الثقة بعد تجربتها السيئة، حيث تقول: «أنا عادة لا أركب في سيارات الكلوندستان، لكني وفي إحدى المرات عندما كنت بأمس الحاجة للوصول إلى منزلي بعد أن توقفت الحافلات، ألح علي شاب لكي يوصلني مقابل مبلغ مالي زهيد فوجدت نفسي مضطرة للركوب، خاصة أن الساعة تجاوزت الثامنة ليلا وبمجرد أن وضعت قدمي في السيارة حتى بدأ يتكلم معي عن أشياء غريبة مخلة بالحياء ويقول لي كلاما جميلا ليجذبني له، فبدأت أشعر بالقلق والخوف الشديد من أن يعتدي علي فحاولت مسايرته وأخبرته أني سألبي له طلبه وطلبت منه أن يعطيني رقم هاتفه، وهذا كله لكي أضيع الوقت حتى أصل إلى البيت وانتابني الخوف الشديد من أن يفعل بي شيئا غير لائق ومنذ ذلك اليوم لم أستقل سيارة الكلوندستان مجددا».
أما منال فهي من الضحايا التي صدمت من تصرفات سائق سيارة الأجرة وتقول: «وثقت في سائق أجرة، لأنه كان رجلا كبيرا، ولكني بدأت ألاحظ نظراته الغريبة في مرآة سيارته بالإضافة إلى الكلام غير اللائق الذي كان يتفوه به وتصرفاته أثارت الريبة والرعب في نفسي وخفت أن يعتدي علي ومنذ ذلك الوقت حرمت ركوب سيارة الأجرة لوحدي دون رفيقة أو أحد من أهلي».
أما إيمان البالغة من العمر 20 سنة فتقول: «كنت عند خالتي في العاصمة وعندما أردت أن أرجع إلى بيتنا في بومرداس ركبت سيارة كلوندستان، لأني لم أجد أي حافلة تقلني إلى هناك وفي الطريق بدأ السائق يعرض علي أن أعطيه هاتفي مقابل أن يقلني بدون نقود وعندما رفضت أوقف سيارته في مكان خال وكاد أن يعتدي علي لولا أني فتحت باب السيارة الخلفي وهربت وكان يتبعني ولحسن حظي أني وجدت عائلة وقفت لي بسيارتها. وإلا كنت سأفقد أعز ما أملك وهو شرفي».
من جهة أخرى وجدنا فتيات أخريات يتجنبن الوقوع في الاعتداء سواء بالكلام أو بالأفعال غير الأخلاقية، حيث لا يضعن ثقتهن في أي كان، حيث تقول مايا وهي محامية: «هناك الكثير من الفتيات اللواتي يركبن الكلوندستان دون علمهن أنه لا يحمل أي وثائق تثبت النشاط الذي يزاوله، وأنا لا أركب مثل هذه السيارات وحتى إذا ركبت تاكسي يجب أن يكون به أشخاص آخرين معي».
رجال يلومون المرأة على انتشار الظاهرة وآخرون يستنكرون هذه التصرفات
وبما أن الرجل طرف في الموضوع، قررنا أخذ وجهة نظره لكي نعرف الأسباب التي تدفع ببعض الرجال لمثل هذه التصرفات غير اللائقة، وبالرغم من وجود أشخاص يرتكبون أفعالا مخلة تنتهك حرمة المرأة، إلا أن هناك الكثير منهم ملتزمون ويتمتعون بأخلاق عالية ويخافون على شرف المرأة التي تعتبر نصف المجتمع، حيث يقول سمير: «أنا ضد تصرفات بعض الرجال المخلة بالحياء ولكني أجد أن هناك بعض الفتيات اللواتي نجدهم يصطحبين الشباب لسد احتياجاتهم المادية وفي بعض الأحيان نجدهم كل يوم مع شاب مختلف وفي أوضاع مخلة بالحياء في الشارع، مما جعل الرجل يأخذ صورة سيئة عن المرأة وأن جميع الفتيات متشابهات وهذا ما أدى إلى انتشار هذه الظاهرة».
وهناك من الرجال من يرجع تصرفات البعض بهذه الطريقة إلى تصرفات المرأة ويقول كريم: «إن لباس بعض الفتيات غير المحتشم هو السبب، كما أن الماكياج الصارخ الذي يضعنه يجذب الرجل ويظهرن مفاتنهن، وهذا ما يجعلهن يتعرضن إلى المعاكسات والمضايقات في الشارع».
في حين أن هناك من الشباب الملتزم من يحترم المرأة ويعتبر أن مثل هذه الأفعال غريبة عن مجتمعنا الإسلامي، حيث يقول خباب وهو طالب في الشريعة الإسلامية: «إن الإنسان الملتزم دينيا يجب أن يحترم المرأة بشكل عام سواء كانت متبرجة أو محجبة ويجب على كل رجل أن يغض بصره عن أي امرأة، لأنه قد تتعرض لهذا الفعل أخته أو زوجته، وأنا بدوري عندما ألاحظ أي شاب يقوم بأي فعل مخل بالحياء مع أي فتاة في الشارع أقوم بحمايتها وأنصحه أن لا يفعل هذا، لأنه خارج عن قيمنا الإسلامية». ومن جهة أخرى، هناك من السائقين من يتمتع بمستوى عال من الأخلاق الحميدة والسلوك القويم، فجمال هو أحد سائقي الكلوندستان وهو يقول: «أنا دائما أحرص على أن أقل النساء في سيارتي عندما يكون برفقتهن شخص آخر أو عندما تكون عائلة ولا أركب أي امرأة بمفردها لتجنب الشبهات». في حين يقول سليم وهو الآخر سائق كلوندستان: «هناك بعض الفتيات يقمن بالتحرش بالرجل من أجل التهرب من دفع ثمن الأجرة».أما السيد عمار فيقول: «أنا لا أنكر أن مثل هذه التجاوزات تحدث بين السائق وزبونته في بعض الأحيان، وهناك بعض سائقي سيارات الأجرة أو الكلوندستان لا يملكون مبادئ أو حدودا يقفون عندها، لكن لا يجب أن نعتبرهم المتهم الوحيد والمرأة هي الضحية، لأن هناك بعض الزبونات يعرضن أنفسهن من خلال إبراز مفاتنهن، الأمر الذي يدفعه إلى التحرش بها ويكون هدفها من هذا هو عدم دفع ثمن الأجرة مستغلة جمالها وأنوثتها الجذابة».
غياب الوازع الديني أحد أسباب انتشار الظاهرة
يقول الدكتور عبد الله بن عالية، أستاذ الشريعة الإسلامية بالخروبة: «إن ابتعاد الإنسان عن قيمه وتعاليمه الإسلامية يجعله يرتكب أفعالا غير لائقة وغير سليمة، وديننا الحنيف ينبذ مثل هذه التصرفات الوحشية وهي من المنكرات التي استفحلت في مجتمعنا بطرق وأشكال مخيفة، كما أنها من المحرمات، وتبرج المرأة ليس مبررا لارتكاب مثل هذه التصرفات السيئة ولا يجوز للمسلم بأي شكل من الأشكال التعرض لخصوصيات الآخرين أو يلتفت إلى عوراتهم بأي حال من الأحوال، فالاعتداء على حرمة المرأة وانتهاكها وعدم الحفاظ على شرفها جريمة يحرمها الشرع ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون».
كما أنه يجب تحميل المسؤولية للرجل والمرأة في هذه الظاهرة، لأنه كما أنه هناك رجالا ملتزمون وغير ملتزمين، فهناك فتيات ملتزمات وأخريات غير ملتزمات، فالإفراط في التبرج يثير من شهوات الرجل، كما أن هناك من الفتيات من تستجيب لمعاكسات الرجل، بل تشعر أنها استطاعت أن تفتن الرجال وتسحرهم، وكذلك هناك من الرجال من يضايقون الفتاة حتى وإن كانت تتمتع بأخلاق جيدة أو محتشمة، لأن تربيتهم ومبادئهم غير سليمة، ولذلك يجب عليهم أن يغضوا أبصارهم كما أمر الحق سبحانه وتعالى المؤمنين بغض أبصارهم عن ما هو محرم ولا يحل لهم، حيث يقول تعالى «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم» الآية 30 من سورة النور.
علماء النفس الاجتماعي يرجعون الظاهرة إلى عوامل نفسية واجتماعية
تقول الدكتورة نبيلة صابونجي مختصة في علم النفس الاجتماعي: «إن المشاكل الاجتماعية كتأخر الزواج وإدمان المخدرات الذي يجعل الإنسان يعيش في حالة من اللاشعور فقد يجعله هذا قادرا على ارتكاب أي فعل حتى ولو كان مخلا بالحياء، كما أن تأخر الزواج قد يجعل الشخص يشبع غرائزه البيولوجية بطريقة غير شرعية والمتمثلة بالاعتداء، كما أن إدمان الشباب على المواقع الإباحية في الإنترنت والفضائيات جعلهم يقلدون السلوكيات الغريبة عن مجتمعنا، كما أن المشاكل النفسية للإنسان تؤثر على تصرفاته فتجعله يعيش حالة من الفراغ النفسي يقوم بسدها بأفعال غير متزنة ويرتكب الشخص انفعاليا أفعالا غير سوية، ناهيك عن معاناته من اضطرابات نفسية تؤدي إلى قيامه بتصرفات غير لائقة، كما أن تعرض المرأة إلى الاعتداءات اليومية سواء كانت لفظية أو جسدية يجعلها تعيش في حالة من الإحباط والاكتئاب والضغط النفسي وعدم الثقة تجاه الطرف الآخر وهو الرجل، مما يشكل لها عقدة مستقبلية تمنعها من الزواج، كما أنها تقوم بكبت مشاكلها، لأنها تخاف من نظرة المجتمع لها، لأن الأهل دائما يلومون الفتاة على تصرفاتها مما يجعلها تعيش دائما في حالة من الخوف والقلق الشديد، وهذا ما يؤثر سلبا عليها ويجعل المعتدي يستغل صمتها ويتمادى في تصرفاته غير اللائقة في ظل عدم وجود رادع، كما أن تخلي الشخص عن أعرافه وأنظمته الاجتماعية يجعله دائما يقع في الأفعال الخاطئة، وفيما يتعلق بانتشار الأفعال غير السوية، فهي راجعة إلى تضعضع أوضاع المجتمع وصعوبتها بشكل عام، حيث تتعرض فئة من أفراد المجتمع إلى حالات من الإحباط الشديد الذي يؤدي إلى ارتكاب أفعال غير متزنة ولهذا يجب وجود بنية ثقافية وأخلاقية ومعايير تحكم سلوك الإنسان».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.