أزمة البترول تنعكس سلبا على أسعار الذهب خبراء الاقتصاد يتوقعون ارتفاعا كبيرا في أسعاره يتوقع العديد من خبراء الاقتصاد أن تعرف أسعار المعادن النفيسة ارتفاعا كبيرا في الأسعار خلال السنة الجديدة الحالية، فحسبهم قد يصل هذا الارتفاع إلى نسبة 20 بالمائة بسبب الأزمة المالية التي تعرفها الأسواق العالمية بعد انخفاض أسعار البترول إلى ما دون55 دولارا للبرميل، ما أثار مخاوف العديد من المواطنين وهو الأمر الذي دفع بالكثير من الناس إلى شراء أكبر قدر من ذهب والاحتفاظ به جانبا خصوصا أولئك المقبلون على الزواج. عتيقة مغوفل عرف سعر الذهب ارتفاعا في الأسعار نهاية شهر ديسمبر المنصرم وبداية الشهر الجاري وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح في السلع المعروضة لدى محلات بيع المجوهرات في العاصمة، وما يشَد الانتباه الإقبال الكبير للمواطنين على اقتناء الذهب خوفا من ارتفاع أسعاره مستقبلا. الزائر لمحلات بيع المجوهرات هذه الأيام يلاحظ توافد العديد من المواطنين عليها لاقتناء المجوهرات قبل أن يزيد ثمنها في الأيام المقبلة، وقد قامت (أخبار اليوم) بزيارة بعض هذه المحلات لمعرفة الأسعار، كما قامت بزيارة بعض محلات بيع المجوهرات من أجل معرفة سقف الأسعار. سعر الغرام الواحد ب 7000 دينار جزائري أولى المحلات التي قمنا بزيارتها محل الهدى لبيع المجوهرات الكائن بديدوش مراد، والذي قمنا بالتقرب من واجهته من أجل إمتاع نظرنا بلمعان وبريق المجوهرات المعروضة فيه، مظهرها وهي مرتبة في الواجهة يجلب كل مار من جانب المحل ولكن سرعان ما شدَ انتباهنا تلك القصاصات الصغيرة التي كانت ملصقة على كل قطعة من الحلي المعروضة والتي يكتب عليها سعر كل واحدة منها، فأسعار الخواتم لا يقل عن من 3 ملايين سنتيم كحد أدنى، أما الطوق فسعره من 60 ألف دج إلى قرابة300 ألف دج، أما أسعار الطواقم فقد فاقت الخيال كل التصورات، فأرخص طاقم يبلغ 35 مليون سنتيم ولا يتعدى وزنه 25 غراما، حتى القطع الصغيرة باهظة الثمن فأقراط من أجل فتاة صغيرة يصل ثمنها إلى 2 مليون سنتيم. دهشنا من أسعار الحلي المعروضة في واجهة المحل وهو الأمر الذي دفعنا إلى التقرب من السيد الجيلالي صاحب المتجر، من أجل سؤاله عن تباين الأسعار فأجابنا أنها تختلف فالذهب المحلي يبلغ سعره 5500دج للغرام الواحد من عيار 24 قراطا، أما الذهب المستورد من إيطاليا فيبلغ ثمنه 7000دج للغرام الواحد من عيار 24 قيراطا، الأسعار التي أخبرنا بها السيد الجيلالي دفعتنا لطرح سؤال آخر ما سبب ارتفاع أسعار الذهب، فأجابنا البائع أن أسعار الذهب تعرف تذبذبا في الأسواق العالمية في الفترة الأخيرة وذلك راجع لانخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية ما يعني انهيار سعر الدينار مقابل أسعار باقي العملات الأخرى، مشيرا إلى أنه لاحظ في الآونة الأخيرة إقبال الكثير من الناس على اقتناء الذهب وتخزينه خوفا من ارتفاع أسعاره أكثر مما هي عليها الآن. الحدايد للشدايد إقبال الناس الذي تحدث عنه صاحب محل بيع المجوهرات جعلنا نتقرب من إحدى السيدات التي وجدناها داخل المحل تختار معصم لليد لإحدى بناتها، سألناها عن أسعار الذهب المعروضة في المحل فردت علينا أن الذهب مرتفع الأثمان طوال أيام السنة، ولكن سمعت خلال الأيام الأخيرة أن الأسعار ستعرف غلاء فاحشا في الأيام المقبلة لذلك قررت ابنتها أن تغتنم الفرصة من أجل اقتناء بعض الحلي بالمال الذي كانت تخبئه للأيام العصيبة على حد قولها، خوفا من ارتفاع الأسعار مستقبلا ولن تتمكن من شراء أي شيء تريده، لتختم السيدة حديثها إلينا قائلة (الحدايد للشدايد). المقبلون على الزواج يغتنمون الفرصة خرجنا من محل السيد (الجيلالي) والفضول ينتابنا للتقرب من أناس آخرين يعدون العدة تحسبا لارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الماضية، فدخلنا محل علواش لبيع المجوهرات بباب الوادي المعروف لدى العام والخاص بالبلدية وذلك لجودة الحلي التي يببعها، إلا أننا فوجئنا من العدد الكبير للزبائن الداخلين والخارجين من وإلى المحل على غير العادة، وقفنا برهة خارج المحل وبقينا نراقب الزبائن الذين كانوا متواجدين داخل المحل، كان أغلبهم من الشباب يبحثون على طواقم أغلبهم مقبلون على الزواج يختارون بعض الحلي لتقديمها للعروس مثلما جرت العادة في الأعراس الجزائرية، فدخلنا للمحل فيما بعد حتى نقترب من أولئك الزبائن، وأول من قابلناه كان حسام الدين، البالغ من العمر 29 ربيعا كان رفقة والدته يختاران طاقما من الذهب فسألناه عن اختياره من بين الأطقم التي كانت معروضة على الطاولة فدلنا على ما أعجبه في الأخير، ليخبرنا فيما بعد أنه مقبل على الزواج شهر أوت القادم لذلك قصد المحل رفقة والدته ليشتري الذهب، إلا أنَ موعد الزفاف ما يزال بعيدا مقارنة بقرار اقتناء الذهب من الآن، إلا أنَ حسام الدين رد علينا أنه متخوف من ارتفاع أسعاره في الأيام المقبلة وذلك نظرا لانخفاض أسعار البترول خلال الأيام الأخيرة لذلك قرر اقتناء الطاقم من الآن.